مجموعة العشرين تضمّ الاتحاد الإفريقي إلى صفوفها وتخفق في التوافق حول أوكرانيا والمناخ

17 : 51

اتفق قادة مجموعة العشرين، المجتمعون في الهند اليوم السبت، على انضمام الاتحاد الإفريقي إلى تكتّلهم، ونددوا باستخدام القوة في أوكرانيا لكن من دون ذكر روسيا تحديداً، فيما خلا بيانهم الختامي من أي دعوة للتخلي تدريجاً عن مصادر الطاقة الأحفورية.



ورحّبت مجموعة العشرين رسمياً بانضمام الاتحاد الإفريقي إلى صفوفها، في خطوة تعد انتصاراً ديبلوماسياً للهند التي تستضيف القمة هذا العام وتظهر كزعيمة لدول الجنوب.


وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي توصل المجموعة إلى توافق حول الإعلان الختامي للاجتماع. لكن ذلك لم يحصل من دون تنازلات نظراً إلى الخلافات داخل المجموعة حول العديد من القضايا من بينها الموقف الواجب اتخاذه تجاه روسيا والاستجابة لتغير المناخ.


ورغم أن الإعلان الختامي دان "استخدام القوة" في أوكرانيا لتحقيق مكاسب ميدانية، لم يذكر تحديداً الهجوم الروسي على هذا البلد بعدما ندّد به في البيان الصادر في ختام قمة مجموعة العشرين عام 2022 في بالي.


وانتقدت كييف السبت بيان مجموعة العشرين حول الغزو الروسي.


وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكراني أوليغ نيكولنكو: "أوكرانيا ممتنة للشركاء الذين حاولوا تضمين صياغة قويّة للنصّ. في الوقت نفسه، في ما يتعلق بالعدوان الروسي على أوكرانيا، ليس هناك ما يدعو مجموعة العشرين إلى الاعتزاز".


وفي ما يخصّ المناخ، خلا البيان الختامي للمجموعة من أي دعوة للتخلي تدريجاً عن مصادر الطاقة الاحفورية مع أن التقييم الأوّل لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ اعتبره هدفاً "حيوياً".


لكن قادة دول مجموعة العشرين المسؤولة عن 80 % من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، أقروا وفقاً لتوصيات خبراء المناخ في الأمم المتحدة، أن هدف حصر الاحترار المناخي بحدود 1,5 درجة مئوية "يتطلب خفضاً سريعاً وكبيراً ومستداماً للانبعاثات بنسبة 43 % بحلول 2030 مقارنة بمستواها في 2019".


ودعوا إلى "تسريع الجهود الرامية إلى الحد من إنتاج الطاقة بالفحم" بدون أن تكون مصحوبة بأجهزة احتجاز الكربون أو تخزينه. وهذا يستثني بحكم الأمر الواقع الغاز والنفط.


وتعد البلدان النامية الأكثر تضرراً بالظواهر الجوية القصوى المرتبطة بتغير المناخ، بالإضافة إلى معاناتها انعدام الأمن الغذائي الذي غذته الحرب في أوكرانيا من خلال التأثير على أسعار الحبوب.


وذكّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا السبت أمام قادة مجموعة العشرين بأن العالم يواجه "حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة". وأكد لولا خلال القمة أن "غياب الالتزام بالبيئة دفعنا إلى حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة".


لكن قادة دول مجموعة العشرين المسؤولة عن 80 % من انبعاثات غازات الدفيئة، أعلنوا أنهم سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030.

كما حذّروا من أن الاستثمارات المخصصة لمكافحة تغيّر المناخ يجب أن "تزيد بشكل كبير" لمساعدة البلدان النامية على تحقيق التحول إلى الطاقة النظيفة.


واعتبر مصدر ديبلوماسي فرنسي أن اللغة المستخدمة في البيان الختامي "مرضية جدا توحي بما يجب أن يكون سلاما عادلا ودائما عند انتهاء الحرب في أوكرانيا".

من جهته، رأى مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان أن صياغة النص، خصوصا في ما يتعلق بأوكرانيا، تنم "عن عمل جيد جدا".


ويضمّ الاتحاد الإفريقي الذي أسّس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 55 دولة عضوا (بما فيها ست معلقة عضويتها)، ويبلغ مجموع ناتجه المحلي الإجمالي ثلاثة تريليونات دولار. وكانت القارة حتى الآن ممثلة في مجموعة العشرين بدولة واحدة هي جنوب إفريقيا.


وقال الرئيس الكيني وليام روتو السبت إن انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين سيوفر "صوتا ورؤية" لإفريقيا، القارة "الأسرع نموا" في الوقت الحالي.


ورحبّت الرئاسة النيجيرية المدعوة أيضا إلى حضور قمة نيودلهي بالعضوية الجديدة كاتبة على منصة "إكس"، "كقارة، يسرّنا مواصلة تعزيز تطلعاتنا على الساحة العالمية عبر منصة مجموعة العشرين".

من جهته، رأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن انضمام القارة السمراء "رمز مهم للشمول" و"خطوة كبيرة لمجموعة العشرين ولإفريقيا، لكنها لن تكون الأخيرة".


وعلت الأصوات المطالبة بتعزيز تمثيل القارة الإفريقية في هيئات دولية رئيسية أخرى، مثل مجلس الأمن الدولي. 

MISS 3