جنى جبّور

أمسيات فنية مجانية على مدى شهر ونصف الشهر

"موسيقيات بعبدات"... جاز وموزارت وماستركلاس

10 تشرين الأول 2023

02 : 00

ملصق المهرجان

بعدما إختتمت غالبية المناطق مهرجاناتها الصيفية، تفتتح «موسيقيات بعبدات» نسختها السابعة اليوم والممتدّة على مدى شهر ونصف الشهر (من 10 تشرين الأول إلى 29 تشرين الثاني)، مع برنامج موسيقي مُختار بعناية ومُقدّم للجمهور بشكلٍ مجانيّ رغم كل الصعاب، للسماح له بالحضور والمشاركة بشكل مُتكرّر. وتحت عنوان Strings of Hope وتريات الأمل» الذي يرافق المهرجان منذ 2020، تنطلق بعد ساعات الأمسية الأولى في بعبدات على أن تتنقل الحفلات الأخرى إلى أكثر من مكان بهدف نشر الموسيقى الكلاسيكية الراقية، والسماح للمشاركين بالإستمتاع بأداء موسيقيين محترفين محليين وعالميين يجمعون بعزفهم بين موسيقى حقبة الباروك والحجرة وموسيقى القرن العشرين وموسيقى الشعوب والجاز.



تستقطب «موسيقيات بعبدات» هذا العام عدداً أكبر من الفنانين يقارب عددهم الـ45 عازفاً وعازفة، من بينهم 30 لبنانياً، ينقسمون بين محترفين من «أوركسترا حجرة بيروت» و14 طالباً وطالبة من المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار). كما يشارك في الفعاليات للمرة الأولى عازف بيانو من البرازيل وعازف ساكسوفون ومدير أوركتسرا من أميركا.

دعوة عامة مجانية

ولإسعاد عشّاق الموسيقى، تؤمّن لجنة هذا المهرجان الرائع الذي وُلدَ في بعبدات عام 2016، ولِلسنة الثانية على التوالي، نقلاً مجانياً بالحافلات من قبل شركة «نخال» من بيروت (جادة سامي الصلح) الى بعبدات ذهاباً وإياباً (لحجز الأماكن في الباصات الاتصال على: 01389389-70484640). وتقول عضو لجنة مهرجان «بعبدات» كارمن ملكي في حديثها لـ»نداء الوطن»: نصرّ على تقديم حفلات مجانية؛ فبعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد وانفجار المرفأ، عملنا جاهدين على المحافظة على مستوى لبنان الثقافي والموسيقي سامحين للجميع بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية، ومساعدة طلاب الموسيقى والمحترفين على متابعة تدريبهم في لبنان من دون مغادرته الى الخارج»، مضيفةً: «هذا التعاون الكبير بين العازفين اللبنانيين والأجانب يؤكد تقديرهم جهودنا المبذولة للإبقاء على مجانية الحفلات. وفي الوقت نفسه، نحرص دائماً على تنظيم حصصٍ تدريبية أثناء تواجد الموسيقيين الأجانب في لبنان. وعلى الأثر يقدّم 14 طالباً وطالبة من «الكونسرفتوار»، برنامجاً فنياً في 15 تشرين الثاني، نتيجة 10 أيام من التمرينات المكثّفة مع الأساتذة الألمان الذين تمّت دعوتهم الى بيروت من قبل معهد «غوته» في لبنان، ضمن برنامج Strings Of Hope Chamber Music Mentoring Program بالشراكة مع «موسيقيات بعبدات» و»المهعد الوطني العالي للموسيقى».

بارقة أمل... كلاسيكية

تتمسّك لجنة المهرجان بـ»وتريات الأمل» كعنوان ثابت من 2020 حتّى اليوم، وعن سبب ذلك، تشير ملكي الى أنّ «بعد الدمار الذي أصاب «الكونسرفتوار» عقب تفجير «4 آب»، نظّمنا أمسيات افتراضية حينها تحت هذا العنوان، بهدف جمع التبرّعات لتصليح الآلات الموسيقية المتضرّرة. وما زلنا متمسّكين بهذا العنوان، لأننا بأشدّ الحاجة الى أبسط بارقة أمل. ولا بدّ من الإشارة الى أهمية الموسيقى في «تنفّس» اللبنانيين، ولا سيّما أنّ جمهورنا بات يرافقنا من سنة الى أخرى في أمسياتنا، بكل فرح وحماسة، مظهراً تناغماً واضحاً بينه وبين الموسيقيين».



فعاليّات متنقّلة

ضمن البرنامج المقرّر لنسخة العام 2023، يُقدّم موسيقيون عالميون من النمسا وسويسرا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا والبرازيل والولايات المتحدة وبالطبع من لبنان عروضاً عدّة، وتلفت ملكي الى أنّنا «ندرس جيداً مضمون برنامج المهرجان، حريصين على عزف الموسيقيين مقطوعات كلاسيكية معروفة ومحبّبة لدى الجمهور، وأخرى أقلّ شهرةً ليكتشفها المشاركون، مشدّدةً على أنّ «كل الأمسيات تبدأ في تمام الساعة الثامنة مساءً، من دون الحاجة الى الحجز المسبق، لأن أبواب الكنائس تفتح قبل 45 دقيقة من بدء العروض، ويتمّ توزيع المقاعد على أساس «من يأتِ أولاً يخدم أولاً».

أمّا بالنسبة إلى تفاصيل البرنامج الزاخر، فتفتتح نسخة 2023 مساءً، مع أوركسترا حجرة بيروت (Beirut Chamber Orchestra) المؤلّفة من موسيقيين مرموقين، وبمشاركة عازف الساكسوفون الأميركي Javier Oviedo الذي يؤدّي باقة من المقطوعات، تحت قيادة المايسترو الفرنسي Jean-Pierre Schmitt. ويستمع الجمهور أيضاً الى مؤلفات نيكولا شعنين، المؤلف الشاب والواعد، من خلال مقطوعات بعضُها مستوحى من قصائد الشاعرة ندى سكاف، إضافةً الى روائع فيليكس مندلسون ولويس مايور وكميل سان سانس.

ويعود عازف البيانو النمساوي اللامع Aaron Pilsan، بِدعمٍ من السفارة النمساوية وبالتعاون مع «المعهد الوطني العالي للموسيقى»، لإحياء حفلتين: الأولى تتضمّن أعمالاً لمؤلفين من الحقبة الكلاسيكية والرومانسية بالإضافة الى الموسيقى المعاصرة. أمّا الثانية، فيحييها مساء الأحد 15 تشرين الأول في الكنيسة الجديدة لرعيّة بعبدات المارونية. على أنّ يؤدي أيضاً في كاتدرائية «مار الياس- القنطاري» في 18 الجاري الكتاب الثاني من الـClavier bien tempéré للمؤلف الألماني جان سيباستيان باخ.

على هامش هاتين الحفلتين، تنظّم «موسيقيات بعبدات» مع العازف النمساوي ماستركلاس لأربعة شبّان وشابات من «المعهد الوطني العالي للموسيقى».

في 24 من الشهر نفسه، وفي إطار الشراكة التي بدأت عام 2020 بين «موسيقيات بعبدات» ومعهد «غوته» في لبنان، تنظّم DSO Berlin Piano Quartet حفلة موسيقية يقدّم خلالها الرباعي الألماني أعمالاً ذائعة الصيت لمؤلفين أمثال موزارت، شوبيرت وماهلر كما للمؤلف اللبناني هتاف خوري، على أنّ يقدّموا أيضاً حفلةً أخرى مساء الجمعة 27 الجاري، ولكن مع برنامج مختلف في قلب العاصمة في كنف كنيسة «القديس جاورجيوس للسريان الكاثوليك الأثرية»(في الباشورة، مجمّع الـBeirut Digital District).

أمّا مساء الخميس 9 تشرين الثاني، فيحيي عازف البيانو البرازيلي Hercules Gomes حفلة فريدةً في بعبدات، بدعمٍ من السفارة البرازيلية في لبنان وDalloul Art Foundation، يضيء من خلالها على الثقافة الموسيقية البرازيلية وتحديداً على نوع الـChoro. وفي اليوم التالي للحفلة يقدّم العازف البرازيلي أيضاً محاضرة مخصّصة لطلاب «المعهد الوطني العالي للموسيقى» يشرح لهم من خلالها الـChoro عزفاً على آلة البيانو.

كذلك، إنّ محبّي الجاز على موعد مع حفلة مميّزة جداً مساء الثلثاء 14 تشرين الثاني في بعبدات، مع الثنائي Ernesto Aurignac (Alto Saxophone) و(Piano) Moisés P. Sánchez بدعمٍ من السفارة الإسبانية في لبنان. ويُقدّم عازف القيثارة «الهارب» الشاب السويسري ذو المسيرة المهنية الواعدة جداً Joel von Lerber برنامجاً متألقاً لأروع ما كُتب لآلة الهارب، في 22 تشرين الثاني في بعبدات أيضاً، بدعمٍ من جمعية Mon Liban d’Azur.

أما اختتام «موسيقيات بعبدات» فمع حفلة يقدّمها 4 عازفي ساكسوفون ألمان يشكّلون فرقة Arcis Saxophon Quartett مساء الأربعاء 29 تشرين الثاني، بدعم من السفارة الألمانية في لبنان، حيث يعزفون مقطوعات من موزارت، شوستاكوفيتش، غارشوين، مخصّصين الحضور بمفاجأة موسيقية في نهاية الأمسية».

وختمت ملكي حديثها شاكرةً «بلدية بعبدات ورعيّة بعبدات المارونية، وجميع الشركاء والداعمين والرعاة»، مضيفةً: «نفضت الحياة الثقافية عنها الغبار خلال السنتين المنصرمتين في لبنان، وبات الكثير من الفنانين ينظّمون الحفلات المجانية بمستوى جيّد، وهذا أمر تُرفع له القبعة... نحن في انتظاركم، لأنّ إقبالكم على أمسياتنا وردود فعلكم الإيجابية توفّينا كل أتعابنا».








MISS 3