أشهر موز في العالم مُهدّد بالإنقراض

02 : 00

يستهلك البشر سنوياً أكثر من 100 مليار موزة، معظمها من نوع «كافنديش» أو الموز القزمي. لكن قد لا تستمرّ هذه النزعة لفترة طويلة. يُهدّد مرض فطري بإزالة هذا الموز عن وجه الأرض.

بدأ العلماء يغيّرون الفاكهة وراثياً كي تصبح أكثر مقاومة للمرض. لكن يظنّ البعض أن أفضل حلّ لهذه المشكلة يقضي بتعديل طريقة إنتاج الموز بالكامل، فيتوقّف المزارعون عن زرع نوع واحد من الفاكهة.

يمكن إيجاد أكثر من ألف نوع من الموز، لكن يستهلك 47% من البشر موز «كافنديش». يطغى هذا النوع على سوق الموز العالمية لأنه يقاوم بعض الأمراض التي تقضي على الموز، وتطول مدة صلاحيته بعد قطفه، ويستطيع المزارعون أن يزرعوا كمية أكبر منه ضمن مساحة الأرض نفسها.

لكن أصبح هذا النوع مهدّداً بسبب السلالة الاستوائية الرابعة. تبدأ هذه العدوى في جذور شجرة الموز ثم تنتشر وتمنع النبتة في النهاية من امتصاص الماء أو خوض عملية التركيب الضوئي، ما يؤدّي إلى موت الشجرة.

ما يصيب موز «كافنديش» اليوم سبق وأصاب نوعاً شائعاً آخر: «غروس ميشيل». يقول جيمس ديل، رئيس برنامج التكنولوجيا الحيوية للموز في جامعة «كوينزلاند» للتكنولوجيا: «كان موز غروس ميشيل النوع الذي يتمّ تصديره بأكبر الكميات في النصف الأول من القرن الماضي».

بدأت السلالة الاستوائية الأولى تصيب الموز في العام 1876، ثم قضت على مزارع موز «غروس ميشيل» بالكامل بحلول الخمسينات، ما أجبر منتجي الموز حول العالم على البحث عن نوع جديد.

خلال السنوات اللاحقة، أصبح موز «كافنديش» النوع الذي يتمّ تصديره بأكبر كميات، فتحوّل إلى بديل عن النوع السابق لأنه محصّن ضد السلالة الاستوائية الأولى.

في العام 1997، رصد العلماء السلالة الاستوائية الرابعة بالقرب من «داروين»، أستراليا، وقد أصابت موز «كافنديش» هذه المرة. ثم وصلت بحلول العام 2015 إلى مزارع الموز في «كوينزلاند»، وهي أكبر ولاية لإنتاج الموز في العالم.

يوضح ديل: «امتدّ المرض منذ ذلك الحين إلى الهند والصين، وهما من أكبر منتجي الموز في العالم. حتى أنه وصل إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ورُصِد أيضاً في أميركا الجنوبية حديثاً».

لا يظنّ بعض علماء أمراض النبات أن موز «كافنديش» سيواجه مصير «غروس ميشيل» لأن المرض يتحرّك ببطء، ما يعني أن الباحثين لديهم عشر سنوات على الأقل قبل أن يعطي المرض عواقب خطيرة. كذلك، يسعى عدد كبير من العلماء إلى ابتكار موز مقاوِم للسلالة الاستوائية الرابعة أو إيجاد بديل عن موز «كافنديش».

يستكشف فريق بحثي من جامعة «كامبريدج» خيار التطعيم كَحَلّ محتمل. قد يؤدي زرع نسيج من نبتة معيّنة في نبتة أخرى إلى تغيير بعض الخصائص النباتية، فتصبح أكثر مقاومة للمرض مثلاً.

كذلك، يجرّب فريق آخر من «معهد تايوان لأبحاث الموز» شكلاً من الانتقاء الطبيعي. في هذه الحالة، يأخذ الباحثون شتلات من موز «كافنديش» ويعرّضونها للسلالة الاستوائية الرابعة. يسمح عدد صغير من الشتلات التي تبلي حسناً وتخوض تجارب إضافية بتطوير موز «كافنديش» وجعله مقاوِماً للمرض من دون القيام بأي تعديل وراثي.

لكن لا يعتبر بعض خبراء الموز هذه الحلول نافعة على المدى الطويل. يقضي الحل الوحيد بإنتاج وبيع كميات إضافية من أصناف متنوّعة لأن الموز يصبح أقل عرضة للأمراض كلما كان أكثر تنوّعاً من الناحية الوراثية. حتى أن هذه العملية قد تُخفّف اتّكال البشر على نوع واحد من الموز.

مع ذلك، يقول ديل: «لن يؤدي عرض مجموعة أكثر تنوّعاً من الموز إلى رفع التكاليف فحسب، بل إنه يتطلّب تعديلاً جذرياً في طريقة نقل الموز، إذ لا يمكن تخزينه في الثلاجات لفترات طويلة مثل التفاح. يتوقّف سوق التصدير على قطف موز «كافنديش» وهو أخضر اللون ثم جعله ينضج عبر غاز الإيثيلين. عند تصدير أنواع عدة من الموز، سيحتاج كل نوع منها على الأرجح إلى ظروف محدّدة لجعله ينضج، ولا مفرّ من أن يرتفع السعر طبعاً».

باختصار، ما من حل واحد للمشكلة حتى الآن. قد يكرّر التاريخ نفسه ولا يعود موز «كافنديش» خياراً متاحاً في المستقبل القريب.


MISS 3