Safety Check

الحديقة تُحسّن صحتك؟

02 : 00

وفق دراسة أجراها باحثون من جامعة "إيكستر" في بريطانيا ومن "الجمعية الملكية للبستنة" البريطانية، تبيّن أن اقتناء حديقة خاصة يُحسّن صحة الناس وعافيتهم شرط أن يجيدوا الاستفادة منها.

نُشرت نتائج البحث في مجلة "المناظر الطبيعية والتخطيط الحضري"، وهي تسلّط الضوء على أهمية المساحات الخضراء الخاصة والعامة وحق الوصول إلى تلك الأماكن.


8 آلاف مشارك

لإجراء الدراسة الجديدة، استعملت المشرفة الرئيسة على البحث، سيان دو بيل، من كلية الطب التابعة لجامعة "إيكستر" بيانات استطلاع "مراقبة الالتزام بالبيئة الطبيعية". شمل هذا الاستطلاع حوالى 8 آلاف مشارك من أنحاء إنكلترا. قابل الخبراء المُدرَّبون المشاركين بانتظام في منازلهم وطرحوا عليهم مجموعة أسئلة عن وتيرة ذهابهم إلى المساحات الخارجية ووضعهم الصحي العام.

عند تحليل البيانات، أخذ الباحثون بالاعتبار عوامل مرتبطة بالصحة والعافية وسهولة الوصول إلى الحدائق، منها الجنس، والمكانة الاجتماعية والاقتصادية، والعمل، والوضع الاجتماعي، ووجود أطفال في الأسرة، وملكية المنزل، واقتناء الكلاب.


الحدائق الخاصة أساسية!


اكتشف الباحثون أن وجود مساحة خارجية خاصة (حديقة، فناء، شرفة) يرتبط بتحسن الصحة. لكن يتعلق عامل بارز آخر بطريقة استفادة الناس من حدائقهم الخاصة. تبيّن أن صحة الناس تتحسن حين يسترخون في حدائقهم ويعتنون بها مقارنةً بمن لا يستعملون تلك المساحات بأي شكل.

كان نوع الحديقة التي يقصدها الناس مؤثراً على الصحة والمنافع التي يكسبونها. ساهمت المساحة الخارجية الخاصة في تحسين الوضع الصحي أكثر من الذهاب إلى مساحة مشتركة عامة.

وفق تقديرات العلماء، يتعلق السبب على الأرجح بتراجع احتمال نشوب الخلافات مع الآخرين في المساحات الخاصة لأن الناس في الأماكن العامة قد يرغبون في استعمال الحديقة بطرق مختلفة. يستطيع الفرد الذي يملك مساحة خاصة به أن يصمّمها ويستخدمها بالطريقة التي تناسبه. في المقابل، قد لا يتمكن الناس من إحداث أي تعديلات في الحديقة العامة التي يقصدونها إذا كانت تخضع لإدارة شركة متخصصة.

لكن يعترف الباحثون بأن دراستهم بقيت محدودة لأن البيانات التي استندوا إليها لم تكن مفصّلة بما يكفي كي يفهموا بالكامل سبب تحسّن صحة الناس واكتسابهم المنافع إذا كانوا يملكون حديقة خاصة.

ربما تعطي الحدائق العامة منافع مشابهة مثلاً إذا استطاع الفرد تصميم جزء منها على طريقته، أو إذا شارك في القرارات الجماعية المرتبطة بإدارة المكان. لكن لم يحصل الباحثون في هذه الدراسة على بيانات مماثلة.


هل يستفيد الجميع من الحدائق بالتساوي؟


نظراً إلى تراجع حجم العينات المستعملة في الدراسة، لم يحلل الباحثون بالتفصيل العوامل الديموغرافية التي تؤثر على سهولة الاستفادة من الحدائق الخاصة. إنها معلومات مهمة لفهم العوامل التي تمنع الناس أحياناً من اقتناء مساحات خاصة أو استعمالها بأفضل الطرق.

لاحظت الدراسة مثلاً تراجع أعداد المستفيدين من الحدائق في المجموعات الأصغر سناً والمنتمين إلى أدنى مكانة اجتماعية واقتصادية. كذلك، يتراجع احتمال أن يملك المستأجرون حديقة خاصة، حتى أنهم لا يستفيدون من الحديقة إذا كانوا يملكونها بقدر الآخرين. قد تعكس هذه النتيجة شيوع الإيجارات قصيرة الأمد في أماكن كثيرة، ما يمنع الناس من الاستثمار في حديقة خاصة بهم وصيانتها باستمرار لأن شيئاً لا يضمن أن يستمتعوا بوقتهم فيها مستقبلاً.

في النهاية، تستنتج الدكتورة ريبيكا لوفيل التي شاركت بدورها في الدراسة الأخيرة في كلية الطب التابعة لجامعة "إيكستر": "الحدائق أداة أساسية كي يختبر الناس منافع البيئة الطبيعية. تكشف الأدلة الجديدة في بحثنا أن الحديقة قد تدخل في خانة موارد الصحة العامة الضرورية، لذا يجب أن نضمن استفادة جميع الناس من منافعها بالتساوي".


MISS 3