تنفّست «جمهورية» أرتساخ (ناغورني قره باغ) الصعداء أمس مع استئناف دخول المساعدات الإنسانية إليها بعدما اتفقت سلطات المنطقة ذات الغالبية الأرمنية والواقعة في عمق الأراضي الأذربيجانية، مع الحكومة في باكو، على استخدام الطرق التي تربط الجيب بأرمينيا وأذربيجان.
وبينما اتّهمت أرمينيا أذربيجان بتأجيج أزمة إنسانية في الجمهورية المُعلنة ذاتيّاً بعدما أغلقت باكو العام الماضي ممرّ لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا، وحيث تتواجد قوات حفظ سلام روسية، زعمت باكو أن سلطات أرتساخ رفضت اقتراحها بإعادة فتح ممرّ لاتشين وطريق أغدام، الذي يربط المنطقة بأذربيجان، بشكل متزامن.
لكنّ سلطات أرتساخ أبدت موافقتها الأحد على مرور شحنات المساعدات الإنسانية عبر الأراضي التي تُسيطر عليها باكو، في أوّل خطوة نحو تهدئة التوتر في المنطقة المضطربة. وأعلن مستشار السياسة الخارجية لرئيس أذربيجان حكمت حاجييف أنّه «تمّ ضمان المرور المتزامن لسيارات الصليب الأحمر» عبر ممر لاتشين وعبر طريق أغدام.
واعتبر حاجييف أن «المجتمع الدولي بأسره شهد مجدّداً أنه ليس هناك ما يُسمّى بالحصار، بل حصار ذاتي متعمّد واستغلال للقضايا الإنسانية وتسييسها»، فيما أكّدت سلطات أرتساخ أن 23 طنّاً من دقيق القمح من أرمينيا وإمدادات طبية أُرسلت إلى المنطقة «بفضل الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين فرع الصليب الأحمر في ستيباناكرت وقوات حفظ السلام الروسية».
وأوضحت سلطات أرتساخ أنّه «من المقرّر أن تسلّم مركبات الصليب الأحمر شحنات من مدينة روستوف الروسية خلال أيام عدّة عبر الطرقات نفسها». وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه بفضل «اجماع إنساني بين صانعي القرار، توفر اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم (أمس) شحنات من دقيق القمح ومواد طبية أساسية إلى الناس الذين يحتاجون إليها عبر ممرّ لاتشين وطريق أغدام».
وشدّدت المديرة الإقليمية للصليب الأحمر في أوروبا وآسيا الوسطى آريان باور على أن سكان أرتساخ «يحتاجون بشدّة إلى إغاثة مستدامة عبر شحنات إنسانية دورية»، معتبرةً أن هذا الاجماع «أتاح لفرقنا استئناف العمل لانقاذ أرواح». وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد دعوا إلى إعادة فتح طريقي لاتشين وأغدام لايصال المساعدات الإنسانية.