نوبل الآداب 2023 للنروجي يون فوسه

02 : 00

مُنحت جائزة نوبل الآداب 2023 أمس في ستوكهولم للكاتب المسرحي النروجي يون فوسه (64 عاماً)، عن عمله «المبتكر ونثره الذي يمنح صوتاً لما لا يمكن قوله»، بحسب الأكاديمية السويدية القائمة على المكافأة العريقة.

وتلقّى خبر فوزه حين اتصل به الأمين الدائم للأكاديمية السويدية ماتس مالم بينما كان يقود سيارته عبر الريف باتجاه المضيق البحري شمال بيرغن في النروج، وقال فوسه: «كنتُ أجهّز نفسي بحذر خلال السنوات العشر الماضية لحقيقة أن هذا الأمر يمكن أن يحدث. لكن صدّقوني، لم أتوقّع أن أحصل على الجائزة اليوم حتى لو كانت هناك فرصة»، مضيفاً: «أشعر بالسعادة الغامرة والامتنان. أعتبر أنها جائزة للأدب الذي يهدف قبل كل شيء إلى أن يكون أدباً، من دون أي اعتبار آخر».



سيرته

ولد يون فوسه في 29 أيلول 1959 في هوغيسوند بالنروج، ونشأ في بيئة قريبة من الحركة اللوثرية التقوية، مع جد من جماعة «الكويكرز» (جمعية الأصدقاء الدينية). كان ناشطاً من أجل السلام ويسارياً في الوقت عينه. لكنه نأى بنفسه عن هذا التوجّه الديني، إذ كان يصنّف ذاته بأنه ملحد، ويعزف على الغيتار ضمن فرقة «روكينغ تشير»، قبل أن يعتنق أخيراً الإيمان الكاثوليكي في فترة متقدّمة من حياته، عام 2013.

بعد تلقّيه دراسات أدبية، انطلق في المجال الأدبي عام 1983. كتب بلغة نينوشك (أحد الأشكال الجديدة لكتابة اللغة النروجية)، وتعيش شخصياته في عوالم شعرية مجردة تعاني واقعاً بارداً وقاسياً يشبه الملاحم الشهيرة شمالي أوروبا، وتتحدث شخصياته قليلاً في نصوصه، لكنها تكشف عن مشاعرها الدفينة.

أعماله ومؤلفاته

هو كاتب متنوّع الاهتمامات ذو توجّه نخبوي. مع ذلك، فهو من أكثر الكتّاب الأحياء الذين تُؤدى مسرحياتهم في أوروبا. ألّف قرابة أربعين مسرحيةً بالإضافة إلى الروايات والقصص القصيرة وكتب الأطفال والشعر والمقالات. صدرت روايتُه الأُولى بعنوان «أحمر، أسود» عام 1983 وتدور حول شاب يصفّي حساباته مع الحركة التقوية. كما أن أسلوب هذه القصة الزاخر بالإسقاطات الزمنية مع جملة وجهات نظر متناوبة، استحال علامته الفارقة. عرضت مسرحيته الأولى «ولن نفترق أبداً»، ونشرت عام 1994، تلتها عدّة أعمال في كتب الأطفال والرواية والمسرح. إلّا أنه برز ككاتب مسرحي على الخشبة الأوروبية، بفضل مسرحيته Someone is going to come التي حقّقت شعبية كبيرة بالنسخة التي أخرجها للمسرح كلود ريجي عام 1999 في باريس.

جوائز متنوّعة

حصدت أعماله إعجاب النقاد، آخرها سباعيته: «الاسم الآخر» في كتابَين (2019) و»أنا هو الآخر» في ثلاثة كتب (2020) و»اسم جديد» في كتابَين (2021). كما تُرجمت أعماله إلى أكثر من أربعين لغة؛ من بينها العربية التي نُقلت إليها روايتان، هما: «صباح ومساء» التي صدرت عن «منشورات الكرمة» في 2020 بتوقيع شيرين عبد الوهاب وأمل روّاش، و»ثلاثية» التي صدرت هذا العام عن دار النشر نفسها وبتوقيع المترجمتين أنفسهما. في رصيده عدد من الجوائز الأدبية؛ من بينها: «جائزة أيسن الدولية» عام 2010، «الجائزة الأوروبية للآداب» عام 2014، وحاز «وسام القديس أولاف الملكي» عام 2011، وهو أعلى امتياز في النروج. وكان فوسه من بين المستشارين الأدبيين لترجمة نروجية للكتاب المقدس نُشرت عام 2011، ووصلت روايته «اسم جديد»، التي ترجمها إلى الإنكليزية داميون سيرلز، إلى القائمة المختصرة لجائزة «البوكر الدولية» في نيسان 2022.

ومثل سلفه اللامع في أدب النينورسك تاريي فيساس، يجمع فوسه في كتاباته بين الروابط المحلية القوية، اللغوية والجغرافية، والتقنيات الفنية الحديثة. ويتشارك في أعماله، المشابهة لأعمال سامويل بيكيت، في الرؤية المتشائمة لأسلافه، بمن فيهم توماس بيرنهارد وجورج تراكل، بحسب سيرته التي نشرتها الأكاديمية.

وكانت آخر مرة مُنحت فيها جائزة نوبل في الأدب لنروجي عام 1928، عندما فازت بها الكاتبة سيغريد أوندست. وبالتالي يكون فوسه النروجي الرابع الذي يفوز بهذه الجائزة المرموقة، التي ذهبت العام الماضي إلى المؤلفة الفرنسية آني إرنو، عن عمل يروي تحرّر امرأة ذات أصول متواضعة أصبحت أيقونة نسوية.












MISS 3