مقابلة

المصوّر سالغادو يسافر الى الذات ويخشى "إبادة" شعوب الأمازون

02 : 00

يخشى المصور الفرنسي من أصل برازيلي سيباستياو سالغادو (76 عاماً) الذي أمضى حياته في التقاط صور لأفقر الفقراء وبيئتهم المتهالكة، أن تتعرض شعوب الأمازون "لإبادة" بسبب غياب الرعاية الصحية في ظل عهد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو. كما يتحدّث عن رحلة العودة الى الذات في ظلّ الحجر المنزلي جرّاء انتشار فيروس "كورونا" المستجد.

لماذا أطلقت حملة من أجل شعوب السكان الأصليين في غابات الأمازون وكيف جمعَت أكثر من 261 ألف توقيع؟

مع غزو أراضيهم على يد المنقبين عن الذهب ومستكشفي الغابات وأتباع مذاهب دينية مختلفة والمزارعين، ثمة خطر كبير لنقل عدوى فيروس كورونا المستجد للهنود الذين لم يطوروا أجساماً مضادة.

نواجه حقاً خطر كارثة هائلة. أنا أسمّي ما يحصل بأنه إبادة من خلال القضاء على إتنية وثقافتها. أظن أن حكومة بولسونارو تسير في هذا المنحى، لأن موقفها هو ضد السكان الأصليين بالكامل.

كيف تتعايشون مع الوضع المتردي في البرازيل بسبب كورونا؟

يعيش البرازيليون اياماً سيّئة وصعبة جداً. هنا في فرنسا يتذمّر الناس قليلاً، لكنّ الحكومة الفرنسية تملك إرادة طيبة قوية لمساعدة شعبها. ثمة اتحاد والجميع يشارك بالطريقة عينها. فيما تشهد البرازيل تبايناً كبيراً في المواقف: أكثرية حكام الولايات ورؤساء بلديات المدن الكبرى يطالبون بتدابير الحجر فيما بولسونارو يعارضها. نفتقر للبنية التحتية الموجودة في فرنسا، وهذا الموضوع هو بمثابة موت معلن لجزء كبير من السكان. ليست لدينا موارد للمساعدة في ظل المسافات الهائلة والموارد الضئيلة خصوصاً إن اخترق الفيروس سكان الغابات، لأنهم سيُترَكون بدون اي رعاية صحيّة في مساحة توازي ثمانية أضعاف مساحة فرنسا".





ما هو نشاطكم المفضل خلال فترة الحجر؟


"لقد شكل ذلك مرحلة تعلم، لا نعلم كيف سيكون مستقبلنا. لكن كان الأمر رائعاً على صعيد حياتنا الشخصية: فقد أتيحت أمامنا فرصة العيش بصورة وثيقة مع ابننا المصاب بمتلازمة داون. كذلك، تمكنّا من زيارة المتنزه وبتنا نعرف غابة فنسان جيداً، إنها غابة رائعة. كما حضّرت عملاً موسعاً بشأن الأمازون من المتوقع نشره العام المقبل".


ما الدرس الذي يمكن استخلاصه من هذا الوباء؟


"شعرنا بلذة كبيرة في العودة إلى الذات في هذه اللحظات شبه الصامتة، وتمكّنا من التعمق في الأمور. أنا أحب السفر كثيراً، وقد قمت برحلة كبيرة في داخلي. وبالرغم من ولعي في رياضة كرة القدم، بتّ أرى أن هذه الفرق وكل هؤلاء اللاعبين الذين كانوا مهمين جدًا لي باتوا بلا أهمية في نهاية المطاف".


ما هي الحلول لعالم ما بعد الوباء؟


"هذا الفيروس ناتج أيضاً عن تدمير البيئة والكوكب. لقد أصبحنا أشبه بغرباء: عند العيش في باريس لا نعيش في فرنسا، وعند العيش في ريو لا نعيش في البرازيل، وعند العيش في بكين لا نعيش في الصين. ندمّر كل شيء ليطيب لنا العيش في مدينتنا.

ثمة أمور كثيرة يجب فعلها. يجب ضمان أن يتم تخصيص جزء كبير من إجمالي الناتج المحلي العالمي لإعادة تأهيله".


MISS 3