روسيا تُحذّر من دفع البلقان إلى "هاوية خطرة"

بعد الاشتباكات الدموية بين مسلّحين صرب والشرطة التي هزّت شمال كوسوفو الأحد، حمّلت روسيا حكومة بريشتينا أمس مسؤولية الحادث، محذّرةً من أن «إراقة الدماء» قد تخرج عن السيطرة. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أنّه «ليس هناك شكّ في أن إراقة الدماء» التي حصلت أمس الأوّل هي «نتيجة مباشرة وفورية لمسار المدعو «رئيس الوزراء» ألبين كورتي للتحريض على الصراع»، محذّرةً من أن محاولات تصعيد الوضع قد تدفع «كلّ منطقة البلقان إلى هاوية خطرة».

ورأت موسكو أن قوّة شرطة كوسوفو «فقدت صدقيّتها منذ زمن بعيد بسبب إجراءاتها العقابية المنهجية ضدّ الصرب»، معتبرةً أن «هناك تهديد مباشر من عودة التطهير العرقي الذي سبق أن مارسه متطرّفون ألبان في كوسوفو».

وفي وقت سابق، أعرب الكرملين عن قلقه من الوضع في كوسوفو الذي «يُحتمل أن يُصبح خطراً»، مؤكداً دعمه للصرب، بينما دان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشدّة «الهجمات العنيفة والمنسّقة» التي استهدفت قوات شرطة كوسوفو، داعياً بلغراد وبريشتينا إلى «الامتناع عن أي أفعال أو تصريحات من شأنها تصعيد التوتر».

بدوره، دان الاتحاد الأوروبي «الهجوم الإرهابي» على قوات الشرطة في كوسوفو، داعياً صربيا وكوسوفو إلى اتّخاذ «إجراءات عاجلة» لخفض منسوب العنف ودعم الحوار، وذكّر بأنّ الاتحاد الأوروبي يُمكن أن يتّخذ «إجراءات» بحق صربيا كما فعل في الماضي حيال كوسوفو.

في الأثناء، أُعلن الحداد الوطني وبدأ تحقيق في كوسوفو، بعد 24 ساعة على مقتل شرطي قرب الحدود الصربية من قِبل مجموعة مكوّنة من عشرات المسلّحين الصرب الذين استطاع معظمهم الفرار بعدما حاصرتهم قوات الشرطة لساعات في دير بانجسكا، ما ساهم في تأجيج التوتر القائم أصلاً بين بريشتينا وبلغراد.

وذكر وزير داخلية كوسوفو جلال سفيتشلا أن «عمليات البحث ما زالت مستمرّة ولدينا العديد من الشرطيين على الأرض»، مشيراً إلى أنه عُثر على كميات من «الأسلحة الثقيلة والمتفجرات والمواد الغذائية» في أماكن عدّة. ودفع ذلك سفيتشلا إلى الادعاء بأنّ «هذه الترسانة كانت مخصّصة لمئات المهاجمين الآخرين»، مؤكداً ضرورة «القبض على أعضاء الكومندوس المدجّجين بالسلاح» المتّهمين بقتل الشرطي.

وفي هذا الصدد، زعم سفيتشلا أن 6 منهم موجودون الآن في صربيا حيث يتلقون العلاج في مستشفى نوفي بازار، مطالباً بلغراد بـ»تسليمهم فوراً إلى سلطات كوسوفو حتى تجري محاكمتهم». وبعدما كانت وزارة الداخلية قد أكدت مقتل 3 من المُهاجمين، أشارت إلى العثور على جثة رابعة، في حين لفتت وكالة «فرانس برس» إلى أن محيط دير بانجسكا أُغلق ظهر أمس وشوهدت آليات الشرطة وقوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي «كفور» في المكان.