بومبيو ينصح الفلسطينيين بإبقاء "التعاون الأمني" مع إسرائيل

عباس يضغط لحشد دعم دولي ضدّ "خطّة الضمّ"

02 : 00

ليست تصريحات عباس الأولى من نوعها فقد سبق له أن أطلق تهديدات بإنهاء التعاون الأمني مع إسرائيل من دون تنفيذها (أ ف ب)

يسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى حشد الدعم الدولي ضدّ خطّة إسرائيل ضمّ أجزاء من الضفة الغربيّة، فيما أعلن الثلثاء إنهاء التنسيق الأمني مع تل أبيب في خطوة تندرج في إطار الضغط.

وقال عباس في خطابه خلال اجتماع لقيادة "منظّمة التحرير الفلسطينيّة" في مقرّ الرئاسة بمدينة رام الله، إنّ "مخطّطات الضمّ أظهرت أن إسرائيل لم تعُد تلتزم باتفاقات السلام الموقّعة مع الفلسطينيين"، مضيفاً: "وبالتالي، أصبحت السلطة الفلسطينيّة في حِلّ من كلّ الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتَيْن الأميركيّة والإسرائيليّة"، بما في ذلك اتفاقات التنسيق الأمني مع الدولة العبريّة.

واعتبر أيضاً أنّ ضمّ أراض في الضفة الغربيّة يُقوّض فرص التوصّل للسلام. وتابع عباس: "على سلطة الاحتلال الإسرائيلي ابتداءً من الآن، أن تتحمّل كلّ المسؤوليّات والالتزامات أمام المجتمع الدولي كقوّة احتلال في أرض دولة فلسطين المحتلّة، وبكلّ ما يترتّب على ذلك من آثار وتبعات وتداعيات، استناداً إلى القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وبخاصة اتفاقيّة جنيف الرابعة لعام 1949".

كذلك، كشف السفير الفلسطيني لدى موسكو عبد الحفيظ نوفل أن عباس توجّه بطلب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أسابيع قليلة، لعقد مؤتمر دولي في موسكو حول الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مشيراً إلى أن المؤتمر يجب أن يخلق آليّة جديدة للمفاوضات من أجل "إنهاء الصراع على أساس حلّ الدولتَيْن".

وفي أوّل ردّ لمسؤول أميركي على إعلان عباس الأخير، أعرب وزير الخارجيّة مايك بومبيو عن أسفه للتهديدات الفلسطينيّة بإنهاء التنسيق الأمني إذا ضمّت إسرائيل أراضي في الضفة تماشياً مع خطّة الرئيس دونالد ترامب للشرق الأوسط. وقال بومبيو للصحافيين: "نأمل في أن تظلّ الترتيبات الأمنيّة في مكانها وأن يستمرّ العمل الذي يتمّ على الأرض هناك للحفاظ على سلامة الناس في الإسرائيليين والفلسطينيين".

وشدّد بومبيو على ضرورة عودة الطرفَيْن للجلوس مع بعضهما البعض وفق الرؤية التي قدّمها ترامب، والتي "ستؤدّي إلى حياة أفضل للشعب الفلسطيني". كما شنّ بومبيو هجوماً حاداً على المرشد الإيراني علي خامنئي، معرباً عن إدانة الإدارة الأميركيّة لتصريحات الأخير التي وصف فيها إسرائيل بأنّها "دولة إرهابيّة". واعتبر أن تصريحات خامنئي "معادية للسامية" و"مثيرة للاشمئزاز" و"تُمثّل خطاب الكراهية".

توازياً، حضّ المنسّق الخاص للأمم المتحدة لعمليّة السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، إسرائيل، على "التراجع عن تهديداتها بضمّ" أجزاء من الضفة الغربيّة، والقادة الفلسطينيين على "العودة إلى المحادثات مع كافة أعضاء اللجنة الرباعيّة حول الشرق الأوسط"، والتي تضمّ الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وقال ملادينوف خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: "أدعو زملائي في اللجنة الرباعيّة إلى العمل مع الأمم المتحدة والتوصّل سريعاً إلى اقتراح يسمح للجنة بلعب دورها كوسيط، والعمل بصورة مشتركة مع دول المنطقة للتقدّم في تحقيق السلام". وحذّر من أن "ضمّ أجزاء من الضفة الغربيّة يُمثّل خرقاً خطراً للقانون الدولي ويُسدّد ضربة قاضية لحلّ الدولتَيْن"، مضيفاً أن ذلك "يُغلق الباب أمام استئناف المفاوضات ويُقوّض الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام الإقليمي وجهودنا الأوسع في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليَيْن".

من جهتها، أشارت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إلى أن أي حلّ لا يُمكن أن يمرّ إلّا بوجود الطرفَيْن على طاولة مفاوضات واحدة. وقالت: "ما نحتاج إليه الآن، إذا كنّا نأمل في تحقيق خطوة في الاتجاه الصحيح، هو أن يجلس الطرفان الى طاولة واحدة"، مؤكدةً أن "هذا المجلس لا يُمكن له أن يُملي كيفيّة إنهاء النزاع. لا يُمكننا سوى أن نُشجّع الطرفَيْن على أن يجلسا معاً إذا أرادا تحقيق تقدّم". وحضّت كرافت الفلسطينيين من جديد على استغلال فرصة "خطّة السلام".

وفي إعلان مشترك، أعادت فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإستونيا التأكيد أنّها "لا تعترف بأي تغيير في حدود العام 1967، إلّا إذا كان أمراً يُقرّره الإسرائيليّون والفلسطينيّون". وأضافت تلك الدول: "نحضّ إسرائيل بشدّة على الامتناع عن اتخاذ أي قرار أحادي الجانب يقود إلى ضمّ أراض فلسطينيّة محتلّة ويكون بذلك متعارضاً مع القانون الدولي"، مؤكدةً تأييدها لحلّ الدولتَيْن، في حين قال وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجيّة في الجمعيّة الوطنيّة الفرنسيّة: "ضمّ أجزاء من الضفة الغربيّة من قبل إسرائيل سيُعتبر انتهاكاً خطراً بالنسبة إلينا"، لافتاً إلى أن باريس تعمل مع شركائها الأوروبّيين على تحديد ردّ مشترك على هذه الخطوة في حال اتخاذها.

على صعيد آخر، رفضت محكمة إسرائيليّة طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إعفاءه من المثول أمام المحكمة التي ستبدأ محاكمته بتهم فساد الأحد المقبل. وأشار قرار المحكمة المركزيّة في شارع "صلاح الدين" في القدس الشرقيّة، حيث سيتمّ عقد الجلسة الأولى في 24 أيّار، إلى فقرة في القانون الجنائي الإسرائيلي تنصّ على أنّه "لا يجوز محاكمة شخص بتهم جنائيّة إلّا بحضوره".

في الغضون، أقامت إسرائيل تأبيناً في مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب للسفير الصيني لديها دوي وي، الذي توفي صباح الأحد، قبل تسليم جثمانه إلى السلطات الصينيّة. وحمل جنود من الشرطة العسكريّة الإسرائيليّة، يرتدون زيّهم العسكري الزيتي وقبّعات بيضاء وكمّامات واقية، النعش الخشبي المغطّى بالعلم الصيني الأحمر والأصفر، فيما وُضِعَ نعش السفير على مذبح أسود تُحيط به أكاليل زهور بيضاء قبل أن يجرى نقله إلى الصين.


MISS 3