هجوم يستهدف إسرائيليين في الإسكندرية... و"الجاليات اليهودية" تحت "المجهر الأمني"!

02 : 00

الشرطة المصرية تطوّق موقع الهجوم في الاسكندرية امس (ا ف ب)

في حين كانت الدولة العبرية أمس لا تزال تحاول استيعاب الهجوم المباغت وغير المسبوق على المستوطنات الإسرائيلية الجنوبية الواقعة في غلاف قطاع غزة السبت، وما استتبعه من مخاوف أمنية حول سلامة الجاليات اليهودية التي باتت تحت «المجهر الأمني» في دول عدّة حول العالم، قُتل إسرائيليان ومرشد سياحي مصري أمس إثر إطلاق شرطي مصري النار على وفد سياحي إسرائيلي في وسط الإسكندرية، بينما عزّزت كلّ من برلين وباريس ولندن إجراءات الأمن حول المعابد والمدارس والمعالم الأثرية اليهودية، في ظلّ خروج تظاهرات مؤيّدة لحركة «حماس» دعت إليها الجاليات المسلمة في العديد من الدول الأوروبّية.



وفي هذا الصدد، نقلت قناة «إكسترا نيوز» المصرية عن مصدر أمني أن «أحد أفراد الشرطة المعنيين بخدمة تأمين منطقة المنشية في وسط مدينة الإسكندرية، أطلق أعيرة نارية بشكل عشوائي أثناء تواجد أحد الأفواج السياحية الإسرائيلية في مزار سياحي». وأوضحت أنه «أُلقي القبض على الشرطي» وأن إسرائيلياً جُرح خلال إطلاق النار، فيما أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية الحصيلة مشيرةً إلى أن جروح الإسرائيلي متوسّطة.



وكشفت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن طائرة عسكرية إسرائيلية توجّهت إلى مصر لنقل جثتي الإسرائيليَّين اللذَين قُتلا في الإسكندرية وستُعيد باقي أفراد الفوج الإسرائيلي الناجين من الهجوم، مؤكدةً أن سفيرة إسرائيل في القاهرة أميرة أورون أجرت اتّصالات مع كبار المسؤولين في مصر لترتيب الرحلة.



في الموازاة، أغلقت إسرائيل معبر نيتسانا الحدودي مع مصر وأجلت موظفيها وأفراد شرطتها منه، حسبما ذكرت مصادر وشهود عيان لقناة «سكاي نيوز عربية». ويفصل المعبر المذكور بين منطقة العوجة في مصر ونيتسانا في إسرائيل، وهو مخصّص لعبور السلع الغذائية والبضائع، فيما نقلت حافلات إسرائيلية الموظفين وأفراد الأمن إلى داخل إسرائيل.



ديبلوماسياً، طالبت السفارة الأميركية لدى القاهرة المواطنين الأميركيين في مصر بضرورة توخّي الحيطة والحذر، وذلك على خلفية حادث إطلاق النار في الإسكندرية. وذكرت السفارة أنها «أحيطت علماً بالتقارير التي تُفيد بمقتل سياح أجانب بهجوم في الإسكندرية»، مشيرةً إلى أن «هذا الحادث قد يكون مرتبطاً بالأعمال العدائية المستمرّة في غزة وإسرائيل».



وفي ظلّ الأجواء المشحونة، شدّدت ألمانيا حماية الشرطة للمؤسّسات اليهودية والإسرائيلية، حيث خرج بعض أنصار الفلسطينيين إلى شوارع برلين للاحتفال بالهجوم. وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أنه «جرى تعزيز حماية الشرطة في برلين، والحكومة الفدرالية والأقاليم تُنسّق أعمالها بشكل وثيق»، مشدّدةً على أن السلطات الألمانية تُراقب عن كثب أي «مؤيدين محتملين لحماس».



ونشرت شرطة برلين صوراً تظهر «أشخاصاً يحتفلون بالهجمات على إسرائيل من خلال توزيع المعجنات» في سونينالي، الشارع الرئيسي في منطقة نيوكولين بالمدينة، فيما عمدت الشرطة في بعض الحالات إلى التحقّق من الهويات. وندّد رئيس بلدية منطقة نيوكولين مارتن هيكل بـ»تمجيد رهيب لحرب رهيبة»، داعياً الحكومة إلى حظر «الدعاية الإرهابية المثيرة للاشمئزاز».



أمّا فرنسا فركّزت جهودها على حماية المعابد والمدارس اليهودية في المدن في كافة أنحاء البلاد، حيث أعرب أحد الزعماء اليهود عن قلقه من احتمال انتقال النزاع. فجرى تعزيز الإجراءات الأمنية في المعابد اليهودية في باريس ومرسيليا وليون وستراسبورغ وسط الأعياد اليهودية التي يجري الاحتفال بها منذ أواخر أيلول. وأرسل وزير الداخلية جيرالد دارمانين رسالة عاجلة إلى مسؤولي المناطق يطلب منهم تعزيز المراقبة بشكل أكبر في مواقع الجالية اليهودية في فرنسا، بينما استعرضت وزارة الداخلية الوضع الأمني في اجتماع خاص أمس.



بدوره، أفاد جهاز شرطة لندن بأنه كثّف الدوريات في أنحاء العاصمة البريطانية بعد «حوادث عدّة على صلة بالنزاع المتواصل في إسرائيل وعند حدود غزة». بالتوازي، أعلنت بولندا أنها ستُجلي رعاياها من إسرائيل، حيث أكد الرئيس البولندي أندريه دودا أنه «سنُرسل طائرات نقل تابعة للقوات الجوية لإجلاء البولنديين المُقيمين حاليّاً في إسرائيل وسيضمن جنود من قواتنا الخاصة توفير الحماية والسلامة على متن الطائرات»، فيما أوضح وزير الدفاع ماريوس بلاشتشاك أن بولندا ستُرسل طائرتَين «سي 130 هيركوليز»، لإجلاء نحو 200 بولندي من مطار بن غوريون، مشدّداً على أن وارسو ستوفّر طائرات إضافية إذا استدعى الأمر أو ستتواصل مع اليونان لنقل البولنديين إليها قبل إعادتهم إلى وطنهم.

MISS 3