بولندا والمجر تمنعان تبنّي "إعلان مشترك" حول الهجرة

02 : 00

بعد يومين من التوصل إلى اتفاق حول الهجرة غير الشرعية، اعتبره البعض «تاريخيّاً» بين الدول الأعضاء، تبنّى قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 خلال اجتماع في مدينة غرناطة في إسبانيا أمس، الاتفاق بالغالبية رغم مطالبة بولندا والمجر بتبنّي الاتفاق بالإجماع بلا جدوى، فمنعت الدولتان تبنّي إعلان مشترك حول الهجرة في ختام القمة، في خطوة رمزية تعكس انقساماً داخل التكتّل.

وعبّرت بولندا والمجر عن معارضتهما القوية لإصلاح نظام الهجرة الأوروبي. وأكد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أنه «لسنا خائفين من الإملاءات التي تأتي من بروكسل وبرلين»، مكرّراً رفضه فرض نظام «لتوزيع المهاجرين غير الشرعيين» على بلاده، قبل 10 أيام من الانتخابات التشريعية في بولندا التي يُتوقع أن تشهد منافسة حادة. وذهب نظيره المجري فيكتور أوربان إلى أبعد من ذلك في انتقاداته بقوله إنّه «إذا حدث انتهاك باسم القانون، وأرغمت على قبول شيء لا يُعجبك، فكيف يُمكن التوصّل إلى تسوية أو اتفاق؟ هذا مستحيل!».

وفي ختام القمة، رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ»تقدّم هذا الموضوع كما يجب بغالبية»، ورحّبت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لاين بما وصفته بأنه «نجاح كبير». وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قد أبدت أيضاً رضاها عن الاتفاق، مؤكدةً أن «تصور أوروبا وطموحاتها في مسائل الهجرة تتطوّر نحو خط أكثر واقعية في ما يتعلّق بمسألة الشرعية والرغبة في محاربة المتاجرين بالبشر والرغبة في وقف الهجرة غير الشرعية»، بعد تسوية الخلاف بين بلادها وبرلين حول البند المتعلّق بالمنظمات غير الحكومية الأربعاء.

وأكّدت ميلوني «تفهّمها لموقف» نظيرَيها المجري والبولندي، مشدّدةً على أن الخلافات في وجهات النظر في شأن إصلاح الهجرة بينها وبينهما كانت بسبب «الاختلافات في الموقع الجغرافي». بالتوازي، أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناكا الذي كان له مواقف صارمة ضدّ الهجرة غير الشرعية الأربعاء، وميلوني، في مقال رأي مشترك نُشر في صحيفتَي «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية و»تايمز» البريطانية أمس، أن البلدَين يُريدان قيادة دفة أوروبا في مكافحة الهجرة غير المشروعة، إذ شدّدا على أن «رؤيتنا وأهدافنا متماثلة، في الواقع نحن من أقرب الأصدقاء في أوروبا اليوم»، و»نتعاون من أجل وقف القوارب، وندعو الآخرين إلى التصرّف من منطلق نفس الإحساس بالطبيعة الملحّة لهذا الأمر».


MISS 3