رمال جوني

المعارك تُعمّق أزمات برج الملوك

7 تشرين الثاني 2023

02 : 00

القصف على تل النحاس

لا تشبه الحياة في بلدة برج الملوك قضاء مرجعيون الأيام العادية، إذ يسودها الخوف، زاده الاعتداء الإسرائيلي على سيارة مدنية كانت بين بلدتي عيناتا وعيترون، ما جعل التنقل خطراً. أخلى معظم سكان البرج منازلهم، أمّا البقيّة فقرّروا الصمود وعدم مواجهة أزمة النزوح في القرى الآمنة.

لم تسلم البلدة من القصف الإسرائيلي المتنقل، آخرها احتراق خيمة للنازحين السوريين وإصابة منزل رئيس بلديتها إيلي سليمان بالقصف المعادي الذي طال منطقة تل النحاس. في البلدة، يكاد يكون الوجود اللبناني محدوداً، على عكس السوريين الذين انتقلوا وفق سليمان من تلّ النحاس حيث يتركز القصف الإسرائيلي إلى غرب البلدة.

وأشار سليمان إلى أنه مع دخول المعارك العسكرية شهرها الأول في القرى الحدودية، بدأت تبرز أزمات معيشية لافتة، فالخضار لم تعد تصل إلى البلدة ما شكّل أزمة للسكان. معظم المحال مقفلة، وبدأت بعض المواد الغذائية بالنفاد، والمتوفّر منها في السوبرماركت يكفي أسابيع قليلة. تبدّلت يوميات سكان برج الملوك، توقفت حركة الأعمال، الكل من دون عمل، وتعدّ كارثة اقتصادية للعائلات الصامدة. فيقول سليمان: «الناس تعاني وضعاً صعباً، فالكل بلا عمل وبلا دعم».

لم تتوقف خدمات البلدية بعد، رغم أن عملية ضخّ المياه إلى المنازل مهدّدة بسبب نقص مادة المازوت وهو أمر يشير إليه سليمان، مضيفاً أنّ «تأمين المازوت بات صعباً في ظل إمكانات البلدية المحدودة وغياب دعم الدولة، التي حوّلت إلينا 600 دولار لا تساوي ثمن إطارات لشاحنة النفايات».

أكثر ما يقلق سكان البلدة هو تدهور الوضع الأمني وسقوط جرحى وقتلى، فالمستشفى الوحيد في المنطقة هو مستشفى مرجعيون الذي يفتقر إلى تجهيزات لحالات الحرب، إذ لا يتّسع لـ20 جريحاً أصلاً، فضلاً عن هجرة الطاقمين الطبي والتمريضي وإهمال وزارة الصحة له. وهنا يُعلّق سليمان: «حال المستشفى كان أفضل قبل التحرير، كان مجهّزاً وقادراً على استقبال المرضى، اليوم يعاني وضعاً مزرياً، ووزارة الصحّة غائبة، حتى في أيام الحرب لم تتدخل لدعمه وتجهيزه لمواجهة أيّ طارئ».

يبدو أن معاناة برج الملوك تسري على معظم القرى الحدودية، خصوصاً مع الإنتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب. ما يقلق سليمان أيضاً هو أزمة تكديس النفايات بعد تعرّض آلية الجمع التابعة للبلدية لإطلاق قنبلة تحذيرية عليها. ولفت إلى أنّ سائق المركبة والعمال أعلنوا توقفهم عن الجمع لأن حياتهم مهدّدة بالخطر.

لا تزال المساعدات التي تصل إلى الأهالي محدودة، ما يريده سليمان هو الدعم الفعلي وليس الوعود الفارغة. الناس تحتاج إلى أدوية مزمنة ومياه أو إلى دعم ماليّ مباشر. هي صرخة يطلقها سليمان قائلاً: «شبعنا حكي، وعود الدولة لم تصرف يوماً، الناس في أشدّ الحاجة إلى مقومات صمود، خصوصاً بعدما بات التنقل والعمل صعباً للغاية».


MISS 3