محمد دهشة

أبو مرزوق في لبنان لوقف اشتباكات "عين الحلوة"

13 أيلول 2023

02 : 00

جانب من المخيّم (فضل عيتاني)

إتفاق وقف إطلاق النار في عين الحلوة، الذي جرى التأكيد عليه في اجتماع «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» في لبنان مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري امتداداً للقاءات السابقة التي توزّعت بين صيدا وبيروت والسفارة الفلسطينية، لم يصمد طويلاً، وبقي يتهاوى تدريجياً تحت وطأة الاشتباكات حيناً والخروقات المتكررة أحياناً وعلى أكثر من محور.

مصادر فلسطينية أوضحت لـ»نداء الوطن» أنّ سبب عدم الالتزام بوقف إطلاق النار في الميدان يعود إلى موقفين متناقضين، الأول موقف حركة «فتح» التي تصرّ على تسليم المتهمين باغتيال قائد الأمن الوطني الوطني اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه أو القضاء عليهم، وهو ما توافقت عليه هيئة العمل الفلسطيني المشترك وبدعم من الأحزاب اللبنانية، والثاني موقف الناشطين الإسلاميين الذين يريدون وقف إطلاق النار من دون شروط أو الالتزام بتسليم أي من المتهمين. ويقول مسؤول «فتحاوي» في منطقة صيدا «لم تجر مفاوضات على وقف إطلاق النار إلا وكانت مصحوبة بتسليم الجناة والمشتبه بهم في جريمة اغتيال العرموشي إلى العدالة اللبنانية، هذا موقفنا ومعنا كل القوى والأحزاب اللبنانية».

وعلمت «نداء الوطن» أن الأمن العام، وبمتابعة شخصية من اللواء البيسري، واكب باهتمام وقف إطلاق النار وبقي طوال النهار وعند حصول خروقات يراجع مع الجهات المعنية لوقفها، فنجح إلى حدّ كبير لكن الأمور عادت وانفلتت عصراً وامتدت من محور حطّين - جبل الحليب، إلى محور الرأس الأحمر- الطيرة والصفصاف والبركسات والطوارئ.

سياسياً، بدأ عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لـ»فتح» المشرف العام على الساحة اللبنانية عزام الأحمد حراكه السياسي، والتقى في سفارة دولة فلسطين في بيروت على حدة كلاًّ من النائبين عبد الرحمن البزري واسامة سعد بحضور سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور، أمين سرّ «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، عضوي المكتب السياسي للتنظيم طلال ارقدان وناصيف عيسى، عضو المجلس الثوري لـ»فتح» آمنة جبريل، عضو قيادة «فتح» في لبنان اللواء منذر حمزة وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب.

بالمقابل، وصل نائب رئيس حركة «حماس» في الخارج موسى أبو مرزوق إلى لبنان، في زيارة تستغرق عدّة أيام، لبحث تطورات الأوضاع في عين الحلوة ومن المقرّر أن يلتقي مسؤولين لبنانيين، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، لمحاولة احتواء الأوضاع في المخيم والتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الاشتباكات. ودعا الناطق الإعلامي باسم «حماس» جهاد طه إلى مواكبة تثبيت وقف إطلاق النار، وعدم السماح بأي من الخروقات. وأوضح نائب رئيس «المجلس الوطني» ومسؤول «الجبهة الديمقراطية» في لبنان علي فيصل، أن الاتفاق الأخير قضى بوقف اطلاق النار وتعزيز دور القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، والعمل على تسليم المطلوبين.

ميدانياً، أتاح الهدوء الحذر لبعض العائلات النازحة العودة إلى المخيم وتفقد ممتلكاتها، حيث تبين أن حجم الأضرار كبير جداً، مع تسجيل احتراق عدد من المنازل بشكل لافت نتيجة عدم التمكّن من الوصول إليها لإخماد النيران التي اندلعت فيها، اضافة إلى تضرر المحال التجارية والسيارات. وفيما تواصلت كارثة النزوح الانسانية، أجلت وكالة «الأونروا» عائلات فلسطينية ولبنانية وسورية ومكتومي القيد (خط السكة) نزحت إلى بلدية صيدا، إلى مدرسة «بيت جالا» في مركز «سبلين» المهني بعدما فتح أبوابه لإيواء العائلات النازحة جراء الاشتباكات، ونقلتهم على دفعات عبر باصات تابعة لها بالتنسيق مع البلدية ومواكبة شرطتها بإمرة المفوض بدر القوام وعدد من متطوعي الهيئات الإغاثية. وبلغ عدد العائلات التي نزحت إلى البلدية نحو 80 عائلة في ذروة الإشتباكات ثم انخفض العدد تدريجياً إلى 70 عائلة: 23 فلسطينية – 19 لبنانية – 8 سورية - 18 مكتومي القيد. وقد فضل جزء من عائلات مكتومي القيد التوجه إلى منازل أقرباء لهم في منطقة صيدا بانتظار استقرار الوضع في مخيم عين الحلوة وتوقف الإشتباكات بشكل نهائي.


MISS 3