"فيضان" سياسي "يجرف" مكارثي... وبايدن: لتغيير "الأجواء المسمومة"!

02 : 00

زوّار يلتقطون صوراً لمكتب مكارثي أمس (أ ف ب)

لا تزال الولايات المتحدة تحت صدمة «الإعصار البرلماني» التاريخي الذي زعزع أُسس الحكم الأميركي القائم على «التسويات البنّاءة» وأحدث «فيضاناً سياسيّاً» جرف رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي من منصبه للمرّة الأولى في تاريخ البلاد الثلثاء، مخلّفاً فراغاً تشريعيّاً غير مسبوق بانتظار اختيار بديل بين «بازار» الأسماء المطروحة يحظى بغالبية الأصوات التي لم يتمكّن مكارثي من حصدها.

وهذا البديل غير موجود حتى الساعة، لذلك رفع مجلس النواب جلساته حتى الثلثاء المقبل على أمل العثور على «وجه جمهوري» توافقي لدى المحافظين الوسطيين والمتشدّدين على حدّ سواء، في حين لم يتحفّظ رئيس المجلس المعزول عن انتقاد خصومه السياسيين، فلمّح بعد عزله إلى أن رئيسة المجلس السابقة الديموقراطية نانسي بيلوسي ضلّلته عندما وعدته بدعمه في حال سعى معارضوه إلى عزله.

وبما أن مكارثي أُطيح بـ»تقاطع» بين الديموقراطيين و8 نواب جمهوريين متشدّدين، على رأسهم النائب مات غايتس، أوّل نصيحة تفوّه بها رئيس المجلس المعزول لخلفه المُنتظر بعد خسارته أنه «يجب أن تُغيّر القواعد»، وذلك في إشارة إلى قاعدة العزل التي أدّت إلى مغادرته منصبه بعد أقلّ من 9 شهور على تسلّمه، بسبب معارضة 8 أعضاء فقط من حزبه له، من أصل 221 جمهوريّاً.

وبمجرّد أن امتصّ الجمهوريون الداعمون لمكارثي وقع صدمة عزله، سارعوا إلى محاولة احتوائها عبر النظر في احتمالات بديلة قادرة على وقف النزيف الداخلي في الحزب وتضميد جرح الانقسامات فيه، وبرز اسم النائب المحافظ عن ولاية لويزيانا ستيف سكاليز، أحد القيادات الجمهورية الحالية، الذي بدأ فعليّاً جسّ نبض المشرّعين للتحقّق من مدى الدعم الموجود له. ولعلّ العائق الأبرز الذي يواجهه هو وضعه الصحي، إذ جرى تشخيصه أخيراً بسرطان الدم، وهو يخضع حاليّاً لعلاج بالأشعة، بينما أكد لدى سؤاله هذا الأسبوع أن صحته جيّدة، وكان غايتس قد عبّر لصحافيين عن تأييده.

وسكاليز ليس الاسم الوحيد المطروح، فتتردّد أسماء أخرى كرئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيم جوردان، أحد أشرس المُدافعين عن الرئيس السابق دونالد ترامب، إضافةً إلى النائب عن ولاية مينيسوتا ورئيس لجنة المال في مجلس النواب توم إيمير، والنائب عن ولاية أوكلاهوما كيفين هيرن. ولم يتردّد بعض النواب في طرح اسم ترامب بديلاً، خصوصاً أن قوانين المجلس لا تتطلّب أن يكون رئيسه نائباً، حيث اعتبر النائب عن ولاية تكساس تروي نيلزكيفين أن «مكارثي لن يترشّح مجدّداً للرئاسة، لذا سأرشّح دونالد ترامب لرئاسة مجلس النواب».

في الموازاة، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المسارعة لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب بعد عزل مكارثي من المنصب، «نظراً إلى أنّ التحدّيات الملحّة التي تواجه بلدنا لا تنتظر». واعتبر أنّه «علينا تغيير الأجواء المسمومة في واشنطن»، وقال: «لدينا خلافات قوية، لكن علينا أن نتوقف عن النظر إلى بعضنا كأعداء». وكشف أنه سيُلقي قريباً «خطاباً هاماً» حول أهمية دعم أوكرانيا في ظلّ الاضطرابات السياسية التي تُهدّد بعرقلة المساعدات المقدّمة إلى كييف، مؤكداً أنه «من المهمّ جدّاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائنا أن نُحافظ على التزامنا».

وفيما حضر إلى قاعة المحكمة في نيويورك لليوم الثالث توالياً أمس، اعتبر ترامب أن ما يحدث ضدّه من ملاحقات قانونية يعود لتقدّمه على بايدن في كلّ استطلاعات الرأي المتعلّقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكداً أن «المكائد» التي تُحاك ضدّه لن تؤثر على تقدّمه في الانتخابات. وإذ أوضح أنه قام بسداد كلّ المبالغ والديون المستحقّة للبنوك، أشار إلى أنه لم يُسمح له باستقدام هيئة محلّفين في سابقة هي الأولى من نوعها، مشدّداً على أن العدالة لا يجب أن تُستخدم كسلاح سياسي. وحذّر من أن قضية الاحتيال المدني بداية الشيوعية في أميركا، مؤكداً أن قضية الاحتيال المدني ستفشل بلا شك.

وفي وقت سابق، أصدر آرثر إنغورون، القاضي المُشرف على المحاكمة المدنية لترامب ونجلَيه بتهمة تضخيم قيمة أصولهم، قراراً موَقتاً بمنع التداول بحق الرئيس الأميركي السابق على خلفية منشور على منصّات التواصل اعتُبر مهيناً لإحدى الموظّفات في المحكمة.


MISS 3