جاد حداد

Netflix Corner

The Last Dance... هدية قيّمة لجميع محبّي الرياضة

18 أيار 2020

02 : 00

تستطيع المسلسلات الوثائقية أن تميّز نفسها عن الأعمال الأخرى بطرقٍ مختلفة. قد تقوم مثلاً بخيارات مثيرة للاهتمام أو تكشف معلومات جديدة عن موضوعها الأساسي. بدأ عرض حلقتَين من مسلسل The Last Dance (الرقصة الأخيرة) من إنتاج ESPN Films في 19 نيسان ويتميز بتفاصيله الشاملة وتخصّصه اللافت. هذا العمل ليس مجرّد وثائقي يهدف إلى إرضاء محبي الرياضة، بل إنه عبارة عن رؤية شاملة ورفيعة المستوى عن إرث فريق "شيكاغو بولز" خلال التسعينات ومشاكله الداخلية. إنه واحد من أهم الفِرَق الرياضية على الإطلاق ويشارك في المسلسل جميع اللاعبين الأساسيين. سبق وشاهدنا أعمالاً وثائقية رياضية مع عناوين طنانة وخبراء رياضيين لم يمارسوا اللعبة يوماً على الأرجح. لكن يسمح The Last Dance لكبار اللاعبين في فريق "بولز" بسرد قصصهم، كما أنه يدعم هؤلاء الرياضيين العظماء عبر مجموعة هائلة من المقابلات. يصعب أن يرفض أحد المشاركة في عمل مماثل. يشارك أيضاً لاعبون معاصرون من أمثال ماجيك جونسون ولاري بيرد وأيزيا توماس وأسماء كثيرة أخرى، فضلاً عن كبار الصحافيين الرياضيين في تلك الحقبة ومقابلات مع الرئيسَين باراك أوباما وبيل كلينتون.





يشتق اسم المسلسل من قواعد اللعب التي وضعها المدرب فيل جاكسون في الموسم الرياضي 1997-1998. أخبره حينها جيري كروز، المدير العام المثير للجدل الذي لا يظهر بصورة إيجابية في هذا المسلسل، بأنه يستطيع الفوز بـ82 مباراة ومع ذلك ستكون سنته الأخيرة في منصبه. لذا سادت أجواء غير مألوفة في النادي، فجَرَت محاولات لإنهاء سلالة رياضية كاملة عبر خوض بطولة إضافية وحصل طاقم سينمائي على الإذن بدخول الكواليس في تلك السنة. يُركّز الفيلم الوثائقي الذي حمل العنوان نفسه على ذلك الموسم المضطرب الذي ترافق مع أحداث درامية مرتبطة بكل لاعب، لكنه يعود ويفصّل ما فعله فريق "بولز" للنهوض من مشاكله خلال الثمانينات والتسعينات كي يصبح من أكثر الفِرَق شعبية في العالم. تتمحور القصة إذاً حول ذلك الموسم الأخير والمسار الذي أوصل الفريق إليه.

من الطبيعي إذاً أن يكون النجم المثير للجدل مايكل جوردن محور كل حلقة من The Last Dance، لكن يخصص الإنتاج أيضاً جزءاً منطقياً من مدة العرض للفريق الداعم له، كما يعرض خلفية مفصّلة ومقابلات وافية مع سكوتي بيبان في الحلقة الثانية ودينيس رودمان في الحلقة الثالثة. لكن كما كان الوضع دوماً، يبقى جوردن بطل القصة. يتمحور المسلسل الوثائقي حول فريق "شيكاغو بولز" كله، لكنه يُركّز في معظمه على حياة جوردن الخاصة وشخصيته العامة ويتعمق فيها لأقصى حد. في البداية، قد نتوقع من العمل أن يبالغ في تبييض صورته، لكنه يتطرق إلى عدائيته مع اللاعبين الشبان تحديداً ويتناول الجدل حول غياب مواقفه السياسية. كان جوردن من أكثر الرياضيين نفوذاً في العالم لكن لطالما تجنّب أي مواضيع ذات طابع سياسي، مع أن أوباما شخصياً يتكلم عن الضغوط التي يتعرض لها أي شخص أسود حين يحقق النجاح. كذلك، يعرض The Last Dance فصولاً عن نزعة جوردن إلى لعب القمار وحتى مشاركته في دوري كرة القاعدة. جميع التفاصيل موجودة!

يمكن اختصار المسلسل الوثائقي بشعار "الرقصة الأخيرة بجميع تفاصيلها"! كل من شارك في هذا المشروع يعتبره حتماً عملاً شاملاً بمعنى الكلمة. حين نسمع لاعباً مثل جوردن أو بيبان وهو يتكلم عن مباراة بارزة، لا مفر من أن يذكر ما فعله لاعب في الفريق المنافس، ثم نسمع رأي ذلك اللاعب أيضاً. تُقدَّم جميع القصص من وجهة نظر الطرفين ولا يغفل العمل عن أي تفصيل مهم ولا يقدم أي مقابلة بلا أهمية.


MISS 3