حميّة جال في المطار: الإجراءات المطلوبة فيه وُضِعت على سكّة التّنفيذ وهو مستمرٌّ بأداء دوره

21 : 09

عقد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة مؤتمراً صحافياً، بعد ظهر اليوم الخميس، في مطار رفيق الحريري الدوليّ – بيروت تناول فيه "خلاصةَ الإجراءات والتّدابير المطلوبة لحسن انتظام سير العمل وسلامة الطّيران المدنيّ في المطار"، وقال: "إن المطار هو نافذة لبنان على العالم، وهو لم يكن يوما بالنسبة إلينا إلا مرفقا حيويا يأتي في طليعة المرافق اللبنانية. ولأجل ذلك، كان إصرارنا، وما زال جازما، بألا نبقيه ليس فقط مرفقا مراعيا للمعايير العالمية المعتمدة، إنما أيضا مرفق يليق بموقع لبنان الجغرافي ويؤدي دوره الذي يستحق".


أضاف: "منذ نحو الـ3 إلى 4 أشهر تقريباً، بقي المطار حديثاً لبعض الإعلام الغربي والمحلي على حد سواء، وخصوصا في ما يتعلق بحسن انتظام العمل فيه وسلامة الطيران المدنيّ في أجوائه. ولأجل ذلك، نحن هنا اليوم للحديث، بشكلٍ مُفصَّل، عن كلّ الإجراءات التي اتخذناها وهي مطلوبةٌ لتأمين سَير انتظام العمل فيه وسلامة الطَّيران على حد سواء".


وأشار إلى أنَّ "هذا الموضوع القديم - الجديد، عمره لا يُقاس بعامٍ أو عامَين وثلاثة أعوام، فهذه الإجراءات كانت مطلوبةً منذ عشرات السنوات".


وقال: "ومن أجل أن نتمكن من القيام بها، كان لا بد لنا من التوجه إلى مجلس الوزراء لكي يصار إلى إقرارها، وهذا ما جرى بالفعل. وبناء عليه، فإنّ هذه الإجراءات المقرة ستكون كفيلةً بسَدّ نسبةٍ من الثغرات من 70 و80 %".


أضاف: "لم تأتِ هذه الإجراءات المشار إليها من فراغ، إنما كانت مستندة على تقريرٍ شامل وكامل، أعددناه في الوزارة، وأعطانا صورة تفصيليّة عن وضعية المطار، من التوصيف القانونيّ إلى توزيع الصّلاحيات والمديريّة العامة للطيران المدنيّ وجهاز أمن المطار وغير ذلك، ثمّ نُرسل إلى مجلس الوزراء خلاصةَ هذا التقرير الّذي يتضمن 13 بنداً، فهذا الأمرُ لم يحصل منذ تاريخ تأسيس المطار".


وتحدَّث عن "ضرورة أن يكون الشعب والإعلام اللبنانيّ والأجنبيّ وجميع المعنيين في قطاع الطيران في العالم بصورةِ ما قُمنا ونقوم به"، وقال: "بالنسبة إلى إدارة الأجواء والتحكّم فيها، يتطلّب هذا الأمر راداراتٍ بعينها. لقد أصبحت هذه المسألة في عهدة المديريّة العامّة للطيران المدنيّ، إذ تمَّ رصدُ التمويل اللازم لها، المقدَّر بملايين الدولارات مع منظَّمة الطيران المدني الدولي".


أضاف: "نحن الآن في انتظار أن تُعلن المنظمة دفترَ شروطٍ، وستطلق المناقصة قريباً. وبهذه الطريقة، نضمنُ أن تكون رادارات المطار من الأحدث في العالم".


وتطرق إلى "صيانة آلات التفتيش التي تتعلق بالركاب أو البضائع على كلّ مداخل المطار"، وقال: "اتخذ مجلس الوزراء قراراً بالموافقة للمديريّة العامّة للطيران المدني بإجراء عقود صيانةٍ لتلك الآلات. كما أمّنّا التمويل اللازم لها".


ثمّ تحدث عن ملف المراقبين الجويّين المراد تدريبهم، وقال: "الجميعُ يعلم أنَّ الشغور في هذا القطاع ليس وليد اليوم، إنما حاصلٌ منذ عام 2010. وبناءً عليه، اتخذنا إجراءاتٍ، ولم نقف مكتوفي الأيدي حيالَ هذه القضيّة الحيويّة. لقد عملنا في مجلس الوزراء على إقرارِ مرسومٍ لتعيين 25 مراقباً جوياً جديداً لملء الشغور الحاصل، فضلاً عن موضوع التدريب الضروريّ في هذا القطاع".


أضاف: "اتخذ مجلس الوزراء قراراً بالإجازة لوزارة الأشغال العامة والنقل بالتعاقد مع معهد تدريب متخصص كي ينال هؤلاء المتدربون أعلى الشهادات المطلوبة والموجودة في مختلف أنحاء العالم، وهذا الأمر يُؤهلنا لأن يُصبح لدينا اكتفاءٌ على صعيد المراقبين الجويّين الموجودين والمدربين المجازين، كي يقوموا بدورِهم المطلوب في إدارة الملاحة الجويّة في المطار والأجواء اللبنانية".


أضاف: إنّنا - وبإجازةٍ من مجلس الوزراء - الّذي سمح للوزارة بالتعاقد مع الجيش اللبناني - قيادة القوات الجوية، والاستعانة بها من خلال 15 ضابطاً يتمتعون بالمؤهلات الكافية ليكونوا مراقبين مساعدين في قسم الملاحة الجويّة، ويُواكبوا مع زملائهم ممّن تدربهم إدارة الطيران المدنيّ، بحيث يُصبح لدينا العدد الكافي منهم".


واشار حميّة إلى "التّواصل مع بعض الدول الصّديقة لوضع الاجراءات المذكورة على السكة الصحيحة"، وقال: "المسألة مسألةُ وقتٍ لا أكثر، وبناءً عليه تواصلت المديريّة العامّة للطيران المدني مع 15 شركة تدريب متخصصة ووفقاً للأصول القانونيّة، وهي بانتظار الأجوبة منها ليُصار بعدها إلى تحديد مكان التّدريب إن كان في المطار أو خارجه".


وأعلن أنّ "العمل جار على إقامة مركز تدريب للمراقبين الجويين في شركة طيران الشرق الأوسط يكونُ ذا خبرة، يتمتّع بالإمكانات المطلوبة، ومركزاً إقليمياً متخصصاً في هذا المجال".


أما في ما يتعلق بحركة الاتصال بين المطار والمطارات الأخرى، فقال: "شركة THALES كانت ركبت هذه الشبكة منذ أكثر من 20 عاماً (1998) بحيثُ كانت صيانتها تتمّ بشكلٍ مستمر، ولكن مع مرور الزمن أصبحت الحاجة ملحّة لتحديثها، وبناءً عليه، فقد تمّت الإجازة للوزارة عبر مجلس الإنماء والإعمار القيام بتحديث نظام الاتّصال المذكور".


اضاف: "في ما خصّ اللجان، من ضمن التّقارير التي وردت في الإعلام حول هذا الموضوع، كان هناك خلطٌ بين الأعمال التشريعيّة والتشغيليّة في المطار، علماً أنّ ليس للمديرية العامّة للطيران المدني أي مسؤولية في هذا الموضوع، بل مردّه إلى قانونٍ كان أُقِرَّ في العام 2002 يقضي الفصل بين المشغل والمشرع في المطار انما لم يتمّ تطبيقه. من هنا لجأت الوزارة إلى إقرار لجنتَين مُختصَّتَين عبر مجلس الوزراء مُدعَّمتَين بخبراء من المنظمة الدوليّة للطيران المدنيّ للقيام بهذا الدور".


وتابع: "بالنسبة لـFlight Check الواجب توفره في الأجواء اللبنانية، فقد عملنا مع المنظمة الدولية للطيران المدني من أجل هذا الموضوع وأمنا التمويل، ونحن الآن في طور المراسلات ما بين المديرية العامة والمنظمة ليصار في القريب العاجل إلى توقيع العقد".


وعن المتطلبات الدولية حول العوائق أمام سلامة الطيران، قال: "هذا الموضوع يجب أن نقوم به بشكل دوري، وبناء عليه فقد تم تأمين التمويل له ونحن في القريب العاجل في صدد الإعلان عن التعاقد مع مديرية الشؤون الجغرافية للمسح الجوي فوق المطار، كي يصار إلى تحديد دقيق جدا للعوائق أمام إقلاع وهبوط الطائرات".


أما بالنسبة لشركة الـMEAS المعنيّة بصيانة وتشغيل المطار، فأعلن أنه "سيُصار إلى تحويل مبلغ - بقرار من مجلس الوزراء - لتقوم هذه الشركة بالمهمات المنوطة بها".


وعن الـFast Track (الممرّ السريع)، قال: "سنستأنفُ العمل به عبر مجلس الإنماء والإعمار بعد توقّفِه منذ العام 2017، فهذا الممرّ يزيدُ القدرةَ الاستيعابيّة للمطار بنحو مليونَي راكب، فضلاً عن أنّه يُساهم في تخفيف الازدحام عن الممرّات العادية في المطار".


أضاف: "أما بخصوص سلك الإطفاء في المديرية العامة للطيران المدني الذي يعاني من شغور مزمن في فرقته، فستجري مباراة لتعيين 25 موظفاً في السلك تطبيقاً لقرار مجلس الوزراء".


ورداً على سؤال عن إمكانية طلب المساعدة الدولية لحماية المطار، قال: "هذا الأمر لن يحصلَ أبداً، ولا يمكن أن نطلب من أحدٍ أي مساعدة في هذا الخصوص، فالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية مولجة بهذا الأمر، وهم وحدهم المسؤولون عن حماية المطار والمرافق العامة".


وفي الختام، دعا حمية الصحافيّين الى مواكبته في جولةٍ في مختلف مرافق المطار، والذي "يستمر بأداء دوره ومهامه المنوطة به".


جولة

ثمّ جال حمية، يُرافقه المدير العام للطيران المدنيّ فادي الحسن ورئيس مجلس إدارة شركة "طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت وقادة الأجهزة الأمنيّة العاملة في المطار ورؤساء المصالح الفنيّة والإداريّة فيه، في أقسامه، لا سيّما في أرجاء السّوق الحرّة، حيث انضم اليهم رئيس شركة "باك" محمد زيدان.


الحوت

وتحدّث الحوت عن "الخطوة الّتي قامت بها الشّركة بنقلِ عددٍ من طائراتها إلى الخارج"، وقال: "عملنا بقول: اعقل وتوكل".


أضاف: "إذا كانت هناك مخاطر على لبنان، فليس من المفروض ترك كلّ الطّائرات هنا، إذ في حال حصل، لا سمح الله، أي شيء فلن تتمكّن الشركة من النهوض وتنتهي".


وتابع: "نحن نؤمّن استمراريّة حركة الطيران بالطائرات الموجودة في بيروت. وفي حال حصل أي شيء طارئ، تنطلقُ الشّركة مجدّداً بالطائرات الموجودة في الخارج".


زيدان

بدوره، نفى زيدان "أن تكون الشركة أفرغت الموجودات"، مشيراً إلى أنّ "ما تمّ نشرُه عبر بعض مواقع التّواصل الاجتماعيّ لا أساسَ له، وهو صور قديمة"، وقال إنّ "العمل في السوق الحرّة مستمرّ مهما حصل".


وأشار إلى أنّ "إرتفاع حركة المسافرين أو تراجعها مسألة طبيعيّة تحصلُ في كلّ المطارات، لا سيما في مواسم معيّنة من السنة"، لافتاً إلى أنّ "لبنان والمطار مرّا في أزمات كثيرة"، وقال: "ما نشهدُه اليوم ليس الأزمة الأولى".


بعد ذلك، إنتقل حميّة والوفد المرافق للإطلاع على مشروع Fast truck، الّذي أشارَ حميّة إلى "أهمية الانتهاء من العمل به خلال سنة، ما يُخفّف من الزّحمة ويزيد ما يُقارب مليونَي راكب".

MISS 3