فئة قليلة من اللبنانيين على علم وخبر بوجود كيان سياسي اسمه "الحزب الديموقراطي المسيحي" النشِط في منظومة الأحزاب الديموقراطية المسيحية في العالم عبر رئيسه النائب نعمة الله فارس ابي نصر. "التيار الوطني" المسيحي لا يُدعى إلى مؤتمرات المنظومة. "حزب القوات اللبنانية" لا يُدعى. أبي نصر يُدعى وله مقعد ثابت مثل أنجيلا ميركل زعيمة الإتحاد الديموقراطي المسيحي الألماني. تجنّ أنجيلا بنعمة الله وتسأل عنه دائماً. تسأل العافية عنها.
وإذا كان للمسيحيين "منظوماتهم "، وللأحزاب الشيوعية "أطرها" الدولية أما حان الوقت لكي تأتلف "أحزاب الله" ـ في منظومة دولية للمساهمة في تبادل الخبرات وتعزيز مناخات الديموقراطية والحريات العامة ومحاربة الفساد في بلدان العالم الثالث؟
وتعتبر طهران أم أحزاب الله فـ "حزب الله اللبناني" وُلد في العاصمة الإيرانية العام 1982 بعد ثلاثة أعوام من ولادة شقيقه "حزب الله التركي"، وفي سجل إنجازات الحزب التركي اغتيال رموز إسلامية مخالفة لرأيه مثل عز الدين يلديريم كما صفّى "الحزب" جناحاً منشقاً عنه. "حزب الله التركي" قيمة مضافة على المنظومة. اما حركة "أنصار حزب الله" الإيرانية فنشأت العام 1995 ومعظم كوادرها من الباسيج.
"حزب الله الحجاز" من الأحزاب الإلهية التي تحظى بتقدير كبير ضمن مجموعة البريكس وفي رقبة الحزب السُعودي ـ وله أمينه العام وسراياه ـ 19 قتيلاً أميركياً و372 جريحاً من جنسيات متعددة (80% منهم أمريكيون) في تفجيرات الخبر العام 1996. وفي تسعينات القرن الماضي إكتشفت السلطات الأمنية البحرينية وجود حزب الله ـ البحرين. ولم تقبل الحكومات البحرينية المتعاقبة منذ ذلك التاريخ بإدراج ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة في بياناتها الوزارية.
وفي شباط من العام 2012 كشف حاكم ولاية القضارف في شرق السودان كرم الله عباس عن اتجاه فى أروقة حزب المؤتمر الوطني الحاكم لتغيير اسمه الى "حزب الله" تأكيداً على تمسك الحزب بالشريعة الاسلامية. كرم الله من عيار دان همرشولد.
في اليمن صنعت حركة "أنصار الله" إنتصارات رائعة ومروعة في العراق لـ"حزب الله" حضور طيّب. لا بل طيّب جداً. وسيدخل المنظومة من دون أدنى شك.
ونحن كلبنانيين علمانيين فخورون أن الأمين العام لـ"حزب الله الباكستاني"، سيد هادي نقوي، أعلن قبل أعوام: "منذ البداية كانت لدينا جماعة تطلق على نفسها (لبيك يا حسين) تهدف إلى الدفاع عن الشيعة في باكستان، لكننا بعد عمليات نوعية ضد الإرهابيين، تمكنا بدعم الإخوة في حزب الله اللبناني من تشكيل فرع جديد في باكستان".
ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يمد بأعمارنا إلى ما بعد بعد الكورونا، إلى زمن نشهد فيه انعقاد المؤتمر الأول لمنظومة أحزاب الله حول العالم في "قصر المؤتمرات" ـ ضبيه برعاية الرئيس لحود شخصياً!
