الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم 14 أيلول 1982، هزّ انفجارٌ ضخمٌ محيط الأشرفية، تردّدت أصداؤه في بيروت والمناطق، الإنفجار استهدف بيت الكتائب في الأشرفيّة خلال انعقاد اجتماع حزبيّ في حضور بشير الجميّل، فسقط الرئيس ومعه 21 شهيداً.
واليوم، وبعد مرور 41 عاماً على غياب "البشير"، يقول النائب نديم الجميّل في حديث خاص لـ "kataeb.org": "منذ 41 عاماً، هناك الكثير من الأمور التي تغيّرت، الأكيد أن الفوضى والمزرعة والكذب والنفاق والمصالح الشخصية والضيقة لم تتغيّر ولكن الذي تغيّر كثيراً هو نمط الحياة والمواطنية ومعنى الشجاعة والاندفاع والصمود والمقاومة اضافة الى معنى الحرية والكرامة."
يضيف: "للأسف، ما ينقصنا اليوم من بشير ليس فقط "رجل الدولة" إنمّا أيضاً العنفوان الذي زرعه في نفوس اللبنانيين والشجاعة التي كان يملكها لمقاومة الغريب والخطأ".
ويؤكدّ نديم أنه لو كان بشير الجميّل موجوداً اليوم لما كنّا قد سمعنا بـ"حزب الله"، أو بالنفوذ الايراني وغيره، فكنّا سنسمع فقط بـ"لبنان"، ونتطلّع نحو إمكانيّة منافسة إسرائيل والصين أو حتى الولايات المتحدة، لذلك، المقارنة والمقاربة ليستا موجودتَين.
ويصف الإبن والده بالرجل الوطني بامتياز الذي وضع ركائز الوطنية ومداميك المواطنية والحرية والدولة الحقيقية.
ويقول: "اليوم، أفتقد الى شخص "بشير" الأب والرجل والرئيس!".
ويلفت نديم الجميّل الى ان "بشير" كسر كل المقولات خاصة أنه كسر الطريقة التقليدية بالتعاطي السياسي ولا مشكلة الا ولها حل او نية بالحل، وهنا الفرق بين بشير وبين من يقولون "ما خلونا".
ويقول: "بشير لم يكن رئيس ميليشيا انما رئيس مقاومة وهو كان قائداً لقوة تحريرية في لبنان والأمر مختلف عما يحصل اليوم لاسيما ما نراه في المخيمات ".
يضيف: "من باب ما يحصل في المخيّم بالنسبة للمقاومة اللبنانية، لم يكن هناك أي تردّد. فالفلسطيني الذي يريد ان يبقى يجب الا يكون مسلّحا وكل السلاح في المخيمات يجب التخلي عنه وحلم بشير ان يكون الجيش القوة الوحيدة على الارض".
ويوضح نديم الجميّل أنّ "لبشير رؤية وعرفاً، كيف يطبّقها على الأرض؟"، وقال: "موقف بشير كان واضحاً عن طريقة اعادة بناء الدولة بعد التفكك والانهيارات مع شبه الدولة التي كانت قائمة لناحية الادارة والجيش والمؤسسات واليوم الدولة مهترئة ومنتهية ولست هناك هيبة للرئيس والدولة والقانون، وكل شيء انهار لاننا لا نعتمد مرجعية واحدة التي هي الدولة والتي يجب ان تكون على مساواة واليوم كل طرف يفتح "دكانة" لتأكيد مرجعيته ووجوده".
ويشدّد الجميّل على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية الذي هو صورة الاب الصالح للوطن بغض النظر عن الصلاحيات وهو من يضع المعايير والوجهة ولا يمكن العيش بفوضى وغابة لان رموز الدولة انهارت.
ويعتبر ان كل يوم هناك امكانية لتحقيق حلم بشير والصعوبات تخلق التحديات والرجال والاهم ان نتمسك بانتمائنا للبلد والايمان بأنّ وجودنا في البلد هو ما يصنع الفرق.
ويضيف: "يمكن الذهاب الى الخارج لتأمين فرصة أمل لعائلاتنا، ولكنَّ انتماءَنا يجب ان يكون للبلد ونتعلّق به لان البلد خرج منه أبطال وشهداء وقديسون وعمالقة حافظوا عليه يجب ألّا نفرّط بهم".
ويختم: "الخوف اليوم ان الهجرة ليست فقط اقتصادية انما الخشية ان نترك لبنان للغريب ولمن يحاول احتلالنا وهذا الامر الخطير الذي يجب ان نواجهه".