شبكة الواي فاي تفكّ شيفرة كلمات خفية وراء الجدران

02 : 00

يبدو أن دور إشارات الواي فاي قد لا يقتصر على بث الأفلام والموسيقى في أنحاء المنزل، بل يمكن استعمالها أيضاً لتحديد الأشكال عبر جدران صلبة وفق أحدث التجارب.



سبق وأثبت الخبراء قدرة الواي فاي على رصد الحركات عبر الجدران، لكن تجد هذه التكنولوجيا صعوبة في رؤية الأجسام غير المتحركة. لتجاوز هذا العائق، صمّم باحثون من جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا، نظام واي فاي للتركيز على أطراف الأجسام، بما يشبه ما يفعله الناس لرسم خطوط عريضة. تعني هذه المقاربة أن يتمكن الباحثون من استعمال النظرية الهندسية لانحراف الضوء (أي سلوك الموجات أثناء اصطدامها بأطراف الأجسام)، ما ينتج تداخلاً أو انحرافاً في الموجات.

في هذه الحالة، كانت الموجات من نوع إشارات الواي فاي التي تنتج أشكالاً اسمها «مخاريط كيلر» أثناء انحرافها حول أطراف الأجسام. من خلال تفسير تركيبة تلك المخاريط وتحديد وجهتها، قد ينكشف مشهد معيّن بوتيرة تدريجية.

توضح مهندسة الكهرباء والكمبيوتر، ياسمين مصطفي، من جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا: «طوّرنا في المرحلة اللاحقة إطار عمل رياضي يستعمل آثار الأقدام المخروطية كبصمات لتحديد وجهة الأطراف، ما سمح بابتكار خارطة طرفية لذلك المشهد».

صمّمت مصطفي وزملاؤها ذلك النظام الذي حمل اسم Wiffract، وهو يشمل ثلاثة أجهزة إرسال متصلة بشبكة الواي فاي لإرسال الإشارات، بالإضافة إلى جهاز تلقٍّ متجوّل لالتقاطها أثناء ارتدادها. نعرف أن موجات الواي فاي تستطيع اختراق الجدران (سيكون جهاز التوجيه في منزلنا غير نافع إذا كان لا يخترق الجدران)، لكن تتأثر هذه الموجات أيضاً عند احتكاكها بالأجسام.

تبرز الحاجة لاحقاً إلى معادلات رياضية معقدة (وتخمينات مدروسة) لتحديد الأشكال التي تناسب مخاريط كيلر. استخدم العلماء بيانات من الأطراف التي تستطيع قراءة الإشارات بدقة، وتمكنوا من تحسين قدرة النظام على رصد الأطراف عبر قراءة أكثر ضعفاً، وعلى مسافة أبعد من أجهزة الإرسال على الأرجح أو ضمن مساحة خفية.

يقول مهندس الكهرباء، أنوراغ بالابرولو، من جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا: «حين نرصد النقاط الطرفية عالية الدقة عبر نواة التصوير المقترحة، سنقوم بنشر معلوماتها في بقية النقاط عبر استعمال نظام الإحصاء البايزي لنقل المعلومات». لا تختلف معالجة الأرقام الإحصائية المرتبطة بنشر المعلومات عبر النظام البايزي عن حل أحجية الصور المقطوعة: حين نعرف مكان بعض القطع، قد نتمكن من تحديد موقع وشكل القطع اللازمة لسد الثغرات.

مع ذلك، تبرز الحاجة إلى إحداث تعديلات كثيرة. لكن قد يتعرّف النظام منذ الآن على الأحرف الكبيرة. يمكن استعماله في نهاية المطاف في مجالات متنوعة، بدءاً من جهود الإنقاذ خلال الكوارث وصولاً إلى مراقبة المنازل الذكية و»مشاهدة» داخل الغرف رغم غياب خطوط الرؤية.


MISS 3