الليرة السورية تهوي... "المسار والمصير"!

02 : 00

تسارعت وتيرة انهيار الليرة السورية بشكل دراماتيكي خلال الأيام الأخيرة حتى سجلت أمس في السوق السوداء هبوطاً حاداً غير مسبوق، اذ بلغ سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في دمشق 1550 ليرة للشراء و 1570 ليرة للمبيع.

ويعيد خبراء ماليون هذا الهبوط الحاد للعملة السورية إلى عاملين أساسيين: أولاً، وحدة "المسار والمصير" مع لبنان تحت وطأة الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها الليرة السورية منذُ تأزّم الأوضاع المالية والإقتصادية في لبنان الذي يُعدّ مصدراً رئيسيّاً للتعاملات الأجنبيّة بالنسبة إلى سوريا في ظلّ العقوبات الإقتصاديّة المفروضة عليها. وثانياً، الصراع القائم بين رئيس النظام بشار الأسد، وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف والذي أدى الى فقدان العملة الوطنية 60 ليرة من قيمتها أمام الدولار الأميركي خلال أسبوع.

هذا الواقع أدى الى زيادة أسعار السلع الإستهلاكية وخصوصاً الغذائية منها بشكل جنوني، وسط إقبال متزايد على شراء الذهب باعتباره ملاذاً آمناً للتعامل، ما أدى الى زيادة سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطاً إلى نحو 61 ألف ليرة، مرتفعاً بأكثر من ألف ليرة خلال أيام، وتخطى في الوقت نفسه، سعر الليرة الذهبية السورية حاجز النصف مليون ليرة للمرة الأولى في تاريخها منذ إطلاقها في السوق عام 2014.

وكما في لبنان، يتعدّد سعر صرف الدولار في سوريا، بين المصرف المركزي الذي يسعّره بـ438 ليرة، وسعر الحوالات المصرفية، وسعر دولار التصدير الذي يبلغ 700 ليرة، بالإضافة إلى السعر الفعلي لسعر الصرف في السوق السوداء.

واذا كان سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار بلغ في بداية العام الجاري 975 ليرة، مسجلاً زيادة تفوق الـ35% خلال خمسة اشهر، فإن العملة السورية فقدت أكثر من 27 ضعفاً من قيمتها منذ قيام الثورة في العام 2011، حين كان يسجّل سعر صرف الدولار 50 ليرة كحد أقصى.


MISS 3