أمن شمال كوسوفو يهتزّ: إشتباكات و"حصار" وقتلى!

02 : 00

إنتشار كثيف للقوى الأمنية الكوسوفية عند مدخل بلدة بانجسكا أمس (أ ف ب)

في تطوّر أمني ميداني يُهدّد بإشعال لهيب الحرب من منطقة البلقان التي تُعتبر «برميل بارود أوروبا»، قُتل شرطي و3 مسلّحين في شمال كوسوفو أمس، معقل الأقلية الصربية، في هجوم نفّذه مسلّحون على وحدة شرطة كانت قد قدمت لفتح طريق أغلقها المسلّحون. وبعد مقتل الشرطي، ذكر رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي أن قوات الشرطة «حاصرت 30 عسكرياً أو شرطياً مسلّحاً» في دير بانجسكا، الذي لجأوا إليه، مشيراً إلى أنهم «محترفون ومدجّجون بأسلحة ثقيلة». وبعدما تحصّن المسلّحون الصرب لساعات عدّة داخل الدير، أكد وزير الداخلية جلال سفيتشلا استعادة السيطرة على هذه المنطقة «بعد معارك عدّة»، مشيراً إلى تنفيذ اعتقالات ومصادرة كمّيات كبيرة من الأسلحة والمعدّات.

أمّا الأبرشية التي يتبع لها الدير، فأكدت أنه داخل الدير «كانت هناك مجموعة من الحجّاج جاءت من مناطق نوفي ساد وكاهن، ولضمان سلامتهم احتموا داخل الدير بعد قيام رجال ملثمين «باقتحام دير بانجسكا بمدرّعة، وكسر البوابة»، في حين ادّعت شرطة كوسوفو التي أغلقت معبرَي يارينجي وبرنياك الحدوديَّين مع صربيا بعد الحادث، أن «3 مهاجمين على الأقلّ قُتلوا واعتُقل واحد منهم»، إضافةً إلى «اعتقال 4 مدنيين مشتبه فيهم كانوا يحملون معدّات راديو وأسلحة»، بعدما أشارت إلى أنها «تعرّضت لهجوم من مواقع مختلفة بالأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القنابل اليدوية».

وسارع كورتي إلى اتهام صربيا بدعم المسلّحين، مدّعياً أن «الجريمة المنظمة تُهاجم بلادنا، بدعم سياسي ومالي ولوجستي من مسؤولين في بلغراد». وطالب صربيا بـ»التوقف عن رعاية الهجمات الإرهابية في الشمال». أمّا رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني، فاعتبرت أن «هذه الهجمات هي دليل إضافي على القوّة المزعزعة للاستقرار التي تتمتّع بها العصابات الإجرامية التي تُنظّمها صربيا، والتي تعمل على زعزعة استقرار كوسوفو والمنطقة منذ فترة طويلة»، داعيةً حلفاء كوسوفو إلى دعم البلاد «في جهودها لإحلال السلام والنظام والحفاظ على السيادة على جمهورية كوسوفو بأكملها».

من جهتها، أشارت قوّة حفظ السلام التابعة لحلف الناتو في كوسوفو «كفور» إلى انتشار قواتها في المنطقة واستعدادها للتدخّل في حال اقتضى الأمر ذلك. كما دان الناتو بشدّة الهجوم على شرطة كوسوفو، معرباً عن خالص تعازيه لأسرة الشرطي المقتول. بدوره، دان الاتحاد الأوروبي بشدّة «الهجوم البشع الذي نفّذته عصابة مسلّحة ضدّ عناصر شرطة في شمال كوسوفو»، مؤكداً أنّه «يجب أن يواجه المسؤولون عن ارتكابه العدالة».

في المقابل، دحض الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش «كلّ أكاذيب ونظريات المؤامرة لألبين كورتي الذي لا يخلق سوى الفوضى والجحيم» في كوسوفو. وكان فوتشيتش قد اتهم في خطاب ألقاه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، الغرب، بالنفاق، معتبراً أنّ الاعتراف بكوسوفو يستند إلى الحجج نفسها التي استخدمتها روسيا لغزو أوكرانيا.


MISS 3