وقّعا اتفاقاً رحّبت به واشنطن و"الأطلسي"

غني وعبدالله يتقاسمان السلطة في أفغانستان

02 : 00

غني وعبدالله خلال مراسم توقيع الاتفاق بينهما في كابول أمس (أ ف ب)

وقّع الرئيس الأفغاني أشرف غني اتفاقاً لتقاسم السلطة مع خصمه عبدالله عبدالله بالأمس، يُنهي خلافاً استمرّ لشهور وزجّ بالبلاد في أزمة سياسيّة، وينصّ على أن يقود عبدالله محادثات السلام مع متمرّدي حركة "طالبان". وأشار غني إلى "يوم تاريخي" لبلده، مؤكداً أنّه تمّ التوصّل إلى الاتفاق من دون وساطة دوليّة. وقال متحدّثاً إلى عبدالله خلال احتفال التوقيع: "في الأيّام المقبلة، آمل في أن نصل بالوحدة والتعاون إلى وقف لإطلاق النار (مع "طالبان") ثمّ سلام دائم".

من جهته، أشار عبدالله إلى أن الاتفاق ينصّ على تشكيل "إدارة جامعة أكثر، موثوق بها أكثر ولها كفاءة أكبر". وأضاف عبر حسابه على "تويتر" أن الاتفاق "يأتي في وقت صعب، إذ يجب علينا مواجهة تهديدات جدّية". وأظهرت صور نشرها قصر الرئاسة عبدالله وغني وهما جالسان جنباً إلى جنب في حفل التوقيع بحضور شخصيّات أفغانيّة بارزة، بينها الرئيس الأسبق حامد كرزاي.

كما أوضح صدّيق صدّيقي، المتحدّث باسم غني، أن "الدكتور عبدالله سيترأس اللجنة العليا للمصالحة الوطنيّة وسينضمّ أعضاء من فريقه إلى الحكومة"، فيما كشف فرايدون خاوزن، المتحدّث باسم عبدالله، أن الاتفاق يضمن حصول فريق عبدالله على 50 في المئة من المناصب في الحكومة وحكّام الولايات. وأضاف خاوزن: "مهمّته ضمان مسار للسلام وتحسين الحوكمة وحماية الحقوق واحترام القوانين والقيم". وذكر أن شخصيّات سياسيّة ووطنيّة تحظى باحترام واسع ستُشرف على تطبيق الاتفاق. وفي المواقف الدوليّة، رحّب وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو باتفاق تقاسم السلطة، وجاء في بيان للمتحدّثة باسمه مورغان أورتاغوس أن "الوزير بومبيو هنّأ الزعيمَيْن بالتوصّل إلى اتفاق على تشكيل حكومة جامعة في أفغانستان"، مضيفةً أن بومبيو أبدى أسفه لإضاعة الوقت على مدى أشهر في خلاف أغرق البلاد في أزمة سياسيّة.

وأوضحت أن بومبيو "أكد أن الأولويّة بالنسبة إلى الولايات المتحدة تبقى التسوية السياسيّة لإنهاء النزاع، كما رحّب بتعهّد الزعيمَيْن العمل فوراً على دعم البدء سريعاً بالمفاوضات الأفغانيّة - الأفغانيّة" بين الحكومة وحركة "طالبان"، في وقت رحّب الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ أيضاً باتفاق تقاسم السلطة الذي أُبرم بين الخصمَيْن السياسيَيْن في أفغانستان وحضّهما على استئناف جهودهما لتحقيق السلام.

وقال ستولتنبرغ بعد توقيع الاتفاق: "أُرحّب بالقرار الذي اتّخذه الزعيمان السياسيّان في أفغانستان لحلّ خلافاتهما والعمل معاً لتشكيل حكومة جامعة"، مضيفاً: "في خضمّ وباء "كوفيد-19" واستمرار عنف "طالبان" ضدّ إخوانهم الأفغان، من المهمّ أكثر من أي وقت مضى أن يتّحد جميع القادة الأفغان ويعملوا من أجل السلام الدائم في أفغانستان". وتابع: "على جميع الأطراف أن يغتنموا هذه الفرصة غير المسبوقة للسلام".

إذاً، بموجب الاتفاق، سيقود عبدالله محادثات سلام مستقبليّة مع "طالبان"، التي وقّعت بالفعل على اتفاق تاريخي مع واشنطن لتمهيد الطريق لانسحاب القوّات الأجنبيّة، بما في ذلك بعثة "حلف شمال الأطلسي" التدريبيّة. لكن فرص السلام غير مؤكدة، مع استمرار القتال بين "طالبان" والقوّات الأفغانيّة في الولايات المختلفة. وأنهى الحلف الأطلسي عمليّاته القتاليّة في أفغانستان نهاية العام 2014، لكنّه لا يزال ينشر 16 ألف جندي لتدريب وإرشاد ودعم القوّات المحلّية.

وكان عبدالله يشغل منصب "رئيس السلطة التنفيذيّة" بموجب اتفاق سابق لتقاسم السلطة، لكنّه خسر المنصب عقب هزيمته في الانتخابات الرئاسيّة التي فاز فيها غني، الخبير الاقتصادي السابق لدى البنك الدولي، في أيلول، وسط تهم بالتزوير. وأعلن عبدالله، طبيب العيون، نفسه رئيساً وأقام حفل تنصيب في التاسع من آذار، بينما أُعيد تنصيب غني كرئيس في اليوم ذاته.

كذلك، تنافس عبدالله وغني في انتخابات 2014 الرئاسيّة والتي أعلن كلّ منهما فوزه فيها. وفي مسعى لمنع نشوب نزاع، توسّط وزير الخارجيّة الأميركي آنذاك جون كيري بينهما للتوصّل إلى اتفاق، تمّ بموجبه تعيين عبدالله رئيساً للسلطة التنفيذيّة.


MISS 3