الفيتامين D يحمي من كورونا؟

02 : 00

تفترض دراسة أولية وجود رابط بين نقص الفيتامين D وتدهور حالات "كوفيد - 19". يتوقع الباحثون أن يستفيد البعض من تلقي كميات كافية من هذا الفيتامين. لكن تكثر الشكوك حول هذا البحث...

يُعتبر الفيتامين D من أهم المغذيات للحفاظ على الصحة عموماً. يصنّع الجسم هذا الفيتامين طبيعياً، على شكل مجموعة من العناصر، عبر التعرض لكمية مناسبة من أشعة الشمس.

تَقِلّ الأغذية التي تحتوي على الفيتامين D، منها صفار البيض، ما يعني أن تراجع نسبة التعرض للشمس قد يسبب نقصاً في الفيتامين.

لتجنب هذا النقص أو معالجته، يمكنك أن تأخذ المكملات تحت إشراف الطبيب. يؤدي اختلال مستويات الفيتامين D إلى مشاكل في العظام أو تساقط الشعر أو ألم في المفاصل.

لكن طرح باحثون من بريطانيا حديثاً فكرة مختلفة: هل من رابط علمي بين نقص الفيتامين D وفيروس "كوفيد - 19"، وتحديداً حالات الوفاة الناجمة عن الوباء؟

طرح بيتر كريستيان إيلي من "صندوق مؤسسة مستشفى الملكة إليزابيث" في "كينغز لين"، وسيمينا ستيفانيسكو من جامعة "إيست أنغليا" في "نورويتش"، ولي سميث من جامعة "أنغليا روسكين" في "إيست أنغليا"، نتائج دراستهم الأولية على شبكة الإنترنت.

فيتامين آمن... لكن هل هو مفيد؟

إطّلع الباحثون في البداية على مستويات الفيتامين D الوسطية لدى سكان 20 بلداً أوروبياً. ثم استكشفوا أي روابط بين هذه النتائج وبيانات عن عدد حالات "كوفيد - 19" في كل بلد، فضلاً عن أعداد الوفيات بسبب الوباء. بناءً على ملاحظاتهم، تبيّن أن مستوى الفيتامين D الوسطي في كل بلد يرتبط بارتفاع عدد الإصابات والوفيات بسبب الفيروس. يظن الباحثون أن مستويات الفيتامين D الوسطية تتراجع لدى سكان البلدان التي تسجّل أعلى الإصابات في أوروبا، على غرار إسبانيا وإيطاليا. بناءً على هذا الرابط، يفترض العلماء أن الفيتامين D قد يحمي من التقاط فيروس كورونا الجديد أو من تدهور الحالة بعد الإصابة به.

يكتب الباحثون في تقريرهم: "في المحصلة، اكتشفنا روابط بارزة بين مستويات الفيتامين D وحالات "كوفيد - 19" وعدد الوفيات بسببه. كانت الجماعات السكانية الأكثر عرضة للفيروس مصابة بأكبر نقص في الفيتامين D. سبق وثبت أن هذا الفيتامين يحمي من الالتهابات التنفسية الحادة، وتبيّن أنه آمن. لذا نظن أننا نستطيع وصف مكملات الفيتامين D لحماية الناس من عدوى "كوفيد - 19". لكن تتعدد الشكوك حول التقنيات المستعملة في هذه الدراسة والاستنتاجات التي توصلت إليها. لم نعرف مثلاً كيف احتسب الباحثون متوسط الفيتامين D في كل بلد.

يذكر الباحثون تقريراً نشرته "المجلة الأوروبية لأمراض الغدد الصماء" كمرجع لهم لاحتساب مستويات الفيتامين D. لكن ينشر هذا التقرير قياسات عدة في بعض البلدان. كذلك، لا نعرف إذا احتسب الباحثون متوسط المعدلات أم اختاروا معدلاً محدداً. لا تزال تفاصيل المنهجية المعتمدة مجهولة.

يكون كبار السن مثلاً أكثر عرضة لنقص الفيتامين D بسبب تراجع الكميات التي يأخذونها من الطعام وانخفاض المدة التي يمضونها في الخارج، كما أنهم أكثر عرضة للوفاة بسبب "كوفيد - 19". لكن لا تثبت هذه الدراسة أي رابط بين العاملَين. ربما يموت كبار السن بسبب الفيروس نتيجة شيوع أمراض صحية أخرى لا علاقة لها بمستويات الفيتامين D في حالتهم. لا يعني ذلك أن الفيتامين D لا يؤثر على احتمال الإصابة بفيروس كورونا أو الوفاة بسببه، لكن تبرز الحاجة إلى إجراء دراسات أخرى لاستكشاف أي رابط محتمل بعمق.

نشر فريق من "مركز الطب المثبت بالأدلة" في جامعة "أكسفورد" في بريطانيا مراجعة سريعة عن الفيتامين D كخيار للوقاية من فيروس "كوفيد - 19" أو معالجته في 1 أيار 2020.

كتب الباحثون في هذه الدراسة: "لم نجد أي أدلة عيادية على أثر الفيتامين D في حالات "كوفيد - 19". ولم تبرز أي أدلة مفادها أن نقص الفيتامين يُعرّض الناس للفيروس، ولم تحصل أي دراسات لتحليل مفعول المكملات للوقاية من الفيروس أو معالجته".

يعترف العلماء في البحث الأخير أيضاً بحدود دراستهم، فقد عجزوا عن التأكد من أعداد الإصابات بالفيروس في كل بلد.

من السهل أن نلجأ إذاً إلى مكملات غذائية بسيطة للاحتماء من فيروس كورونا، لكن من الأفضل ألا نسارع إلى تصديق هذا الحل في الوقت الراهن.


MISS 3