للرجال فقط

معلومات تهمّك عن التستوستيرون والجنس

02 : 00

يؤثر هرمون التستوستيرون على صحة الرجال، لكن يتعلق أهم دور له بزيادة النشاط الجنسي.

تميل مستويات التستوستيرون إلى التراجع مع التقدم في السن. هي تبلغ ذروتها في بداية سن الرشد، ثم تتراجع بنسبة تصل إلى 1% سنوياً بدءاً من عمر الأربعين تقريباً. أحياناً، يتراجع مستواه فجأةً بسبب إصابة أو مرض (مثل التقاط عدوى)، أو العلاج الكيماوي، أو العلاج بالأشعة، أو بعض الأدوية.

حين تتراجع مستويات التستوستيرون أكثر من اللزوم، قد تخفّ الرغبة الجنسية لدى الرجل ويتعرض لضعف الانتصاب. كذلك، يؤدي هذا التراجع أحياناً إلى أعراض مثل الإرهاق، والتقلبات المزاجية، وضعف الكتلة العضلية، وفقدان قوة العظام. يستطيع معظم الرجال الحفاظ على مستويات مناسبة من التستوستيرون رغم تقدمهم في السن، وتسمح الصحة الجيدة أيضاً بإبطاء التراجع. مع ذلك، يفكر عدد كبير من الرجال الأكبر سناً بتلقي علاج استبدال التستوستيرون لرفع المستويات المتناقصة. من الطبيعي أن نعتبر هذا العلاج حلاً كي يشعر الرجل بتجدد شبابه ويزيد زخم حياته الجنسية.

لكن هل الأمر بهذه البساطة؟ هل هو علاج مفيد فعلاً؟ باختصار، قد يكون هذا الخيار مفيداً في حالات محددة...

علاج مفيد للحياة الجنسية؟

في المقام الأول، يجب أن يعرف الرجال أن علاج استبدال التستوستيرون لن يعيد الزمن إلى الوراء. يوضح الدكتور شهزاد بصاريا، مدير مساعد في قسم صحة الرجال والشيخوخة والأيض في مستشفى "بريغهام" للنساء التابع لجامعة "هارفارد": "تكشف دراسات قليلة أن علاج استبدال التستوستيرون يُحسّن الكتلة العضلية ويقويها أكثر من الدواء الوهمي لدى الرجال الأكبر سناً، لكن لم تُتَرجَم تلك الزيادة بتحسّن الوظيفة الجسدية. كذلك، لم تثبت أي تجارب عيادية كبرى أن علاج استبدال التستوستيرون يحسّن الحيوية أو الذاكرة".

على صعيد آخر، تذكر الأبحاث أن علاج استبدال التستوستيرون قد يُحسّن النشاط الجنسي والرغبة الجنسية عموماً لدى الأكبر سناً، إذا كانت مستويات الهرمون في دمهم منخفضة بكل وضوح.

لكن حتى هذا الأثر يبقى محدوداً. وفق تحليل تجميعي نُشر في مجلة "الرأي الحالي في طب المسالك البولية" في العام 2017، تبيّن أن علاج استبدال التستوستيرون يحسّن الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب لدى الرجال إذا كانوا يسجلون مستويات متدنية من الهرمون وأصيبوا بدرجة ضئيلة من ضعف الانتصاب. كان العلاج مفيداً بشكل خاص لمن لا يتجاوب مع أدوية ضعف الانتصاب مثل السيلدينافيل (فياغرا) والفاردينافيل (ليفيترا) والتادالافيل (سياليس). لكن قد لا يساعد علاج استبدال التستوستيرون المصابين بدرجة معتدلة أو حادة من ضعف الانتصاب. في هذه الحالات، لا يكون تراجع مستوى التستوستيرون السبب في ضعف الانتصاب، بل تعطي علاجات أخرى فاعلية مضاعفة.

مخاطر محتملة على القلب

قد يطرح علاج استبدال التستوستيرون بعض المخاطر الصحية، لذا يجب أن تناقش الموضوع مع طبيبك.

كثرة الكريات الحُمْر: في هذه الحالة، ينتج الجسم كمية كبيرة من خلايا الدم الحمراء، ما يزيد خطر الإصابة بجلطة دماغية أو نوبة قلبية.

النوبات القلبية: وفق دراسة نشرتها "المجلة الأميركية للطب" في أيلول 2019، تراجع خطر التعرض لنوبات قلبية وجلطات دماغية بنسبة 21% خلال أول سنتين من علاج استبدال التستوستيرون لدى رجال في عمر الخامسة والأربعين وما فوق. لكن يجب أن تصدر نتائج مؤكدة من تجارب عيادية كبرى.

سرطان البروستات: لا يزال الرابط بين علاج استبدال التستوستيرون وارتفاع مخاطر سرطان البروستات غير واضح. لكن ترصد دراسة نشرها موقع مجلة "بلوس ون" في 22 حزيران 2018 رابطاً بين العلاج وسرطان البروستات العدائي لدى أكثر من 58 ألف رجل بين عمر 40 و89 عاماً. لكن لا بد من إجراء أبحاث أخرى أيضاً.

هل أنت مرشّح مناسب لتلقي العلاج؟

تكلم مع طبيبك إذا كنت قلقاً من تراجع مستوى التستوستيرون وأثره على حياتك الجنسية. يمكنك التأكد من التشخيص عبر مراجعة الأعراض وإجراء فحصَي دم على الأقل في الصباح الباكر لقياس مستوى التستوستيرون (يتراوح المعدل الطبيعي بين 300 وألف نانوغرام/ديسليتر).

تتعدد أشكال علاج استبدال التستوستيرون: حِقَن، رقع ليلية، هلام يومي يُدهَن على الساعد أو الكتفين أو الفخذين.

تقليدياً، يُحقَن التستوستيرون في عضلة كبيرة مرة كل أسبوع أو أسبوعين. قد تؤدي الحِقَن التي تُعطى بوتيرة أقل إلى ارتفاع مستوى التستوستيرون قبل أيام من الحقنة اللاحقة، ما يزيد تقلبات المزاج والطاقة والرغبة الجنسية.

يقضي أحدث خيار باستعمال جهاز لحقن التستوستيرون تحت الجلد (على غرار حِقَن الأنسولين) أسبوعياً. غالباً ما تكون هذه الطريقة أعلى كلفة من الحقن العضلية العادية. حتى لو كان معدل الهرمون منخفضاً لديك وكنت تواجه أعراضاً متعددة، تذكّر أن علاج استبدال التستوستيرون قد لا يكون أول خيار للطبيب. يسهم فقدان الوزن الزائد مثلاً أو تغيير بعض الأدوية في زيادة إنتاج التستوستيرون في الجسم. هذه التغيرات وحدها تخفف الأعراض أحياناً.


MISS 3