أسعد بشارة

هذا هو المرشح الجدّي والوحيد للرئاسة

من مهمة جان إيف لودريان المتحوّرة، باتجاه تبني قائد الجيش مرشحاً جدياً ووحيداً للرئاسة، إلى مهمة الموفد القطري، التي لم يعد سرّاً أنّها ترتكز على ثابت وحيد اسمه جوزاف عون، إلى عشاء جمع قائد الجيش مع آموس هوكشتاين، في منزل الأول، لم يكن فيه الأهم إلا الصورة، وما أدراك ما الهدف الأميركي من الظهور بهذه الصورة، إلى اللقاء «الصدفة»، الذي جمع العماد عون بالنائب محمد رعد، للاطمئنان إلى سلامة العميد المتقاعد ديديه رحال، بعد العملية الجراحية التي أجراها، وما كان أبلغ منها من صدفة.

تتقاطع عواصم القرار على جوزاف عون، في رهان على أنه الأقدر لقيادة عملية انتقالية صعبة في لبنان. ليس الرهان معناه تغليب أرجحية النجاح، لكنه يعكس إفلاس معظم الخصوم، ويظهر مناوشاتهم التي لن تؤخّر، أو تقدّم في القرار المحتوم.

كان من المؤمل أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأمير محمد بن سلمان، في قمة G20، لكن ماكرون ألغى كلّ مواعيده، واستعيض عن هذه القمة، بلقاءات تنسيقية مباشرة بين إدارة ماكرون، ومن يدير بجدارة الملف اللبناني في المملكة العربية السعودية، أي الوزير نزار العلولا، بالتنسيق مع السفير وليد البخاري.

خلاصة هذه اللقاءات، أنّ لودريان سيكشف في الساعات المقبلة عن تحوّل كبير في المبادرة الفرنسية، باتجاه تبنّي جوزاف عون، فالمعادلة القديمة (سليمان فرنجية - نواف سلام) سقطت، وفكرة الحوار لن تولد، كما تمنّاها الفرنسيون، ولم يبق أمامهم إلا اللحاق بزملائهم الأربعة، في الخماسية، الذين كشفوا عن موقفهم الرئاسي من دون أن يعلنوه.

بالنسبة إلى الدور القطري، لم يعد خافياً أنّ قطر تتكلم في الملف اللبناني، باسم ثلاث دول كبرى، وهي بدأت بالكلام الجدي مع طهران، الذي يشمل ملف الرئاسة، والذي يركز على انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية. لهذا كان «حزب الله» قد نفّذ إعادة التدقيق بموقفه، وقرّر أن يلتقي قائد الجيش، لا بل لم يمانع، وربما ساعد، في تسريب خبر اللقاء، خدمة لأهداف داخلية وخارجية، ولو كلّفه الأمر، إزعاج مرشّحه سليمان فرنجية، ووضع حليفه نبيه بري في خانة المضطرّ على التأقلم مع المعطى الجديد، ووضع حدّ لابتزاز جبران باسيل له، تماماً كما حصل في فندق الدوحة الذي ولد فيه قرار انتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.

يقترب القدر المحتوم، وهناك من استعدّ له وهناك من لم يستعدّ. لن يقبل فرنجية بأقل من جائزة ترضية دسمة، وهذا ما يقدر عليه «حزب الله»، أما باسيل الذي درّبه ميشال عون على الشراهة واقتناص الفرص، فهو جاهز للابتزاز، لكن من دون فرص بتحقيق إنجازات كبرى. أما قوى المعارضة فهي كما هي، ستطلب من جوزاف عون أن يكون رئيساً لمرحلة انتقالية صعبة، وإذا استطاع، فهي ستكون إلى جانبه، من دون شراهة ولا جوع عتيق.