G20: إشادة بنتائج القمّة... ولقاء السيسي-أردوغان يسرق الأضواء

02 : 00

مصافحة بين السيسي وأردوغان على هامش القمّة أمس (الرئاسة المصرية)

أكثر ما أثار اهتمام المراقبين خلال قمّة «مجموعة العشرين» في الهند، الإعلان عن مشروع «الممرّ الأخضر» الذي سيربط الهند بأوروبا مروراً بالشرق الأوسط من خلال خطوط السكك الحديد والنقل البحري، مع دور قيادي للمملكة العربية السعودية، فيما وقّع على اتفاق مبدئي في نيودلهي السبت بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفق البيت الأبيض.

واختتم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس قمة «مجموعة العشرين» التي قلّلت من أهمية الانقسامات العميقة في شأن الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا والتغيّر المناخي، وعزّزت دور مودي على الساحة الديبلوماسية الدولية. وتجنّباً لأي إحراج ديبلوماسي، ضغطت الهند على أعضاء المجموعة للاتفاق على بيان مشترك السبت رفض «استخدام القوة» في أوكرانيا لتحقيق مكاسب ميدانية، لكن من دون ذكر روسيا تحديداً.

وانتقدت كييف السبت البيان بالقول: «ليس هناك ما يدعو «مجموعة العشرين» إلى الاعتزاز»، إلّا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي مثّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاجتماع، أعلن أمس إحراز فوز ديبلوماسي، وقال: «تمكّنا من إحباط المحاولات الغربية لجعل أوكرانيا تُهيمن على جدول أعمال القمة»، واصفاً الاجتماع الذي استمرّ ليومَين بأنه «ناجح».

وفي السياق، اعتبر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر، الإعلان «خطوة كبيرة إلى الأمام» في ما يتعلّق بسيادة الدول ووحدة أراضيها، موضحاً أن البيان يعكس «اتّحاد الاقتصادات الكبرى حول العالم في شأن الحاجة إلى دعم القانون الدولي، وأن تقوم روسيا باحترام القانون الدولي».

وكشف المسؤول الهندي أميتاب كانت، الذي يُعدّ من أبرز منظّمي قمة الهند، أن النصّ التوافقي في شأن أوكرانيا في الإعلان الختامي تطلّب «أكثر من 200 ساعة من المفاوضات المتواصلة، و300 اجتماع ثنائي و15 مشروع نصّ»، مشيراً إلى أن البرازيل كانت من بين البلدان التي ساعدت في التوصّل إلى توافق على الفقرة المخصّصة لأوكرانيا ضمن البيان.

وفي هذا الصدد، أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في ختام القمّة التي وصفها بـ»الناجحة»، أنه «لا يُمكننا ترك القضايا الجيوسياسية تُهيمن على جدول أعمال مباحثات مجموعة العشرين»، إذ «لا مصلحة لدينا في مجموعة عشرين منقسمة. نحتاج إلى السلام والتعاون بدلاً من النزاعات»، فيما سلّم مودي الرئاسة الدورية لـ»مجموعة العشرين» إلى لولا.

ومن المقرّر عقد القمة المقبلة في تشرين الثاني 2024 في ريو دي جانيرو. وكشف لولا أن بوتين سيتلقّى دعوة لزيارة المدينة البرازيلية، مؤكداً أنه لن يتمّ القبض عليه، على الرغم من مذكّرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في آذار، والتي تتّهمه بارتكاب «جرائم حرب».

توازياً، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عدم «تهميش» موسكو في المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. كما التقى أردوغان وجهاً لوجه نظيره المصري عبد الفتاح السيسي أمس على هامش القمة، ليطوي عقداً من القطيعة بين البلدَين.

والتقى الرئيسان برفقة عدد من أعضاء وفديهما، فيما أوضحت الرئاسة التركية أن الجانبَين بحثا العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة، والقضايا الإقليمية والعالمية. واعتبر أردوغان خلال الاجتماع الذي سرق الأضواء الإعلامية أن العلاقات بين البلدَين «دخلت حقبة جديدة بتعيين سفير لكلّ منهما»، معرباً عن أمله في أن تشهد العلاقات الثنائية «دفعة إلى الأمام».

وأوضح المتحدّث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن الرئيسَين أكدا أهمية العمل على تعزيز العلاقات بين البلدَين، والبناء على التقدّم الملموس في سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي.

في الأثناء، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني غداة لقائها نظيرها الصيني لي تشيانغ أن بلادها لم تحسم بعد قرارها في شأن الانسحاب من مبادرة «حزام وطريق» الاستثمارية الصينية، مشدّدةً على أن علاقات البلدَين لن تتأثر حتّى في حال حصول ذلك.

على صعيد آخر، أدلى الناخبون الروس بأصواتهم في انتخابات إقليمية يتوقع ألّا تشهد مفاجآت مع إسكات أصوات المعارضة ومنتقدي الحرب في أوكرانيا، فيما أكدت اللجنة الانتخابية المركزية في روسيا مساء أمس أن حزب «روسيا الموحدة» بزعامة بوتين يتصدّر نتائج الانتخابات الإقليمية في 4 مناطق أوكرانية ضمّتها موسكو، في وقت هاجمت فيه عشرات المسيّرات الروسية أوكرانيا، واستهدف معظمها محيط العاصمة، بينما تمكّنت الدفاعات الجوية من إسقاط غالبيّتها.


MISS 3