باريس: روسيا متواطئة بتهجير أرمن أرتساخ

02 : 00

أرمينيا ما زالت تستقبل أرمن أرتساخ (أ ف ب)

على الرغم من الوعود والإنشائيات الفارغة التي يُكرّرها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بضمان حقوق أرمن «جمهورية» أرتساخ (ناغورني قره باغ) التي أمر باجتياحها الأسبوع الماضي، استمرّ التهجير القسري للأرمن من أرتساخ إلى أرمينيا التي أعلنت استقبال أكثر من 28 ألفاً منهم أمس، أي حوالى ربع سكان المنطقة التي تواجد فيها الأرمن منذ آلاف السنين، في غضون أيام قليلة، فيما كان لافتاً اتهام باريس موسكو بالتواطؤ بتهجير أرمن أرتساخ.

ويبدو أن تهجير أرمن أرتساخ بعد محاصرتهم منذ نهاية العام الماضي لم يكن كافياً بالنسبة إلى باكو، إذ كشف مصدر حكومي أذربيجاني لوكالة «فرانس برس» أنه ورغم أن «أذربيجان تعتزم العفو عن المقاتلين الأرمن الذين ألقوا أسلحتهم»، فإنّ «أولئك الذين ارتكبوا «جرائم حرب» خلال حروب قره باغ يجب أن يُسلّموا إلينا»، وذلك في معرض تفسيره لأسباب طلب الجيش الأذربيجاني من الرجال في سنّ القتال أن ينظروا إلى كاميرا عند آخر نقطة تفتيش حدودية.

ديبلوماسيّاً، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أذربيجان إلى احترام تعهّدها حماية مدنيي أرتساخ وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وذلك خلال اتّصال هاتفي مع علييف. كما كشف المتحدّث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن علييف أثناء الاتصال «أعلن أنه لن يكون هناك أي عمل عسكري آخر، ونتوقع منه أن يلتزم بذلك»، لافتاً إلى أنه «قال أيضاً إنه سيوافق على بعثة مراقبة، ونتوقع منه أن يلتزم بذلك».

في الموازاة، ناشدت رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية سامانثا باور أذربيجان تسهيل دخول المراقبين الدوليين وتوصيل مساعدات إنسانية ضرورية إلى المدنيين الأرمن في أرتساخ، واصفةً الوضع هناك بأنه «مروّع». وأشارت إلى أن واشنطن ستُقدّم مساعدات إنسانية قيمتها 11.5 مليون دولار.

وفيما حضّ السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف واشنطن على «الامتناع عن الكلمات والأفعال شديدة الخطورة التي تؤدّي إلى زيادة مصطنعة في العداء ضدّ روسيا في أرمينيا»، بعدما اتهمت واشنطن موسكو الإثنين بأنها كانت بالنسبة إلى أرمينيا «شريك لا يُمكن التعويل عليه»، شدّدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر على أن التهجير «الضخم» للأرمن من أرتساخ يحدث «على مرأى من روسيا المتواطئة»، مؤكدةً أن بلادها ستُحمّل «أذربيجان كامل المسؤولية عن مصير السكان الأرمن». ودعت إلى «تحرّك ديبلوماسي دولي» في مواجهة «تخلّي روسيا عن أرمينيا».

وفي السياق، طلب الاتحاد الأوروبي من أذربيجان تفصيل «رؤيتها» المتعلّقة بمصير الأرمن المُقيمين في أرتساخ، مشدّداً على «ضرورة الشفافية وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية الدولية والمسؤولين المكلّفين ضمان احترام حقوق الإنسان».

أمميّاً، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن حقوق آلاف السكان الفارين من أرتساخ إلى أرمينيا «يجب حمايتها» ويجب تقديم المساعدة اللازمة للمهجرين.

وبعدما هزّ انفجار في مستودع للوقود أرتساخ مساء الإثنين، أكدت السلطات الأرمنية المحلّية أن الانفجار أدى إلى مقتل 68 شخصاً وإصابة العشرات بجروح، مطالبةً بمساعدة خارجية عاجلة للتعامل مع هذه الكارثة، في وقت ذكرت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تُقدّم المساعدة الطبية للمصابين بحروق وتنقل بعض الأشخاص بسيارات الإسعاف، لكنها تواجه اكتظاظاً في المستشفيات وتعطّلاً في حركة السير.


3