الراعي في الجبل وجنبلاط يُطالب بترسيم أميركي-إيراني لـ«حقل بعبدا»

"القائد" خيار "الخماسية" وقطر مفوَّضة تظهيره مع طهران

01 : 59

الراعي وجنبلاط في المختارة أمس (فضل عيتاني)

هبت رياح عربية ودولية لترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية. ووفق معلومات «نداء الوطن»، فإنّ اللجنة الخماسية لأجل لبنان تتوجه لتبني ترشيح قائد الجيش، على أن تتولى قطر تظهيره مع ايران بفضل العلاقات بين البلدين. وأتت هذه المعلومات قبيل وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الإثنين المقبل في وقت بدت مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية الرئاسية تترنح على وقع سجال نشب أمس بين أوساط بري وبين «التيار الوطني الحر» الذي بدا مؤيداً لهذه المبادرة.

ماذا عن تفاصيل هذا التطور في موقف «الخماسية»؟ وفق أوساط وثيقة الصلة باللجنة تحدثت الى «نداء الوطن»، فإن «الخماسية» اصبحت بكاملها الآن في مرحلة الذهاب الى فرصة ثانية في السباق الرئاسي «واعتماد مرشح جديد، من دون أن يعني مسبقاً أنّ هذه الفرصة ستنجح. لكن كل التركيز منصب الآن على الفرصة المرتبطة بقائد الجيش، وهي ستمارس كل الضغط اللازم في هذا الاتجاه. وهذا الضغط قد يترجم ايجاباً وقد لا يترجم كذلك اذا ظهرت عراقيل داخلية».

وتضيف الأوساط: «دخلنا الآن جدياً مرحلة قائد الجيش. وهناك ضغط ودفع في هذا الاتجاه. وقد تم تكليف قطر تولّي هذا الأمر، داخلياً ومع إيران في محاولة لدفع هذه المرحلة نحو خيار القائد. أما إذا وصلت الأمور الى حائط مسدود، فسيتم النظر في خيار آخر. لكن هناك قناعة تامة في لبنان بأنه لا يمكن ان يكون هناك رئيس للجمهورية، إلا ضمن المساحة التوافقية بين اللبنانيين، ما يشكل المدخل لإعادة الاستقرار والانتظام المؤسساتي المطلوب». وخلصت الى القول: «ستكون زيارة لودريان المرتقبة للبنان، هي الأخيرة له، قبل أن تتسلم قطر المهمة من الجانب الفرنسي، وذلك انطلاقاً من علاقة الدوحة بايران وسائر الأطراف بتفويض من «الخماسية». وستمضي قطر نحو العمل على الفرصة الثانية للاستحقاق الرئاسي، بعد فراغ ممتد منذ نهاية تشرين الأول الماضي».

وفي سياق متصل، أطلّ الاستحقاق الرئاسي في موقف الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في أثناء استقباله أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المختارة. فهو قال: «يأتينا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالتزامن مع زيارة رجل «الترسيم» آموس هوكشتاين، وكلاهما صرحا بتأييدهما إنجاز الانتخابات الرئاسية، ممتاز، كيف؟ هل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكشتاين؟ وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيد عبد اللهيان؟».

وجاءت زيارة البطريرك الراعي للمختارة في إطار زيارة للجبل، بدعوة من شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، لتثبيت المصالحة التي تمّت بين البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير والنائب السابق وليد جنبلاط منذ 22 سنة.

وفي قراءة المراقبين لزيارة البطريرك الراعي، أنّ مصالحة الجبل التي هي عنوان الزيارة، تمثل ذكرى «إنتفاضة الاستقلال» عام 2005 التي «أعادت مدّ الجسور التي منع نظام الاحتلال السوري قيامها بين اللبنانيين عندما كان وصياً على لبنان حتى ذلك التاريخ». وقال هؤلاء «إنّ انتفاضة الاستقلال التاريخية أتت بعد الانسحاب الاسرائيلي عام 2000، وموت الرئيس حافظ الأسد في ذلك العام، وموقف النائب جنبلاط المشهود آنذاك في البرلمان. وكذلك أتت الانتفاضة بعد البيان الشهير الذي أصدره مجلس المطارنة وولادة قرنة شهوان». وتابع المراقبون : «كان هناك مسار على مستوى وحدة اللبنانيين، وهذا ما كان يجب أن يحصل بعد نهاية الحرب اللبنانية عام 1989، ولم يحصل نتيجة منع النظام السوري الاجتماع السياسي اللبناني وتخويف اللبنانيين منه». وخلصوا الى القول:» زيارة البطريرك الراعي اليوم للجبل هي تكريس هذه المصالحة والوحدة المجتمعية اللبنانية والرؤية المشتركة للبنان».


MISS 3