سليمان والقوات والكتائب والأحرار : مشروع بشير الجميّل عنوان لاستمرار النضال في سبيل بناء دولة الحق

12 : 09

في الذكرى الـ41 لاستشهاد رئيس الجمهورية المنتخب الشيخ بشير الجميّل، نظّم "دار الحوار" ندوة فكريّة حوارية تفاعليّة لتكريمه واستخلاص العِبر من رؤيته في خطاب القَسَم ومشروعه الوطني لبناء دولة الحق، أدارها المحامي جيمي فرنسيس.


حضر الندوة الرئيس العماد ميشال سليمان، رئيس تكتل "الجمهورية القوية" وحزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ممثلاً بالمحامي فادي مسلِّم، رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل ممثلاً برئيس إقليم المتن الشمالي الكتائبي روجيه أبي راشد، رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب كميل شمعون ممثلاً بأمين عام الحزب فرنسوا زعتر، النائب نديم الجميّل، الوزير السابق كريم بقرادوني، الوزير السابق زياد بارود، مؤسس "دار الحوار" الاعلامي بشارة خيرالله، القنصل جاك حكيّم، رئيس الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة وليد القاصوف، رئيس تجمع "رابطة لبكرا" غسان الخوري، رئيس تجمع "إعلاميون من أجل الحريّة" الصحافي أسعد بشارة، رئيس رابطة "آل تابت" المهندس وسيم تابت، عضو الهيئة التنفيذية في الرابطة المارونية المحامية ناتالي الخوري والاعلامية ربيكا أبو ناضر، المحامي بولس كنعان، مختار الجديدة ريمون شاكر، مختار بحمدون فؤاد جبّور، الممثلة مارسيل جبّور، وأعضاء لجنة "دار الحوار" وعدد من الفعاليات الاعلامية والمناطقية.


بعد النشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح الرئيس الشهيد بشير الجميّل، الرئيس الراحل كميل شمعون، النائب الشهيد أنطوان غانم في ذكرى اغتياله والأديب والصحافي جوزف الشرتوني بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاته، وكل شهداء المقاومة اللبنانية، تلا المحامي جيمي فرنسيس مقتطفات من خطاب قَسَم الرئيس الشهيد بشير الجميّل الذي اغتيل قبل تلاوة القَسَم.


وكانت كلمة مسجلة للشاعر والأديب هنري زغيب الذي تغيّب لعذر صحي، كشف من خلالها جانب من شخصية بشير الجميّل المحب للأدب والفكر، والداعم للقضايا الثقافية.


مؤسس "دار الحوار" الاعلامي بشارة خيرالله أكد في كلمته على ما كان سيرفضه بشير الجميّل لو حَكَم، فهو كان سيرفض حتمًا وجود أي سلاح خارج إطار الشرعية، وما كان ليقبل بصراعات المحاور على أرض لبنان أو بوجود أي ميليشيا مسلحة تقول لنا "حيث يجب أن نكون سنكون"، كما كان سيرفض أي اصبح مرفوع يقول للجيش اللبناني "دخول مخيّم نهر البارد خط أحمر"، وسأل: من الممكن أن يقبل الرئيس بشير الجميّل أن يكون للرب الإله "حزب" في جمهورية الـ10452.


وختم خيرالله: علينا جميعًا أن نحمل مشروع بشير الجميّل السيادي، كلٌ على طريقته وبحسب قدراته، لكن في الاتحاد قوّة، وعلينا جميعًا رفض كل ما يمسّ بالسيادة اللبنانية، وهذا ما يريده منّا بشير.


من جهته، اعتبر النائب نديم الجميّل انه بعد مرور 41 عامًا على اغتيال بشير لا يزال الغائب الأكبر في الوطن ولا يزال البطل الأكبر وهو أيضًا الأمل الأكبر لجيل الشباب والمستقبل، وهذه الظاهرة المستمرة تجعلنا نبحث جديًّا في القيَم والمبادىء والأخلاق والطروحات والرؤية والمشروع التي أرساها الرئيس الشهيد قبل استلامه سدّة الحكم رسميًّا.


واستعاد النائب الجميّل جملة شهيرة لوالده الشهيد للدلالة على مشروع بشير لبناء لبنان في شباط سنة 1979 من كليّة الحقوق في الجامعة اللبنانية: "نحنا قررنا إذا وللبد مصيرنا بخطر هون، نحنا منقبل ناخد المخاطرة، نحنا منقبل ناخد التحدي، إذا صمدنا منكون بنينا بلد لمية سنة لقدام، وإذا فشلنا، ما منقبل نعيش لاجئين ببلاد العالم، منموت بهالبلد".


واعتبر الجميّل اننا بحاجة اليوم إلى رجال دولة يتمتعون بالطابع والصفات الشخصية وهي أهم من المشاريع لأن شخص الرئيس مهم بقدر أهمية مشروعه وعصب الرئيس يجعله قادرًا على "الدق على الطاولة" متى دعت الحاجة.


كما شدد الجميّل ان بشير ورفاقه الشهداء، كانوا في ذلك الحين يدافعون عن قضيّة وليس من أجل منصب من هنا وآخر من هناك، مؤكدًا أن مشروع بشير ليس مستحيلًا متى وُجدَت الإرادة وتكاتفت المكونات.


وبالنسبة للحوار قال النائب الجميّل ان الحوار الحقيقي مهم ولكن الدعوة الحالية مشروطة بانتخاب شخص ولهذا السبب لن تنجح، موجهًا تحيّة للرئيس ميشال سليمان الذي أدار الحوار بجدارة وانبثق عنه "إعلان بعبدا" قبل ان يتراجع الفريق الاخر عن التزاماته على طاولة الحوار وأمام رئيس الجمهورية.


وفي الحوار مع الحضور رأى الوزير السابق كريم بقرادوني ان هدف الرئيس بشير الجميّل الأساسي كان "التحرير ومن بعده التغيير"، وهذا ما برز في أحد خطاباته عندما سأله أحد الصحافيين عن الحل، فأجابه: "الحلّ يحلّوا عنّا"، وكان يقصد الاسرائيلي والفلسطيني والسوري.


وروى بقرادوني طرفة حدثت قبل أيام قليلة سبقت اغتيال بشير، عندما قرر ان الرئيس المنتخب ان يجتمع بالزعيم صائب سلام، وكان الاتفاق على اللقاء في قصر رئاسة الجمهورية في ظل تعثّر وصول بشير إلى المصيطبة وتعثر وصول صائب سلام إلى المجلس الحربي.


وصل صائب سلام مرتديًا "الساهاريان" لأن بشير كان يرتديها على الدوام، فوصل بشير مرتديًا "الكرافات" لأنه سيقابل صائب سلام، فكانت المفاجأة.


وقال سلام لبشير: "عم تجننّا من أول الطريق، لبسنا السهاريان ولقيناك بالكرافات"، فأجابه بشير: "رح بتشوف أكتر".

أضاف بقرادوني: وعند الجلوس، طلب بشير من صائب سلام الجلوس على رأس الطاولة، فرفض سلام وقال لبشير، اجلس انت على رأس الطاولة، فأنت أصبحت رئيس الجمهورية، فرد بشير: لن أجلس لأني لم اتسلم بعد.. فكان السيناريو بعدم جلوس أحد على رأس الطاولة.


وكشف بقرادوني ان الرئيس بشير الجميّل وعد صائب سلام بالموافقة على جميع متطلبات جماعته عبر سنوات، شرط الالتزام بعدم تكلم أي فريق لبناني بإسم الخارج.


الوزير السابق زياد بارود اعتبر ان هدف الرئيس بشير الجميّل كان بناء دولة وليس بناء نظام وهناك فرق كبير، لأن دولة الحق تضمن الحريّات، وكانت شخصية بشير والكاريزما والجرأة العامل الأساسي الذي انعكس إيجابًا على السياسة، بالإضافة إلى اعتماد بشير الجميل على فريق عمل من "أحسن الناس" لبناء الدولة.


ورأى بارود ان لبنان المستقر هو لبنان الذي لديه دور يلعبه في هذا العالم، وهذه فكرة مزعجة لخصوم لبنان الذين قتلوا بشير لأنهم خافوا من فكرته لبناء الدولة، لكن الفكرة لا تزال باقية بعد 41 عامًا على اغتيال بشير.


ممثل حزب "الوطنيين الأحرار" المهندس فرنسوا زعتر استذكر علاقته الشخصية ببشير التي بدأت في فرنسا، واعتبر ان الرئيس كميل شمعون أحب الشيخ بشير بصدق كما أحب ابنه الشهيد داني.

واعتبر زعتر اننا بحاجة اليوم إلى رئيس يحمل فكر الرئيس كميل شمعون ويتمتع بصلابة بشير الجميّل وعنفوانه.



ممثل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الأستاذ روجيه أبي راشد اعتبر ان بشير الجميّل هو حالة خاصة لا تشبه إلّا بشير، وهو الذي استطاع تغيير صورة الدولة في أذهان الناس قبل ان يتسلم سدّة الرئاسة على الرغم من حالة الفوضى والحرب. وهذا دليل ان بناء الدولة لا يحتاج إلى وقت ولا إلى تعديل دستور بقدر ما يحتاج إلى إرادة بناء الدولة وقدرة على البناء.


ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" المحامي فادي مسلِّم قال في مداخلته: كان لي الحظ ان اتعرف على الشيخ بشير الجميل شخصيًّا سنة 1978 في احتفال لاستذكار شهداء العيشية.. واعتبر ان بشير الجميّل استطاع أن يحكم الجمهورية قبل ان يستلم دستوريًا، وهذا بفعل الطابع القيادي في شخصيته.


بشير القائد كان رمزًا، حتى في نظر الخارج، ما جعل المبعوث الأميركي وصف بشير أمام رئيس أميركا بالرجل الجديد القوي في الشرق الأوسط.


من جهته اعتبر الرئيس ميشال سليمان ان الرئيس القائد هو النموذج الصعب، والقائد الذي يستطيع نقل تطلعاته إلى المجموعة ويجعل من أهدافه هدفًا للمجموعة هو الرئيس القائد.


واعتبر الرئيس سليمان ان الرئيس بشير الجميّل تكلم بالحقيقة وقال أمام العالم "قولوا الحقيقة"، وما أحوج لبنان إلى قول الحقيقة، يدعون إلى الحوار متجاهلين كل الحقائق الموجودة على طاولة الحوار السابقة.


كما ذكّر سليمان ان الشيخ بشير آمن بلبنان الواحد، لبنان الـ10452 كلم، منبهًا من اللجوء إلى مشاريع التفتيت سواء كانت عن حسن نية أو عن سوء نية، لأن حصة أي لبناني بلبنان الـ10452 أكبر بكثير من حصته بأي بقعة أيًا يكن شكلها.


وردًا على سؤال حول عبارة "ما بدنا رئيس يطعن المقاومة" قال سليمان: لقد طُعنت هيئة الحوار بمكوناتها كافة عبر الانقلاب على البنود التي تمت الموافقة عليها، لقد انقلبوا على كل التزاماتهم وعلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وعلى كل القيادات التي شاركت في الحوار وأقرت البنود التي تعيد للبنان عافيته وتحيّده عن صراعات المحاور.


وختم: الموضوع لا يقتصر على تفتيش عن رئيس بقدر ما يلزم تصحيح الحالة التي وصلنا إليها، لرئيس الدولة دور كبير في قيادة البلاد في ظل حاجز السلاح غير الشرعي الذي يعيق تحقيق سيادة الدولة، ولا تكفي مواقف رئيس الجمهورية السيادية والصلبة إن لم تنعكس على الأرض وتترجم، على الرغم من اهتمام الخارج بمواقف الرئيس أكثر من اهتمام الداخل.


وفي الختام قدّم مؤسس "دار الحوار" بشارة خيرالله للنائب نديم الجميّل منحوتة للرئيس بشير الجميّل صممها عضو لجنة "دار الحوار" المهندس داني الحاج، ثم احتفل المجتمعون بنخب المناسبة.

MISS 3