أماكن

كورونا يقضي على السياحة في موستار البوسنية

02 : 00

شلّ وباء كوفيد - 19 السياحة في مدينة موستار البوسنية المعروفة بجسرها القديم المدرج في قائمة التراث العالمي للبشرية.

لم تعد الرسائل الإلكترونية لإلغاء الحجوزات تفاجئ ألميرا غرغيتش صاحبة فندق "ألميرا" في موستار. وتقول وهي جالسة في غرفة الاستقبال في فندقها "هذا إلغاء...وهذا إلغاء آخر". ويقع فندقها على مسافة 200 متر من الجسر الشهير، الكنز المعماري العثماني. أما وراءها، فكل مفاتيح غرف الفندق الـ 21 معلقة في مكانها.

وتقول صاحبة الفندق التي تدير أيضاً وكالة سفريات "كان لدينا الكثير من الحجوزات يومياً مع مجموعات من 30 إلى خمسين شخصاً. كان الفندق محجوزاً بالكامل من آذار إلى تشرين الأول".

لكن كل الحجوزات ألغيت حتى نهاية حزيران. وتوضح "بالنسبة لشهر تموز لم يلغ الأفراد حجوزاتهم إلا أن كل المجموعات فعلت ذلك" وهي من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

ويبلغ عدد سكان البوسنة 3,5 ملايين نسمة ولم يضربها وباء كوفيد - 19 بقوة مع مئة حالة وفاة.

وزار موستار في 2019 مليون سائح أكثر من 90% منهم من الأجانب. ويعمل جزء كبير من سكانها المئة ألف في مجال السياحة.

ومنذ إعادة بناء الجسر القديم العام 2004 بعدما دمر في حرب يوغوسلافيا السابقة (1992-1995) يستمر عدد السياح بالارتفاع.

إلا أن الأزقة المحيطة بالجسر باتت مقفرة الآن وغالبية محلات التذكارات السياحة موصدة.

ويقول هاريس كولسيتش مدير مطعم "أوربن غريل" المطل على منظر رائع على الجسر القديم ومياه نهر نيريتفا "في الأوقات الطبيعية كان الزبائن ينتظرون في الخارج للحصول على طاولة". ويفترض أن يسمح للمطاعم بإعادة فتح أبوابها قريباً إلا أن هاريس يظن أن هذا الأمر لن ينفع "لأن الطرقات ستكون فارغة كما هي اليوم".

ويوضح الشاب الذي يوظف نحو 15 شخصاً في الموسم السياحي "في الحقيقة انتهى هذا الموسم. وقد نكون محظوظين إن تمكنّا من الاستفادة منه في نهايته لكي ننقذ عملنا". ويضيف "لسنا المتضررين الوحيدين فالناس الذين نشتري منهم المنتجات واللحوم والخضار متضررون أيضاً. إنها سلسلة والجميع يتأثر".

قبالة مطعمه، يقع متحف "بوسناسوم" الخاص الذي يروي تاريخ هذا البلد من خلال 20 معرضاً، الذي أغلق أبوابه منذ آذار أيضاً. وهو افتتح في العام 2018 واستقبل نحو 60 ألف زائر سنوياً.

ويقول مدير المتحف هاريس ديونكو: "يمكننا أن نفتح لكن لمن؟ فالمدينة خالية والحدود مقفلة وعندما تغلق الحدود تموت السياحة. الأضرار مطلقة".

وحذر من أن فتح البلاد لن يضع حداً "للكارثة".

ويوضح هاريس ديونكو "هذه الأزمة طالت كل دول العالم تقريباً. فالزائر الذي خسر الكثير من المال عليه أن يصلح ميزانيته قبل أن يسافر".

ولم تهبّ الدولة بعد لمساعدة القطاع. وغالباً ما تكون الاستجابة في بلد متعدد الاتنيات متفاوتة.

وتقول ألميرا غرغيتش "الدولة لا تعرف ما هي السياحة" مشددة على أنها لم تحصل حتى الآن "على أي مساعدة". لكنها تأمل أن تدفع الدولة الحد الأدنى للأجور ومخصصات موظفيها.

في المقابل، يشعر الرسام ديناد باكموفيتش الذي يبيع لوحاته قرب الجسر بتفاؤل أكبر. وقد فتح صالة عرضه بعد شهرين في الحجر. ويقول "لقد استأنفت نشاطي لأرسم ولكي أمتّع روحي" وهو يواصل عمله على لوحة تمثل الجسر القديم.

ويختم قائلا "نحن هنا وسننتظر الزوار. ونتمنى أن يأتوا لزيارتنا بصحة جيدة".

MISS 3