رمال جوني

أزمة إيواء تلاحق نازحي المناطق الساخنة

2 تشرين الثاني 2023

02 : 00

القصف جنوباً يتوسّع

منذ أيام وزينب تبحث عن منزل يأويها مع عائلتها، نزحت قبل أيام من كفركلا، لم تترك بلدية إلا سألت فيها عن منزل، ولكن دون جدوى. تقطن حالياً في منزل أحد الأقرباء، طلب منها تركه سريعاً والبحث عن آخر، ما زالت لا تصدّق ما يحصل معها، تقول «نواجه وضعاً مأسوياً صعباً، زوجي لا يعمل، وعندي ولد من ذوي الحاجات الخاصة». حتى الساعة لم يستلم أحد من النازحين الجنوبيين أي مساعدات، أقلّه فرش وأغطية، فالقرار ربما لم يصدر بعد، بالكاد وجد أحمد فرشتين لعائلته، يسكن في منزل خالٍ من الأثاث، هرب على عجل من بلدته مركبا، ولديه ابنة حامل على وشك الولادة، لم يتلقَّ أي دعم يذكر حتى الآن، الأغطية والفرش أتى بها من منزله. يصف أحمد الوضع في مركبا بالصعب، «أصوات القصف تخرق المنازل والهدوء معظم الوقت»، الخوف هو ما دفع به الى حمل عائلته المؤلّفة من 7 أشخاص للقدوم إلى إحدى قرى النبطية، لا يريد شيئاً سوى عودة الهدوء وعودته إلى بلدته، غير أنّه يتوقع أن تتدحرج الأوضاع نحو الأسوأ، خصوصاً بعد الاجتياح البرّي لغزة.

لا يحسد النازحون على واقعهم، يعيشون ظروفاً صعبة، خصوصاً أنّ وضع أغلبهم الاقتصادي محدود، معظم أبناء القرى الحدودية يعتمدون في حياتهم على المواسم الزراعية، بعضهم خسر موسم التبغ وآخرون الزيتون والمحاصيل الزراعية، وهناك من يخشى حرق المواسم في خضم لعبة الإسرائيلي بحرق الأخضر واليابس.

في منزل يضم أكثر من 7 عائلات تقيم يارا، تشكو من ندرة المياه، تضطّر لشراء نقلة مياه مرة كل يوم، ترفع الصوت «كيف سنتدبّر أمرنا والكل بات بلا عمل؟».

لم تصرف وعود الهيئة العليا للإغاثة بعد على أرض الواقع، بالكاد وصل 100 غطاء و100 فرشة إلى محافظة النبطية، وزّعت على العائلات النازحة الأكثر حاجة، حسبما تقول محافِظة النبطية هويدا الترك، مشيرة إلى أنّ «ما قدّم حتى الآن ليس كافياً، ففي محافظة النبطية زهاء 3450 نازحاً وقرابة 970 عائلة، يتوزعون على أقضية المحافظة الأربعة، والمساعدات ما زالت محدودة ونحن في حاجة إلى المزيد». وعن آلية التوزيع، توضح أنّ العمل يتمّ وفق لوائح منظّمة ترد إلى المحافظة من البلديات، يتم تحديد العائلات الأكثر حاجة وتحديداً لمن يسكن في منازل غير مفروشة». وتلفت إلى أنّه «إلى جانب ما قدمته الهيئة العليا للإغاثة، قدّمت «منظمة العمل ضد الجوع» 181 فرشة و181 غطاء و181 حصة نظافة، وبعض الجمعيات بدأ يتحرك على خط النازحين اللبنانيين، وتمّ ربطهم جميعاً بشبكة تواصل واحدة لمنع ازدواجية التوزيع ولضمان وصول المساعدات لكل من يحتاج إليها». ومن المتوقع أن يزور وزيرا الشؤون الاجتماعية هكتور حجار والبيئة ناصر ياسين المحافظة هذا الأسبوع للاطلاع على واقع النازحين من الأماكن الساخنة، والاطلاع على احتياجاتهم ضمن خطة الطوارئ الوطنية التي أعلنتها الحكومة اللبنانية.

ومع اشتداد وتيرة المعارك اليومية في القرى الحدودية وتوسّع رقعة القصف الإسرائيلي، يرتفع عدد النازحين ممن يواجهون صعوبة في إيجاد منازل للإيواء، لم يتم فتح أي مركز إيواء في منطقة النبطية أقله حتى الساعة، غير أنّ كل الخيارات مفتوحة فيما لو تدحرجت الأوضاع نحو الحرب المفتوحة.

إذاً حتى الساعة وصل عدد النازحين إلى منطقة النبطية إلى حوالى 3000 نازح، يتوزعون على منازل مستأجرة وأخرى مقدمة هبة، قسم منهم يواجه أزمة إيواء حقيقية، وصعوبة في إيجاد المنازل، كل المنازل تقريباً يستأجرها السوريون، ما زاد الأمور تعقيداً.


MISS 3