بريطانيا حذرة... والوباء في ووهان مجدّداً

البيت الأبيض مصمّم على تحريك الاقتصاد

02 : 00

جونسون خلال توجيهه كلمة إلى الشعب البريطاني

دافع المستشارون الاقتصاديّون للرئيس الأميركي دونالد ترامب بالأمس عن إعادة تحريك الاقتصاد الأميركي، أكبر اقتصاد في العالم، في وقت يتواصل تفشّي وباء "كوفيد-19" الذي وصل إلى البيت الأبيض بالرغم من التدابير الشديدة المتّخذة.

وأظهرت الفحوص في اليومَيْن الأخيرَيْن إصابة موظّفين في البيت الأبيض بالفيروس القاتل، هما عسكري من موكب مرافقة الرئيس والمتحدّثة باسم نائب الرئيس مايك بنس. وبعد ذلك، أُفيد بأنّ ثلاثة من كبار عناصر خليّة الأزمة التي شكّلها ترامب لتنسيق جهود مكافحة الوباء سيلزمون الحجر بعد احتمال تعرّضهم للفيروس.

والثلاثة هم خبير علم الأوبئة أنطوني فاوتشي، الذي يُقدّم النصائح يوميّاً لترامب، ومدير مركز الوقاية من الأمراض المعدية روبرت ريدفيلد ورئيس إدارة الدواء والغذاء ستيفن هان. وسُجّلت هذه الإصابات على الرغم من التدابير شديدة الصرامة المفروضة، ومنها إخضاع الأشخاص الذين يُقاربون الرئيس الجمهوري لفحوص يوميّة لكشف الإصابة بالفيروس الخطر.

وقبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسيّة التي يأمل ترامب في أن يفوز فيها بولاية ثانية، بات الرئيس متلهّفاً لطي صفحة الأرقام الاقتصاديّة الكارثيّة، مع ارتفاع نسبة البطالة من 3.5 في المئة قبل الأزمة الصحّية إلى 14.7 في المئة حاليّاً، والتوقّعات بتراجع غير مسبوق لإجمالي الناتج الداخلي في الفصل الثاني من السنة.

وفي جنوب القارة الأميركيّة، أسفر وباء "كوفيد-19" عن وفاة أكثر من 20 ألف شخص في أميركا اللاتينيّة وجزر الكاريبي، ما يفوق نصفهم في البرازيل. وهكذا، باتت أميركا اللاتينيّة وجزر الكاريبي المنطقة الأكثر تأثّراً بالوباء بعد أوروبا (156 ألف وفاة) والولايات المتحدة وكندا معاً (85 ألف وفاة).

أوروبّياً، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الإغلاق بسبب فيروس "كورونا المستجدّ" سيبقى مفروضاً حتّى الأوّل من حزيران على أقلّ تقدير، بينما كشف خطط حكومته الحذرة لرفع القيود التي فرضت قبل 7 أسابيع. وقال في خطاب متلفز: "الوقت غير مناسب لإنهاء الإغلاق هذا الأسبوع"، لكنّه أضاف أن بعض طلبة المدارس الابتدائيّة سيعودون إلى صفوفهم وسيُعاد فتح المتاجر اعتباراً من الأوّل من حزيران.

كذلك، أوضح جونسون أنّه سيُعاد فتح بعض الأماكن العامة اعتباراً من الأوّل من تموز، لكنّه حذّر من أنّه سيُفرض حجر صحّي على الركّاب المسافرين جوّاً إلى المملكة المتحدة. ورغم تجاوزها ذروة تفشّي الوباء، رأى جونسون أن هدر التضحيات التي قدّمها السكّان منذ الإغلاق سيكون أمراً مجنوناً.

وفي ألمانيا، أظهرت بيانات رسميّة بالأمس أن تفشّي الوباء يتسارع مجدّداً في البلاد، بعد أيّام فقط من إعلان المستشارة أنغيلا ميركل أن ألمانيا قد تعود إلى وضعها الطبيعي تدريجيّاً. وكشف معهد "روبرت كوخ" للصحّة العامة أن معدّل العدوى بالفيروس في ألمانيا ارتفع إلى 1.1، ما يعني أنّه يُمكن لعشرة مصابين بـ"كوفيد-19" نقل العدوى إلى ما معدّله 11 شخصاً آخرين.

أمّا روسيا، فقد سجّلت بالأمس 11 ألفاً و12 إصابة جديدة بالفيروس ليبلغ إجمالي الإصابات المثبتة منذ ظهور الوباء 209 آلاف و688 توفي منهم 1915 مريضاً، بحسب السلطات الصحّية. وبذلك تكون روسيا قد سجّلت عدد إصابات يتخطّى عتبة الـ10 آلاف لليوم السابع توالياً.

توازياً، رفعت الصين مستوى الخطر الوبائي في أحد أحياء مدينة ووهان، بؤرة الوباء الأساسيّة، بعد اكتشاف إصابة بـ"كوفيد-19"، الأولى منذ أكثر من شهر، في وقت أمرت بلديّة سيول بإغلاق كلّ الملاهي الليليّة والحانات في العاصمة الكوريّة الجنوبيّة خوفاً من أن يؤدّي ظهور بؤرة جديدة للفيروس في حي راق من انتشار جديد للوباء الذي تمّ تطويقه حتّى الآن، إذ سُجّلت أكثر من 20 إصابة جديدة مرتبطة برجل في التاسعة والعشرين من العمر، أثبتت الفحوصات إصابته بالفيروس وزار 5 ملاه وحانات في نهاية الأسبوع الماضي في حي إيتايوان الراقي المزدحم.

وتسبّب الوباء بوفاة أكثر من 283 ألف شخص حول العالم من أصل 4 ملايين و163 ألف إصابة، بينما لا تزال الولايات المتحدة أكثر الدول المتضرّرة بحيث سجّلت أكثر من 80 ألف وفاة، تليها بريطانيا (33000 وفاة) ثمّ إيطاليا (30560 وفاة) وإسبانيا (26621 وفاة) وفرنسا (26380 وفاة).


MISS 3