رئيس النادي اللبناني لليخوت الكومودور ربيع سالم:
تحوّلتُ من رجل "مسائيّ "الى رجل "صباحيّ " بامتياز
في زمن "كورونا" ثمّة أمرٌ إيجابيّ حصل في حياتي، إذ تحوّلتُ من رجل "مسائيّ" الى رجل "صباحيّ" بامتياز، إذ صرتُ أنهضُ من النوم عند الرابعة صباحاً وأمارس الرياضة لمدة ثلاث ساعات تقريباً. كما أنّ معظم الناس زاد وزنها بسبب الحجر المنزليّ إلا أنا فقد خسرتُ حتى اليوم 10 كيلوغرامات من وزني.
بعد انتهاء الحصّة الرياضية الصباحية، أمضي وقتاً طويلاً مع أبي عبدالله وأمي ماري اللذين أصبحا متقدّمَين في السنّ نظراً لأنّ أشقائي وشقيقاتي إما متزوّجون أو يعيشون خارج لبنان، وهو الأمر الذي لم يكن متاحاً لي في الأيام العادية، ثم أعود الى الرياضة في فترة بعد الظهر عبر رياضة جديدة تعلقتُ بها مؤخراً وهي ركوب الدرّاجة الهوائية في شوارع ومحيط بلدتي البترون. كما إستفدتُ من هذه الفرصة لكي أتعرّف أكثر الى أبناء البلدة الذين كنتُ بعيداً عنهم نتيجة ضغط العمل الكبير الذي كنتُ أعيشه يومياً، وهم أناسٌ طيّبون وودودون حقاً، والتواصل معهم بعد كلّ هذه السنوات أفرحني كثيراً، وقد أعادوني بشكل أو بآخر الى ذكريات طفولتي ومراهقتي الحلوة في هذه البلدة الجميلة الوادعة.
وفي المساء، أقصدُ مقرّ النادي القريب جداً من شاطئ البحر حيث أوقد النار لوحدي وأتأمّل الموج وغروب الشمس، وأستفيد من هذا المنظر الرائع من خلال تصويره "فيديو" على هاتفي الخاصّ وأرسله الى جميع أصدقائي الرياضيين الذين كنتُ أتشارك معهم هذه الجلسات الممتعة قبل انتشار فيروس "كورونا"، على أمل أن نعود ونلتقي جميعاً في وقت قريب بعد زوال هذا الكابوس وعودة الحياة الطبيعية الى وطننا والى العالم بأسره.
