روي أبو زيد

فنانو العالم العربي خسروا عموداً من أعمدة الفن الراقي

رحيل حسن حسني مؤسس المدرسة الكوميدية الحديثة

1 حزيران 2020

02 : 00

لم تترك وفاة حسن حسني أثراً في أفئدة اقربائه وأحبته المصريين فحسب، بل طالت سهامها العالم العربي بأجمعه، خصوصاً وأنه من أعمدة زمن الفن الجميل وأحد مؤسسي المدرسة الكوميدية الحديثة.

حسن حسني نحت بإزميل الفرح ذاكرة الأجيال الماضية في العالم العربي وبات يحتلّ جزءاً رئيساً من حياة الناس وقلوبهم. وبعد وفاته فجر السبت الفائت إثر أزمة قلبية حادة عن عمر يناهز الـ89 عاماً، اجتمع فنانو لبنان والعالم العربي على موقف واحد وهو: رحيل معلّم كوميدي أصيل في السينما المصرية والعربية. وكان نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي كشف تفاصيل الساعات الأخيرة لوفاة حسني، موضحاً أن الراحل لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى دار الفؤاد الذي بقي فيه 24 ساعة اثر اصابته بأزمة قلبية مفاجئة.

ويعتبر حسني أحد أبرز ممثلي مصر والوطن العربي، وسجّل خلال أكثر من ثلاثين عاماً حضوراً جميلاً على الشاشة الصغيرة وفي السينما. ويعود الفضل لحسني في شهرة نجوم حاليين ونجاحهم، خصوصاً وأنه أصبح مطلوباً أن يطلّ في مشاهد عدة مع ممثلين مبتدئين كي يحصلوا على شهرة كوميدية بفضله. يتميّز حسني بتجسيد الأدوار، فضلاً عن براعته وتلقائيته الشديدة.

ولد حسن حسنى في حي القلعة بمصر العام 1931 لأب مقاول مبانٍ. توفيت والدته وهو في السادسة من عمره، وتلقى تعليمه في مدرسة الرضوانية الابتدائية حاصلاً على شهادة التوجيهية العام 1959.

مثّل في مسرح المدرسة وحصل على ميداليات عدة، ثم انضم إلى المسرح العسكري والمسرح القومي.

وقدم حسني نحو 490 عملاً ما بين مسرح وتلفزيون وسينما. فقد لمع نجمه في مسرحية "كلام فارغ"، وقدّم عدداً من البطولات المسرحية منها "حزمني يا"، "قشطة وعسل"، "جوز ولوز"، "أولاد ريا وسكينة"، "على الرصيف"، "سكر زيادة" و"المحبة الحمراء".

من المسلسلات التي اقترنت باسمه، "أبنائي الأعزاء شكراً"، "السبنسة"، "جواري بلا قيود"، "ناس مودرن"، "بوابة الحلواني"، "المال والبنون".

حاز حسني جائزة من مهرجان الأفلام الروائية عن فيلم "دماء على الأسفلت"، ويعتبر من أكثر الممثلين نشاطاً وحضوراً في العقدين الأخيرين، حيث قدّم كل الأدوار من الكوميدي إلى الفلاح ورجل الأعمال.

وشارك حسني في أعمال تلفزيونية وسينمائية مهمة على مدار المواسم الماضية، كمسلسل "سلطانة المعز" مع غادة عبدالرازق، الذي عُرض فى الموسم الرمضاني الفائت. كذلك شارك فى مسلسل "أبوجبل"، للنجم مصطفى شعبان، الذي عرض في رمضان 2019، في حين كانت آخر أفلامه "خيال مآتة" مع أحمد حلمي و"قهوة بورصة مصر" مع عدد من النجوم.

ونال حسني جائزة فاتن حمامة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي نسخة 2018، عن مجمل أعماله التي شكلت تاريخاً مهنياً طويلاً في عالم الشاشة الكبيرة. كما كرّمه مهرجان نقابة المهن التمثيلية المسرحي في دورته الرابعة في كانون الأول 2019.





أشارت الفنانة سيرين عبد النور الى أنّه "ليس من السهل على الممثل أن يُضحك الناس ويصبح فأل خير لفنانين كثر مصريين"، وأضافت: "كان لي الحظ أنني عملتُ معه في برنامج The Comedy، فتعرّفتُ الى إنسان قليل الكلام وكثير العطاء". وتابعت عبد النور: "حسني فنان مُحترم بكل ما للكلمة من معنى، وله القدرة على إضحاك الناس بكلمة واحدة أو حركة". وختمت: "رحمه الله، إذ خسر العالم العربي قيمة فنية كبيرة لا تُعوّض".



من ناحيته، أشار الممثل أحمد حلمي الى أنّ « الفنان العظيم حسن حسني كان بمثابة الأخ والأستاذ والصديق والأب».

وأكد أنّ «بعض الناس يرحل هذه الدنيا ويعود الى خالقه، لكنّ سيرته تبقى خالدة ورفيقة لنا على دروب الحياة»، معتبراً أنّ «حسني سيبقى مثالاً يحتذى به تتناقل سيرته الأجيال.

وختم بالقول: « هتوحشنا يا عم حسن أوي وفي الجنة ونعيمها يارب».


من جهتها، لفتت الممثلة باميلا الكيك الى أنّ «وفاة حسني أوجعتها خصوصاً وأنه بقي معطاءً حتى الرمق الأخير من حياته». وتابعت: «إنّ اسمه يكفي لزرع البسمة على وجوهنا»، مردفة إنه «أيقونة في الكوميديا والدراما المصرية والعالمية. خصوصاً وأنه زرع ببراءة وببراعة فناً راقياً بالكوميديا والتراجيديا». وأضافت الكيك: «سنبقى نتعلّم منه حتى بعد رحيله عن هذه الدنيا».


أعربت الممثلة لارا خوري عن "حزنها على وفاة حسني"، كاشفة أنه "كان لها الحظ بالتعرّف اليه والعمل معه في مسلسل عربي مشترك". وتابعت: "حسني كان متواضعاً، طيّب القلب ويتكلّم مع الناس بكلّ محبة وإيجابية". وختمت بالقول: "من المحزن خسارة نجم متواضع ومبدع كحسني في عالمنا العربي".

من ناحيته، لفت الممثل شادي ريشا الى أنّ "الفن خسر عموداً من أعمدة التمثيل الراقي برحيل حسني"، مردفاً أنه "لم يكن يجسّد أدواراً كوميدية فحسب، بل مثّل الدراما والتراجيديا وأدوار الشر، لذلك كان مطواعاً مع كلّ شخصية يقدّمها". وأكد ريشا أنّ "حسني جديّ في كلّ عمل يقدّمه لذا سيبقى خالداً في ذاكرة الفن العربي بالرغم من رحيله".

واعتبر الممثل رالف معتوق أنّ "وفاة حسني أحزنه كثيراً"، متمنياً أن يكون "الخبر شائعة كما جرت العادة". وأضاف إنّ "مدرسة الكوميديا التي ينتمي إليها حسني تعنيني كثيراً وأتعلّم منها دوماً"، مردفاً أنّ "حسني كان يعتمد على العفوية وكوميديا الموقف".

من جهتها، رأت الممثلة ميراي بانوسيان أنّ "حسني كان يمتلك كاريزما نادرة ومن الأوائل في المهنة"، مردفة أنّه "بغيابه نشعر وكأنّ أحد أفراد عائلتنا قد فارقنا خصوصاً وأنه علّم في قلب كلّ واحد منا". وختمت بالقول: "عاد حسني الى الفنان الأعظم الذي هو ربّنا، خالق كلّ الجمال والفن في هذا العالم".

وأعربت الفنانة نانسي عجرم عن حزنها على وفاة حسني، وقالت: "أهدانا أجمل الإبتسامات ورحل". واضافت عجرم: "أحر التعازي للشعب المصري والعالم العربي".

أما الممثلة إيمي طلعت زكريا التي خسرت والدها منذ فترة، فغصّت بالبكاء وقالت: "ربنا يرحمو هوّ وبابا".

وقال الفنان مصطفى قمر: "رحمة الله على حسن حسني، حبيب الملايين وملهم الفنانين".وأضاف: "علينا أن نصلّي له، خصوصاً وأنه كان صاحب القلب الأطيب في العالم. إنه فنان عظيم لن يتكرّر".

يقول جبران خليل جبران: " ما زلت أؤمن أنّ الانسان لا يموت دفعة واحدة وإنما يموت بطريقة الأجزاء. فكلّما رحل صديق مات جزء، وكلما غادرنا حبيب مات جزء، وكلّما قُتل حلم من أحلامنا مات جزء...فيأتي الموت الأكبر ليجد كل الأجزاء ميتة فيحملها ويرحل".

يعتبر رحيل حسني خسارة لأهل الفن في العالم العربي، وأحد مؤسسي المدرسة الكوميدية الحديثة التي ما زالت تخرّج ممثلي الجيل الجديد حتى يومنا هذا.

MISS 3