هناء حمزة

الشغل مش عيب ..ما هو العيب؟؟

15 أيار 2020

16 : 49

باول اطلالة لها تعرضت زوجة رئيس الحكومة حسان دياب لهجوم غير مسبوق بسبب خرقها لتابوهات اجتماعية اعتاد المجتمع اللبناني عليها حتى نخرت عظمه.

قالت السيدة التي يبدو جليا انها لا تحسن الكلام الاعلامي الشعبوي الذي يرغب الشعب اللبناني بالاستماع اليه لانه يدغدغ مشاعره قالت ان اللبناني عليه ان يزرع ويصنع ويعمل شتى الوظائف لينقذ اقتصاده..

ما قالته السيدة هو واقع يتجه اليه العالم اجمع اليوم في ظل ازمة كورونا وتبعاتها الاقتصادية كيف ببلد مثل لبنان يعاني من خنق اقتصادي وتفقير ممنهج له ولقدراته ومقوماته اوصله الى قعر اقتصادي لا يتستطيع ان يخرج منه الا بالتحول الى دولة منتجة بكل ما لهذه الكملة من معنى ،يبدأ بتبديل العمالة الاجنبية بالعمالة الداخلية وينتهي بالتحول من دولة مستهلكة الى دولة تزرع وتصنع وتصدر..

للاسف غالبية الشعب اللبناني تريد محاسبة الطبقة الفاسدة التي اوصلت البلد الى هذا القعر من دون محاسبة زعيمها وتيارها السياسي, وغالبية الشعب اللبناني تريد الحصول على مال سريع من دون عمل وجهد وكد وتعب.وللاسف غالبية الشعب اللبناني تعارض بشكل اعمى وتؤيد بشكل اعمى , تعارض الشخص من دون حتى ان تقرأ وتسمع وتفهم ،وتؤيد الشخص حتى من دون ان تقرا وتسمع وتفهم..

نحن دولة مستهلكة نحن شعب يستهلك وهذا بالعرف الاقتصادي يعتبر آفة قاتلة ..لم تخطىء السيدة دياب بطرحها وان أخطأت باسلوبها وظهروها الاعلامي الاول الاشبه بافلام الابيض والاسود في تلفزيون لبنان ..نحن من يخطىء..الشعب في غالبيته التي تستهلك اكثر ما نتتج ..تصرف اكثر ما تدخل...وعندما تدخر تقع فريسة اغراء المصارف و الطمع بفوائدها العالية بدل الاستثمار والابتكار وخلق فرص العمل ..نحن شعب كسول صريف وفوق ذلك لا نحاسب ولا نريد ان نحاسب..علينا ان نغير اسلوب تفكيرنا واسلوب حياتنا ونثور اولا على افكارنا البالية ..

الشغل مش عيب ..لا اهانة في اي عمل او وظيفة ..الاهانة في العوز والفقر والاستزلام . بيننا من يعمل بكد صحيح ولكنها الاقلية لو كان العكس صحيح لكنا دولة منتجة.

يا جماعة الخير الشعوب اليوم تقاس كما الدول بقدرتها على محاسبة الفاسدين من جهة وانتاجيتها من جهة ثانية ..نحن لا نريد ان نحاسب الفاسدين و نحميهم باسم الطائفة والزعامة والتقوقع من جهة ولا نريد ان ننتج ونبرر عدم انتاجيتنا بتقاليد اجتماعية بالية ، نلوم الاخر و نعتمد بشكل كبير على تحويلات المغتربين التي ستشهد تراجعا حادا لاقل من نصفها لسببين: الاول , ازمة كورونا التي ستؤثر على المغترب اللبناني وقدرته المالية .ثانيا,عدم ثقته بالمصارف اللبنانية والمؤسسات اللبنانية وهذا سيجعل التحويلات شبه محصورة بالدعم الاجتماعي المباشر ضمن نطاق الدائرة الصغرى.

العيب في عدم الانتاجية ، العيب في التفكير بان الشغل عيب ، العيب في اتهام المغترب بالتنظير اذا وضع اصبعه على الجرح , العيب هو الاتكال على تحويلات المغترب المهددة , العيب هو الاستهلاك اكثر من الانتاج و العيب هو عدم محاسبة الفاسد وحماية فئة من الشعب له...العيب هو بالسهلوك الاستهلاكي الخاطىءو بالتفكير النمطي التقليدي , العيب بمد اليد بدل البحث عّن عمل ...العيب بالاستزلام من اجل لقمة العيش بدل من التعب والجهد من اجل لقمة العيش..العيب في عقلية لبنانية اصبحت للاسف شريكة بما وصلت اليه حال البلد.. العيب بلوم الاخر وعدم محاسبة الفاسد والسكوت عن حق الوطن المغتصب وحق الفرد المسلوب..العيب مخلل بنا من رأسنا حتى اخمص قدمنا ..لا يخرجنا من العيب الذي نحن به الا العمل والانتاجية.

زبدة الكلام علينا ان نبحث في علاج يبتر اولا الفساد المتحكم بنا ويبني دولة منتجة وهذا لا يمكن ان يحصل بالاكتفاء بالتفرج على احتضار البلد وحث المغترب على دفع مصاريف الاحتضار من دون البحث في علاج جذري ينقل الدولة من دولة مستهلكة بكل ما للكلمة من معنى الى دولة منتجة بكل ما للكلمة من معنى ويحاسب الفاسد بكل ما لهذه الكملة من معاني ..غير ذلك فالج لا تعالج وهنا اساس العيب.