أحمد عياش

نصرالله كي يلتقي باسيل

26 تشرين الأول 2023

02 : 00

لم يعد الطريق بين ميرنا الشالوحي والضاحية الجنوبية سالكاً. وهذا ما يُفسّر أنّ الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله منح رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل فرصة التواصل بينهما عن «طريق آمن» وليس من خلال اللقاء المباشر. لكن بدا أنّ تعذّر فوز باسيل بلقاء «السيد» وراءه أسباب تتعلّق بباسيل، وليس بزعيم «الحزب». والدليل ظهر أمس بالإعلان الصادر عن «الحزب» وفيه أنّ نصرالله، استقبل الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الشيخ صالح العاروري.

وأعطت الصورة التي رافقت نبأ لقاء نصرالله مع قيادييّ «الجهاد» و»حماس» أنّ «السيد» في حالٍ تتيح له ممارسة نشاطه، بما في ذلك لقاء باسيل، إذا شاء ذلك. فهل هناك من أسباب حالت دون لقاء حليفه وصهر حليفه؟

من المؤكد، أنّ باسيل كان سيسعد لو أنّه ظهر في صورة مع نصرالله، كتلك الصورة التي جمعت الأخير بنخالة والعاروري. الا أنّ وقت الأمين العام بات محصوراً بالكامل بقضية غزة التي تحوّلت إلى حرب هناك وإلى اشتباك في منتهى الخطورة على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل. وهذا ما يفسّر الرسالة الخطيّة التي وجهها نصرالله امس ودعا فيها المعنيين والوحدات والمؤسسات الإعلامية في «الحزب»، إلى اعتماد تسمية «الشهداء على طريق القدس» للشهداء الذين ارتقوا منذ 7 تشرين الأول الحالي. ولم يعد خافياً أنّ عشرات من عناصر «الحزب» الذين سقطوا على الحدود الجنوبية منذ «طوفان الأقصى»، يمثلون بداية مرحلة جديدة لا سابق لها.

بالعودة إلى باسيل، الذي نال فرصة «الاتصال الآمن» مع نصرالله. بحسب معلومات «نداء الوطن» من أوساط مرجع سياسي أنّ رئيس «التيار» جاءه بعنوانَين هما: «تحصين» لبنان في الظروف الراهنة، والانتخابات الرئاسية. وعندما تطرق البحث في اللقاء إلى أحوال المؤسسة العسكرية، أعرب باسيل عن رفض مطلق لفكرة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. أمّا في ما يتعلق بملء منصب رئيس الأركان الشاغر، فلم يمانع باسيل في حصول تعيين ضابط لهذا المنصب ينتمي إلى الدورة التي تمت أيام كان الجنرال ميشال عون رئيسا للحكومة العسكرية بدءاً من العام 1988. وبدا موقف باسيل في اللقاء مع المرجع، امتداداً لموقفه السابق الرافض لانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية.

أمّا زيارة باسيل لغريمه الرئاسي رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية، فهي تنطلق أيضاً من موقف مسبق معترض على انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية.

ما بات واضحاً أنّ باسيل ليس على تماهٍ مع «حزب الله» في أمرَين مهميّن في نظر نصرالله وهما: أن يجاهر «التيار» بتأييد موقف «الحزب» وأفعاله في ما يتعلق باشتباكات الجنوب، والذهاب إلى تبني ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية.

من يتابع ملف العلاقات بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك يدرك أنّ باسيل في موقع آخر مما يريده «الحزب» جنوباً ورئاسياً. وحتى يغيّر «التيار» موقفه سيكون الحد الأقصى الذي سيحصل عليه باسيل «الاتصال عن طريق آمن». ولذلك سيبقى باسيل خارج الصورة مع نصرالله.


MISS 3