أسامة القادري

إقفال "كسّارة فتوش" بالشمع الأحمر... ماذا عن معمل "الموت"؟

27 تموز 2019

08 : 00

بمؤازرة قوة من الجيش اللبناني و"فهود" و"معلومات" قوى الأمن الداخلي وأمن دولة وشرطة قضائية، تم تنفيذ قرار اغلاق كسارات "فتوش إخوان"

في ضهر البيدر خراج بلدة عين داره، بالشمع الأحمر بناء على اشارة مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، لعدم حيازة الكسارة على ترخيص قانوني

من المجلس الوطني للمقالع والكسارات.

تأتي هذه الخطوة استكمالاً لملف توقيف جميع الكسارات والمقالع المخالفة بناءً على قرار وزير البيئة فادي جريصاتي بعد جولته الشهر الفائت على

جميع المناطق التي تقام فيها الكسارات.

أتت عملية الإقفال في وقت يشتد فيه النزاع بين بيار فتوش صاحبه وبين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، حول موضوع معمل اسَمنت

ارز الشوف المزمع انشاؤه حيث توسّعت دائرة التجاذبات بينهما حتى طالت "حزب الله" ما استدعى من الامين العام للحزب حسن نصرالله أن يخصص

مساحة واسعة في كلمته الأخيرة للحديث عن معمل الاسمنت. ما فتح شهية بيار فتوش لأن يعقد مؤتمرات صحافية ومقابلات في برامج مباشرة

ويعلن التزامه بخط "حزب الله" وصداقته مع النظام السوري، قافزاً فوق اعتراضات أهالي بلدتي عين دارة وقب الياس وهواجسهم من أن يتم استهداف

حياتهم بمعمل يصفونه بـ"الموت"، لعدم ثقتهم أن فتوش سيستوفي الشروط البيئية بعد تشغيله، كما حصل في موضوع الكسارات.

واعتبر مصدر في "الحزب الاشتراكي" أن إقفال الكسارة "دليل على عدم التزام فتوش بالقوانين واستهدافه للبيئة، وعدم مراعاته للشروط الاستصلاحية

للاراضي التي تم قضمها، عدا عن مخالفاته في قضم حقوق العمال الذين تم صرفهم تعسفياً منذ فترة لا تزيد عن سنة، والذين لم يعمل على تنسيبهم

للضمان الاجتماعي أو تأمينهم، فتم صرفهم من دون أن يعطيهم حقوقهم المتوجبة عليه، ومن دون أن يراعي أن هؤلاء العمال هدروا أكثر من 15

عاماً في العمل لديه، كل ذلك يؤكد أن فتوش لم ولن يستوفي الشروط ولن يراعي النظم والقوانين لا أثناء عمل الكسارة ولا خلال إعطائه الإذن بفتح

المعمل".

وتابع المصدر "الاشتراكي" أن "خطيئة الدولة اللبنانية هي أن تعطي لفتوش الترخيص لمعمل بالشراكة مع ماهر الأسد و"حزب الله"، وما تحدث به السيد

نصرالله دليل واضح "ان فتوش شريك "الحزب" والنظام السوري وتتم حماية المعمل بقانون العصابة"، وجزم المصدر ان معمل الاسمنت لن يمر مهما

كلف الأمر.

خطوة اغلاق كسارة بيار فتوش وإخوانه بالشمع الأحمر بناء لإشارة القضاء المختص جاءت تنفيذاً لردع مخالفة قانونية واضحة، وبالتالي تبقى كسارة

جهاد العرب المقرب من رئيس الحكومة سعد الحريري الوحيدة المرخصة التي أجيز لها العمل في ضهر البيدر بعدما تم إقفال 13 كسارة في مراحل

متفاوتة في المنطقة، مرخصة وغير مرخصة.


وأكدت مصادر لـ"نداء الوطن" أن "كسارة فتوش تبين أنها مخالفة ولم تستوف الشروط القانونية طيلة المدة الفائتة لأن أحد شروط عمل الكسارات

والمقالع استصلاح الأراضي وهذا لم يحصل على الاطلاق، حيث تبين بعد عملية الكشف التي قام بها وزير البيئة وفريق الوزارة الى منطقة عين دارة، أن

كسارة فتوش مخالفة".

ولفتت مصادر متابعة الى أن "إقفال كسارة فتوش يحمل دلالات كبيرة، ومتغيرات في ملف معمل اسمنت أرز الشوف المزمع انشاؤه".

وما أثار بلبلة بين أصحاب الكسارات في منطقة ضهر البيدر إبقاء كسارة العرب تعمل، ما حدا بعمال وأصحاب الكسارات للمطالبة بإغلاقها أسوة بهم،

فرضخ "العرب" وطلب من عماله التوقف عن العمل.

كما عملت العناصر العسكرية والأمنية على اقفال البيوت الجاهزة التي استقدمت من قبل بلدية عين دارة وفتوش، وتم إخلاؤها من الحراس الذين تم

استقدامهم.

هذا الاقفال يطرح العديد من الأسئلة عن آلية عمل الكسارة ومخالفتها القانون، وعن كيفية ربح الدعوى المقامة من فتوش لدى مجلس الشورى على

الدولة اللبنانية التي غُرّمت بنحو ربع مليار دولار لمصلحة فتوش إخوان.