يموت اكثر من الف شخص يومياً بسبب الربو الذي يعيق المسالك الهوائية ويمنع وصول كمية كافية من الاوكسيجين الى المكان الذي يحتاج اليه.
بالاضاقة الى تضيّق القنوات الموصولة بالرئتين بسبب نوبات الربو، تتفاقم المشكلة طوال اسابيع او اشهر متواصلة احياناً نتيجة التهاب بطانة المسالك الهوائية وزيادة الافرازات المخاطية، فيصبح المريض اكثر عرضة لنوبات متلاحقة.
إستنتج العلماء للمرة الأولى الآن أن الانقباض الميكانيكي للمسالك الهوائية خلال نوبات الربو يزيد عدد الخلايا في البطانة بدرجة مفرطة. تتدفق تلك الخلايا تحت الضغط وتموت، ثم تطلق التهابات وإفرازات مخاطية وتُسبب أضراراً في حواجز المسالك الهوائية.
تقول عالِمة الأحياء الخلوية، جودي روزنبلات، من جامعة «كينغز كوليدج لندن»: «من دون هذا الحاجز، يصبح مرضى الربو أكثر عرضة بكثير لالتهابات طويلة الأمد، وإصابات تُسبب نوبات إضافية، وجروح لا تُشفى بسهولة. من خلال فهم تلك الآلية الأساسية، أصبحنا أكثر قدرة اليوم على تجنب هذه الأحداث كلها. هذا الاكتشاف هو تتويج لجهود مكثفة استمرت لأكثر من عشر سنوات».
يقترح العلماء استعمال عنصر واعد لمنع تدفق فائض الخلايا في بطانة المسالك الهوائية لدى الفئران. تُسمى هذه العملية «قذف الخلايا الظهارية». لم تخضع سلامة العلاج للاختبارات على البشر بعد، لكن تظن روزنبلات وزملاؤها من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وإسبانيا، أن هذا الخيار قد يُمهّد لظهور مقاربة جديدة بالكامل لمنع نوبات الربو بدل الاكتفاء بمعالجة الالتهابات.
كانت روزنبلات وفريق بحثي آخر قد اكتشفوا في دراسة سابقة أن عنصر الغادولينيوم يعيق قذف الخلايا الظهارية لدى الفئران بعد بدء تضيّق القصبات الهوائية. يبدو أنه يسمح لبطانة المسالك الهوائية بإعادة الالتصاق بالعضلة الملساء المحيطة بها.
لكن حتى لو اتضح أن عنصر الغادولينيوم آمن لمعالجة البشر، قد لا يتمكن العلماء قريباً من تطوير علاجات مماثلة لاستهداف مسار قذف الخلايا الظهارية وتجنب الأعراض. لكن قد يُمهّد هذا الاستنتاج لاستكشاف علاجات جديدة محتملة أصبح مرضى الربو بأمسّ الحاجة إليها بدل التركيز على الالتهابات بكل بساطة. يفترض العلماء أن آلية مشابهة قد تُسبب حالات التهابية تترافق مع شكلٍ من الانقباض، بما في ذلك متلازمة القولون العصبي ومرض التهاب الأمعاء. قد يسمح اكتشاف اللغز المحيط بهذه الحالات بابتكار علاجات فاعلة.