فحوص القلب مهمّة قبل خضوعك للجراحة؟

02 : 00

لا يحتاج معظم الناس إلى تخطيط القلب الكهربائي قبل الخضوع لعملية بسيطة وقليلة المخاطر. لكن يختلف الوضع مع الجراحات الكبرى...

إذا خضعتَ يوماً لجراحة، قد تتذكر أنك مررتَ أولاً بتقييم طبي قبل موعد العملية. غالباً ما تحصل هذه الفحوصات الأولية قبل أيام أو أسابيع من موعد الجراحة غير القلبية المرتقبة وتشمل فحصاً جسدياً بشكل عام. حتى أنك قد تخضع لفحوصات دم وللتصوير بالأشعة السينية وتخطيط القلب الكهربائي (إنه اختبار سريع وغير مؤلم لتسجيل النشاط الكهربائي في القلب). يقول الدكتور براندن إيفيريت، مدير قسم طب القلب العام في مستشفى "بريغهام" للنساء في جامعة "هارفارد": "تهدف هذه الفحوصات إلى تقييم احتمال الإصابة بمشاكل قلبية خلال الجراحة. لا شيء يضمن ألا يواجه المريض أي مضاعفات، لكنّ رصد المخاطر على مستوى القلب مسبقاً يسمح للجراح بالاستعداد لأي مضاعفات محتملة ووضع خطة احتياطية تحسباً لأي طارئ".

أبلغ الطبيب بجميع أعراضك!

تكون نتائج الفحوصات مهمة طبعاً، لكن يستند 75% من التقييم قبل الجراحة إلى أجوبتك على أسئلة الطبيب: يجب أن يعرف هذا الأخير ما تشعر به حين تمارس أي نشاطات جسدية أو تصعد السلالم لأن هذه التفاصيل تشكّل أدلة مهمة على صحة القلب وتوجّه بقية أجزاء التقييم. بشكل عام، تحصل نصف الجراحات لأشخاص في عمر الخامسة والستين وما فوق، ويأخذ عدد كبير منهم أدوية لتخفيض ضغط الدم أو معدل الكولسترول. يمارس الكثيرون الرياضة بانتظام ويشعرون بأنهم بخير. لكن قد يشعر آخرون بضيق تنفس من وقت لآخر مثلاً. تحتاج هذه الفئة إلى فحوصات إضافية في معظم الأوقات.





الفرق بين الجراحات الصغيرة والكبيرة

تُعتبر طبيعة العملية عاملاً مؤثراً أيضاً. قد تؤدي جراحات كبرى، مثل استبدال الورك، إلى فقدان الدم، فتتغير كمية السائل وموقعه في الجسم. وقد يسبب التخدير تغيرات في إيقاع القلب وضغط الدم. هذه العوامل كلها تؤثر على جهاز القلب والأوعية الدموية وقد تكشف عن أمراض قلبية لم يتم تشخيصها سابقاً. تتعدد أنواع الجراحات الكبرى، منها العمليات التي تتطلب فتح الجمجمة والعمود الفقري والصدر والبطن واستبدال مفاصل أساسية أخرى مثل الركبة أو الكتف.

لكن تكون نصف الجراحات السنوية بسيطة وقليلة المخاطر، كتلك التي تعالج داء الساد (Cataracts) أو تصلح الأوتار أو المفاصل المتضررة. هذه العمليات لا تتطلب المبيت في المستشفى، بل يعود المريض إلى منزله في اليوم نفسه، منها خزعة الثدي أو إصلاح الفتق.

هذه الجراحات قليلة المخاطر لا تفرض أعباء كبرى على القلب، ويبقى احتمال المضاعفات ضئيلاً بشكل عام. بالتالي، لا يحتاج معظم الناس إلى تخطيط القلب الكهربائي قبل هذه العمليات، لا سيما جراحة الساد التي تقتصر على 20 دقيقة وتستعمل التخدير الموضعي. مع ذلك، يخضع 10 إلى 25% من المرضى لتخطيط القلب الكهربائي قبل جراحة الساد بحسب قول الدكتور إيشاني غانغولي، أستاذ مساعد في الطب في جامعة "هارفارد".

تتعلق المشكلة إذاً بعجز الأطباء عن تقليص مخاطر جراحة الساد المنخفضة أصلاً. قد يبدو تخطيط القلب الكهربائي حميداً بشكل عام، لكن لا وجود لأي فحص مثالي. لذا يرصد هذا الفحص خللاً غير موجود أحياناً. وإذا أعطى هذا التخطيط نتيجة غير طبيعية، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية، منها اختبار الإجهاد الذي يراقب القلب تزامناً مع تخطيط نشاطه الكهربائي أو تصويره بالموجات فوق الصوتية أثناء تدرّب المريض على جهاز المشي. لكن مجدداً، تكون النتائج غير جازمة أحياناً وتقود إلى فحوصات أخرى. هذه الفحوصات المتلاحقة قد تؤذي المريض أكثر مما تفيده في بعض الحالات نظراً إلى كلفتها المضافة والوقت الذي تستهلكه والضغط النفسي الذي يواجهه المرضى خلال هذه الفترة. لذا لا تشجّع "الكلية الأميركية لطب القلب" على تخطيط قلوب من يستعدون لإجراء جراحة قليلة المخاطر، شرط ألا يواجهوا أي أعراض مشبوهة.

إذا كنت تستعد للخضوع لجراحة إذاً، لا مفر من أن يقيّم الطبيب وضعك مسبقاً. لذا احرص على جلب المواد التالية معك إلى موعدك الطبي:

• لائحة بجميع الأدوية التي تأخذها، بما في ذلك الأدوية الشائعة التي لا تتطلب وصفة طبية والفيتامينات ومكملات غذائية أخرى.

• نتائج التصوير أو أي فحوصات أجريتها في مراكز طبية أخرى.

• معلومات الاتصال بطبيب الصحة العامة أو طبيب القلب الذي تقصده إذا وُجِد.


مـــا الـــحـــل إذاً؟


لتجنب أي فحوصات غير ضرورية قبل الجراحة، استفسر من طبيبك عن أثر نتائج الفحوصات المطلوبة على علاجك. لا داعي لاتخاذ موقف هجومي، بل يكفي أن تسأله: "هل تستطيع مساعدتي لفهم الهدف من هذا الفحص"؟ وللتأكد من خضوعك للفحوصات التي تحتاج إليها فعلاً، كن صريحاً دوماً وأبلغ طبيبك بأي أعراض تواجهها كي يختار أفضل مقاربة للتعامل مع وضعك.


MISS 3