مايز عبيد

المفتي محمد إمام لـ"نداء الوطن": قلب دار الفتوى يحضن الجميع

1 حزيران 2020

02 : 00

تولّي إمام مسؤولية الإفتاء في طرابلس ترك ارتياحاً ونفّس الإحتقان

أتى تكليف الشيخ محمد إمام، أمين الفتوى في طرابلس، بمهام المفتي، تطبيقاً لقرار مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الذي مدّد فيه مطلع هذه السنة، مهام المفتي السابق الشيخ مالك الشعّار لخمسة أشهر، على أن تؤول مهام الإفتاء بعد انقضاء هذه المهلة إلى الشيخ إمام.

مع اقتراب موعد نهاية التكليف، والحديث السياسي عن تمديد جديد هو الثالث للمفتي مالك الشعّار، حصل تكتّل سياسي مجابه لهذا التكليف، قاده رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي. وطالب هذا التكتّل بتطبيق قرار المفتي دريان كما هو، أي أن تؤول مهام الإفتاء إلى الشيخ إمام إلى حين انتخاب مفتٍ أصيل لطرابلس. المفتي الشعّار والذي كان أكّد في حديث سابق إلى "نداء الوطن" أنه "لن يفعل إلا ما يُحقّق مصلحة طرابلس"، زار المفتي دريان طالباً قبول اعتذاره من مهام الإفتاء. وهنا آلت أمور الإفتاء، بحسب قرار المفتي دريان، إلى الشيخ محمد إمام.

تولّي إمام مسؤولية الإفتاء في طرابلس ترك ارتياحاً على المستويين السياسي والشعبي، ونفّس الإحتقان السياسي الذي كان من الممكن أن يُشعل الجبهات بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي - وهما اليوم في شهر عسل سياسي وتشاور وتوافق على مجمل القضايا على المستوى الوطني- على خلفية تهديد ميقاتي بالإنسحاب من لقاء رؤساء الحكومات السابقين، في حال أصرّ الحريري على التمديد للشعّار. غير أن الحريري، وكما يبدو، فضّل ترك الأمور في هذا الشأن للمفتي دريان وفاعليات المدينة، وهو لا يريد فتح جبهة مع ميقاتي في وقتٍ أحوج ما تكون إليه الساحة السنيّة إلى الوحدة والتضامن. وعلى قاعدة أن الشيء بالشيء يُذكر، والخير بالخير يُبادل، فالرئيس الحريري يُقدّر لميقاتي مواقفه الداعمة لوحدة الصف السنّي منذ تكليفه برئاسة الحكومة بعد انتخابات العام 2018، وصولاً إلى هذه المرحلة.

سنتعاطى مع الجميع

ويرى الشيخ إمام من جهته، أن "تكليفه لا يعني انتصاراً لطرفٍ على آخر، ولكن حصلت دراسة من جميع المسؤولين والمرجعيات الدينية والسياسية، والكلّ التمس مصلحة طرابلس وعسى أن يكون هذا خيراً". وعن موعد استلامه المهام في إفتاء طرابلس، يؤكد الشيخ إمام في حديثٍ إلى "نداء الوطن" أنه "سيحصل خلال هذا الاسبوع، وثمّة ترتيبات لذلك لإدارة ملف التسليم والتسلّم بالتنسيق بيني وبين المفتي الشعّار، الله أكرمنا بمحبة الناس ونأمل في أن تنعكس هذه الإيجابية فاتحة خير على طرابلس ولبنان، بإذن الله، فهذه سنّة الحياة دائماً، وكل إنسان له حقبة وله فترة، نأمل أن يوفّقنا الله لكلّ خير".

ويؤكد الشيخ إمام أن موقع الإفتاء "سيكون على مسافة واحدة من الجميع، وهذا وضعه الطبيعي والدور المنوط به، وفي الوقت نفسه، فإن دار الفتوى ستتعامل وتتعاطى مع الجميع من دون استثناء لما فيه خير طرابلس وأهلها".

في المقابل، يرى المفتي إمام أنّ "الأزمات التي يمرّ بها لبنان وطرابلس أيضاً، ليست سهلة إطلاقاً على الجميع، ونقول إن بعد العُسر يُسراً، وكلّما اشتدّت الأزمة قَرُب الفرج بإذن الله. ونحن من موقعنا، سوف نتعاون مع كل الإرادات الطيّبة في المدينة حتى نحقّق ما هو أفضل لطرابلس والشمال".

ويقول: "نحن أبناء مؤسسة دار الفتوى، وهي مرجعية وطنية، وإسلامية وسنيّة ولها دورها ومجالاتها التي تتحرّك فيها. دار الفتوى لا تحلّ محلّ أحد من المسؤولين السياسيين، نحن بطبيعة مهمتها الأساسية سنسعى إلى القيام بها حق قيام لما فيه الخير العام. ربما يحصل التباس عند كثير من الناس حول مهام دار الفتوى ودورها والمسؤوليات المنوطة بها، هذا يؤدي إلى حُكم خاطئ. فدار الفتوى هي مسؤولة عن القطاع الديني ولها جانب وقفي وعليها أن تُحسن إدارته بما فيه الأشياء الموقوفة عليها وبما ييسر الله من فتح باب التعاون مع الجميع".

ويختم إمام حديثه بالقول: "هذه الأوقات تحتاج منّا ومن الجميع الى رصّ الصفوف والوحدة والتعاون لتضييق المسافات بين بعضنا البعض، لتكون كل الجهود منصبّة في اتجاه تحقيق المنفعة العامة، حتى نكون جميعاً على قدر المسؤولية التي نتولّاها، فنحقّق مرضاة الله ومصالح الناس".


MISS 3