"بايدن كان ملتزماً بالتّوصّل إلى تأمين اتفاقيّة الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل"..

هوكشتاين: "الممرّ الإقتصاديّ" سيُغيّر قواعد اللّعبة في المنطقة

19 : 56

قال آموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس الأميركيّ، إن مشروع الممرّ الذي أعلنت عنه قمّة العشرين الأخيرة للربط بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، سيُغيّر قواعد اللعبة في المنطقة.


وتحدث هوكشتاين، عن السّياسة الخارجيّة الأميركيّة، قمّة العشرين، واتفاقيّة ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان واسرائيل.


وكان قادة مجموعة العشرين، قد أعلنوا على هامش قمّة نيودلهي اتّفاقاً لمشروع "ممرّ" طموح، للرّبط بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط.


والاتفاق سيضمّ دولاً عدّة، ويشمل مشروعاتٍ للسّكك الحديديّة وربط الموانئ البحريّة، إلى جانب خطوطٍ لنقل الكهرباء والهيدروجين، وكابلات نقل البيانات.


وتم التّوقيعُ على الاتفاق المبدئيّ الخاصّ بالمشروع، السبت، في نيودلهي، بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبيّ وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقاً لبيان نشره البيت الأبيض.


الممر الطموح

وعن نتائج مشروع الممرّ الاقتصاديّ، قال المسؤول الأميركيّ: "أعتقد أنَّ هذا المشروع سيُغيّر قواعد اللعبة في المنطقة، ولهذا السبب، فهو يجمعُ قادةَ الهند والمملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة واليابان وأوروبا معاً".


أضاف: "كان هناك حديث منذ عقودٍ عن ربط آسيا وأوروبا. والآن ما تمكنّا من قوله هو انه وباستخدام الاقتصادات المتقدّمة في الشرق الأوسط، أولاً، يُمكننا نقلُ المنتجات والسلع من جنوب شرق آسيا من فيتنام عبر الهند، وكلّ الهند عبر الشرق الأوسط إلى أوروبا. يجعل الأمر أسرع من الشحن. إنه أسهل وأكثر كفاءة. إنه أكثر كفاءة من حيث التكلفة، لذا فهو أرخص، وأقل تلويثا. لأن النقل يستغرق وقتاً أقلّ مقارنةً بالنقل على متن سفينة. لذلك، تُسافر على متن سفينة من الهند إلى الإمارات العربيّة المتحدة، ثم تسافر عبر السّكك الحديدية عبر الإمارات والسعوديّة والأردن وإسرائيل، ثمّ تشحن بحراً إلى أوروبا".


وتابع قائلاً: "أنتَ تُقلّل من حرق وقود الديزل وتعطي الأولويّة للسّكك الحديديّة. وهذا هو تغييرُ قواعد اللّعبة في حدّ ذاته. سيُوفّر قدراً هائلاً من المال والوقت وسيكونُ قادراً على جعل التّجارة العالميّة أكثر كفاءة. ولكن بعد ذلك، الاستفادة من توفير كابلات البيانات والألياف الضوئية والاستفادة ممّا كان الشّرق الأوسط جيّداً فيه خلال المئة عام الماضية وهو تزويد الاقتصاد العالميّ بالطاقة".


كيف بدأ المشروع؟

وحول فكرة المشروع، قال: "بدأ بزيارة الرّئيس جو بايدن إلى السّعوديّة والاجتماع مع قادة دول مجلس التعاون الخليجيّ. وقد فتح ذلك الباب حقّاً، وكنّا نُناقش الفرص المختلفة على مدار الأشهر القليلة الماضية. سأقول إنَّ القيادة في دولة الإمارات العربيَّة المتحدة هي التي توصلت إلى الفكرة الأولية المتمثلة في ربطنا، وقد اجتمع مستشارو الأمن القوميّ، وتحدّث قادتنا عن الأمر وشعرنا أننا أحرزنا تقدّماً كافياً لنكون قادرين على الإعلان عن مذكّرة تفاهمٍ من هذا النوع. وعلينا الآن أن نمضيَ قدماً ومواصلة تنفيذها".


وبشأن تغير السياسة الخارجية الأميركية عبر الدّيبلوماسية الأميركيّة، قال هوكشتاين: "أعتقد أنّ الرئيس بايدن، عندما تولّى منصبه، أراد تعزيز موقفنا في الشّرق الأوسط وعلاقات الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط. وأعتقد أنَّ ما ترونه الآن هو ليس تغييراً في السياسة، بل بدأ الناس في رؤية النتائج والتعرف على النهج الذي اتبعه الرئيس بايدن. وبدلاً من التّركيز فقط على الأمن والدفاع، وهو أمرٌ مهمّ حقاً وسيستمرّ في توفير العلاقة الأمنية القوية عبر الخليج العربي، ولكن أيضاً، علينا أن ندرك أنَّ ما يجمعُنا حقّاً هو ربط بلداننا اقتصادياً، والعمل معاً لدعم الاقتصاد ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع. لذلك نعتقدُ أنَّ هناك الكثير من الفرص لتوحيد الجهود، كما رأيتم ذلك في قمة مجموعة العشرين بحضور الرئيس بايدن وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد، واجتماعُهم معاً مع بقية العالم لقيادة التكامل الاقتصادي والازدهار".


التطبيع

وتعليقاً على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قال المسؤول الأميركيّ: "هناك نقطتان؛ أولاً تتضمَّن إجابتَين، هو أنَّنا نعملُ مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر، ليس فقط في المنطقة، ولكننا نعمل بالفعل معاً خارج المنطقة في أماكن أخرى. وقد أعلن الرئيس بايدن عن مشروع ضخم في أفريقيا. ونحن نتطلّع إلى العمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ومع قطر والمملكة العربية السعوديّة هناك أيضاً. لذا، الأمر لا يقتصر على المنطقة فقط. لهذا السبب يعدّ هذا بمثابة تغيير في قواعد اللعبة".


أضاف: "عندما يتعلق الأمر بالتطبيع، قال الرئيس بايدن عندما سافر إلى المملكة العربية السعودية العام الماضي لحضور اجتماع مجلس التعاون الخليجي، إنه يأمل أن يرى المزيد من التكامل والمزيد من الترابط. وأعلنا عن أول رحلة جوية من إسرائيل تمر في أجواء السعودية للمرة الأولى خلال زيارته. وفي الواقع، كانت رحلته من إسرائيل إلى جدّة هي أول رحلة مباشرة. ونحن ملتزمون بالعمل مع دول المنطقة لتحقيق ذلك. هل هذا أمرٌ وشيكٌ؟ لا. ولكننا نعملُ بجدّ لتحقيق هذه الغاية إذا أرادت البلدان ذلك، وإذا كان هذا هو مستقبل المنطقة، فهذا ما نريد أن نكون قادرين على دعمه وتحقيقه".


لبنان والفلسطينيون

وأشار هوكشتاين كذلك إلى مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وقال إن الرئيس بايدن كان ملتزماً بالتّوصّل إلى تأمين اتفاقية الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.


وأوضح أن هذه هي أول اتفاقية على الإطلاق بشأن الحدود بين إسرائيل ولبنان.


أضاف: "ونتيجة لذلك، رأينا توتال وإي إن آي؛ الشركتَين الفرنسية والإيطالية تبدآن بالتّنقيب عن الغاز في هذه المناطق في لبنان للمرّة الأولى. وهو ما لم يكُن مُمكناً من دون الاتفاقيّة البحرية، فقد كان من غير الآمن أبداً القيام بذلك. لقد عدت إلى لبنان منذ بضعة أسابيع فقط. نود أن نرى لبنان وقد وصل إلى ظروف اقتصادية أفضل وازدهار من خلال ما تحقق".


وقال: "نحن نعمل مع الفلسطينيين أيضاً لنرى كيف يُمكننا دعمهم سياسياً واقتصادياً. لذا، فإن هذا الأمر شموليّ، نود أن نرى الشرق الأوسط ككل أكثر تكاملا وأكثر ترابطاً وأكثر استقراراً، وإذا حصلنا على الترابط المادي والتكامل الاقتصادي فسيؤدّي ذلك إلى المزيد من الازدهار، ومن السلام أيضاً. وأعتقد أنَّ هذا هو النَّهج الصحيح وأنَّ الرئيس بايدن ملتزم جداً بالمضي قدماً في هذا الأمر".

MISS 3