على بعد أمتار من حقول زيتونه يقف طلال جبيلي، يبكي بحرقة، فأكثر من 300 شجرة زيتون احترقت بالكامل بفعل الحريق الذي اندلع في وادي عنقون، بحسرة يقول «راح الموسم، كنا نتحضّر لقطافه، وإذ بالنيران أكلت الرزق». نجت منطقة حومين التحتا، بنعفول، عنقون، عزة، القنيطرة، اركَي من مجزرة بيئية محتمة، أكثر من 200 دونم كانت تحت مرمى النيران التي اشتعلت حكماً بفعل فاعل، وانطلقت شراراتها من مكبّ النفايات الواقع في الوادي ليتمدّد نحو المناطق الزراعية والحرجية.
لأكثر من ست ساعات كان عناصر الدفاع المدني و»الرسالة الإسلامية» و»الهيئة الصحية»، وشباب متطوّعون من القرى يعملون على إخماد النيران بصعوبة. في كل مرة تشتعل الحرائق تخرج الأصوات المطالبة بدعم عناصر الدفاع المدني، فآلاتهم شبه معطّلة، وملابسهم رثّة، وعدّتهم قديمة وتحتاج إلى تطوير. بالرفش والمغارف والمطافئ اليدوية، كان العناصر يخمدون النيران التي طالت مساحات واسعة من المنطقة. السبب المباشر للحريق مكبّ النفايات، في حين أشارت مصادر متابعة إلى أنّه مفتعل لعدّة أسباب، أبرزها الرعيان الذين يعمدون إلى إضرام النار في اليباس في هذه الفترة للحصول على موسم جيد للزعتر البرّي. وتستبعد أن يكون السبب الحطب، لأن المنطقة لا تحوي أشجاراً حرجية كالسنديان وغيرها، وتؤكد أنّ السبب المباشر هو الرعاة والزعتر. وتضيف سبباً آخر وهو تنظيف حقول الزيتون ورمي اليباس جانباً، ومن ثم حرقه فتتمدّد النيران.
أثار الحريق السجال حول مخاطر مكبّات النفايات. بالأمس نجت المنطقة من كارثة، غداً ماذا سيحصل؟ يقول مصدر متابع «كان عناصر الدفاع المدني يعملون بصعوبة، يتحمّلون مشقّات التنقّل من الوادي إلى الجبل، لإخماد النيران»، ويشير إلى أنّ المكب «مقفل منذ زمن، غير أنّ هناك من يرمي فيه». ويشير إلى أنّ «حريق وادي حومين التحتا- عنقون قد يكون بسبب المكبّ، ولكن حريق وادي رومين- عزّة من تسبّب فيه حكماً الرعيان من أجل الحصول على موسم جيد للزعتر، يحرقون الأخضر واليابس من أجل موسم ينتجون منه مالاً؟».