الذكاء الإصطناعي يكتشف "سوبرنوفا" من دون مساعدة البشر

02 : 00

قام الذكاء الاصطناعي للمرة الاولى بالبحث عن ظاهرة السوبرنوفا (المستعر الاعظم) فرصدها، وأكد وجودها، وصنّفها، وأعلن عن اكتشافها من دون أي تدخّل بشري.



طوّر فريق دولي من العلماء أداة جديدة عاملة بالذكاء الاصطناعي اسمها «روبوت المسح العابر الساطع» (BTSbot)، عبر استعمال أكثر من 1.4 مليون صورة من 1600 مصدر لتدريب أنظمة قائمة على التعلم الآلي.

تذكر جامعة «نورث وسترن» أن النظام الجديد يسمح بأتمتة عملية اكتشاف انفجارات النجوم بالكامل، ما يعني التخلص من الأخطاء البشرية وتسريع العملية بدرجة فائقة.

يقول عالِم الفلك آدم ميلر من جامعة «نورث وسترن»، وهو من أبرز المشاركين في تطوير الروبوت الجديد: «تسمح إزالة البشر من هذه العملية بمنح الباحثين وقتاً إضافياً لتحليل ملاحظاتهم وتطوير فرضيات جديدة لتفسير أصل الانفجارات الكونية.

رصد روبوت BTSbot السوبرنوفا الجديدة (SN2023tyk) في بيانات من «مرفق زويكي العابر»، كاميرا آلية في كاليفورنيا تُستعمل لمسح السماء الشمالية كل يومين.

لتقييم إيقاع العملية، صوّرت الكاميرا الانفجار الكوني في السماء في ليلة 3 تشرين الأول، فرصد روبوت BTSbot السوبرنوفا في بيانات الكاميرا في 5 تشرين الأول. عند التواصل مع أدوات آلية أخرى، تمكن روبوت BTSbot من تأكيد الاكتشاف ووضع الحدث في خانة النوع الأول «أ» من السوبرنوفا، ثم نُشرت النتائج علناً في 7 تشرين الأول.

يقول عالِم الفلك كريستوفر فريملينغ من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: «ينشط مرفق زويكي العابر منذ ست سنوات، وقد خصصنا خلال هذه الفترة أكثر من ألفَي ساعة ونحن ندقق بصرياً بالظواهر المحتملة ونُحدد تلك التي تستحق المراقبة عبر التحليل الطيفي. من خلال إضافة BTSbot إلى عملنا، لن نضطر لتخصيص وقت إضافي للتدقيق بتلك الظواهر المحتملة».

تكون ظواهر السوبرنوفا ساطعة وحيوية، لكنها ليست شائعة جداً ولا يسهل رصدها. ترتكز تقنيات الكشف التقليدية على قدرة علماء الفلك على التدقيق بصرياً بكميات كبيرة من البيانات المأخوذة من تلسكوبات آلية لا تكف عن مسح السماء ليلاً بحثاً عن مصادر جديدة للضوء.

يوضح ميلر: «تقدّم البرمجيات المؤتمتة قائمة من الانفجارات المحتملة للبشر الذين يخصصون وقتهم للتأكد منها وتدوين ملاحظات طيفية. لا يمكننا أن نتأكد من وجود ظاهرة السوبرنوفا إلا عبر جمع طيفها، أي ضوء المصدر المتفرّق، فهو يكشف العناصر الموجودة في الانفجار».

تتطلب هذه العملية وقتاً طويلاً، ويقال إن علماء الفلك لم يكتشفوا إلا جزءاً بسيطاً من جميع ظواهر السوبرنوفا الحاصلة في الكون.

طلب روبوت BTSbot تلقائياً من أداة أخرى اسمها «آلة توزيع الطاقة الطيفية» أن تدوّن ملاحظات مفصّلة عن السوبرنوفا المحتملة لجمع طيفها. بعد الحصول على ذلك الطيف، ترسله «آلة توزيع الطاقة الطيفية» إلى نظام التصنيف الطيفي SNIascore (طوّره فريملينغ) في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا لتصنيف السوبرنوفا. يُعتبر النوع الأول «أ» من السوبرنوفا بالغ الأهمية بالنسبة إلى علماء الفلك، إذ يمكن استعماله لقياس نطاق توسّع الكون.

يقول عالِم الفلك نبيل رحمة الله من جامعة «نورث وسترن»: «كان أداء المحاكاة ممتازاً، لكن لا يمكن أن نعرف طريقة نقله إلى العالم الحقيقي قبل خوض هذه التجربة. حين صدرت الملاحظات من «آلة توزيع الطاقة الطيفية» ثم نُشِر التصنيف المؤتمت من نظام SNIascore، شعرنا براحة فائقة».

يمكن اكتشاف عدد كبير من ظواهر السوبرنوفا الجديدة عبر مسح السماء ليلاً بحثاً عن أجسام جديدة بطرق أكثر فاعلية. قد يسمح روبوت BTSbot لعلماء الفلك بالتركيز على تفسير البيانات وطرح أفكار قيّمة حول تطور النجوم والمجرات.

في النهاية، يقول رحمة الله: «بعد التأكد من حُسن مسار هذه العملية كلها، لن يبقى لنا ما نفعله. سنذهب للنوم ليلاً ونراقب في الصباح روبوت BTSbot وأنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى وهي تقوم بعملها».


MISS 3