"الصحّة العالميّة" تحت "المجهر الدولي"!

02 : 00

بوتين خلال "اجتماع افتراضي" مع الحكومة الروسيّة أمس (أ ف ب)

توافقت الدول الأعضاء في منظّمة الصحة العالميّة بالأمس على إجراء تقييم لمدى استجابة الوكالة الأممّية لتفشّي فيروس "كورونا المستجدّ"، في ظلّ تصاعد الانتقادات الأميركيّة لكيفيّة تعاطيها مع الوباء العالمي.

وتبنّت الدول التي شاركت في الاجتماع السنوي للمنظّمة، قراراً بالإجماع يدعو إلى "استجابة مشتركة" للأزمة الوبائيّة. ودعا القرار الذي قدّمه الاتحاد الأوروبي إلى "تقييم محايد ومستقلّ وشامل" للاستجابة الدوليّة للوباء، الذي اقتربت حصيلته من ملامسة عتبة الخمسة ملايين إصابة حول العالم، بينما قضى أكثر من 223 ألف مريض.

ونصّ القرار على وجوب التحقيق في الخطوات التي قامت بها المنظّمة و"إطاراتها الزمنيّة في ما يتعلّق بوباء كوفيد-19"، في وقت أبدت الولايات المتحدة أسفها لبند في القرار يدعو إلى "الاسراع في إزالة عقبات غير مبرّرة لتوزيع سريع وعادل في العالم" للعلاجات واللقاحات.

توازياً، تواصلت "الحرب الباردة" بين واشنطن وبكين حول إدارة أزمة انتشار الفيروس القاتل، إذ وبعدما اتّهم منظّمة الصحة العالميّة بأنّها "دمية في يد الصين" التي انطلق منها الوباء في نهاية 2019، أمهلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مدّة شهر للحصول على نتائج جوهريّة مع التهديد بالإنسحاب من هذه الهيئة التي تُعتبر فيها الولايات المتحدة تقليديّاً أكبر مساهم إلى حدّ كبير. وردّت بكين باتهام ترامب بالسعي إلى "التنصّل من التزاماته" حيال المنظّمة، في حين ندّدت روسيا بـ"المحاولات الأميركيّة الهادفة إلى تقويض" المنظّمة.

في الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن كندا والولايات المتحدة توافقتا على إبقاء حدودهما المشتركة مغلقة أمام التنقّل "غير الضروري" حتّى 21 حزيران. واعتبر ترودو أنّه "قرار مهمّ من شأنه حماية الناس على جانبَيْ الحدود"، بينما قد تفتح خمس دول في أوروبا الوسطى (ألمانيا والنمسا والمجر وسلوفاكيا وتشيكيا) الحدود الفاصلة بينها منتصف حزيران.

وفي قفزة جديدة في أرقام الحصيلة الحقيقيّة للوفيات في المملكة المتحدة، كشف المكتب الوطني للاحصاءات أن الحصيلة تتجاوز الاحصاء الرسمي لتبلغ 41 ألفاً و20 من المتوفين حتّى الثامن من أيّار، في حين بلغت حصيلة وزارة الصحّة 35 ألفاً و341 وفاة، ما يجعل المملكة المتحدة البلد الثاني الأكثر تضرّراً بالوباء بعد الولايات المتحدة التي سجّلت مليون و565 ألف إصابة توفي منهم 93169 مريضاً.

وكان لافتاً بالأمس ما كشفته صحيفة "إيل باييس" الإسبانيّة عن أن الخبراء المكلّفين تقديم النصح للاتحاد الأوروبي في مجال الصحّة قلّلوا من أهمّية مخاطر فيروس "كورونا المستجدّ" خلال اجتماع عُقِدَ في 18 شباط، أي قبل فترة قصيرة من انتشار الوباء في "القارة العجوز".

أمّا في روسيا، فقد عاد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين لمزاولة مهامه بعد فترة نقاهة من ثلاثة أسابيع لإصابته بـ"كورونا"، فيما أعلنت روسيا عن تراجع بطيء في عدد الحالات الجديدة من "كوفيد-19". وتشهد بعض المناطق كالعاصمة موسكو وأيضاً جمهوريّة داغستان القوقازيّة انتشاراً كبيراً للوباء، حيث وصف مسؤولون محلّيون الوضع بأنّه "كارثة صحّية".

وبحسب الأرقام الرسميّة التي نشرت بالأمس سجّلت 9263 حالة جديدة، أي لليوم الرابع توالياً كانت الإصابات تحت عتبة الـ10 آلاف في سابقة خلال شهر أيّار. وإن كان معدّل الوفيات ضعيفاً نسبيّاً مقارنةً مع أوروبا الغربيّة والولايات المتحدة، مع 2837 وفاة من أصل نحو 300 ألف إصابة، يُشكّك كثيرون في صحّة الحصيلة الرسميّة، خصوصاً وأن مئات الوفيات وربّما الآلاف في داغستان مرتبطة بالفيروس، لكنّها لم تُسجّل في الاحصاءات الرسميّة.

وفي الشرق الأوسط، أعلن مجلس الأوقاف الإسلاميّة في القدس في بيان إعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلّين بعد عيد الفطر، عقب إغلاقه لنحو شهرَيْن بسبب تفشّي الوباء. ووفق البيان "سيتمّ الإعلان عن آليّة وإجراءات رفع التعليق عبر بيان سيصدر عن دائرة الأوقاف بالتنسيق مع مجلس الأوقاف"، في وقت أعلنت دولة الإمارات إيفاد طائرة إماراتيّة تابعة لشركة "الاتحاد للطيران" إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة محمّلة بمساعدات للفلسطينيين لمواجهة الفيروس.


MISS 3