الياس بو عاصي

بين الحزن والأمل

2 حزيران 2020

02 : 00

سمير قصير، رحيلك المُبكر، ضحيّة للإرهاب، جاء على موعد مع المناضلين من أجل لبنان وسيادته واستقلاله، ومع المجاهدين لإعلاء شأن الإنسان وحرّيته وكرامته، أينما وُجد. ولا نزال نحن على الوعد أُمناء للعهد، ولن ينال من عزيمتنا ظلمٌ أو قهرٌ أو استكبار.

انك تعلم حتماً أنّ وطننا لم يخرج من دائرة الأخطار التي تتربّص به بعد، وتُدرك أن العدالة التي ننتظرها لكشف المجرمين وإنزال أشدّ العقوبات بهم تُراوح مكانها، ولا ندري إذا كان سيأتي يوم إحقاق الحقّ في ظلّ دولة تُصرّ على استضعاف نفسها لمصلحة دويلة آل اليها التحكّم بالسلطة وهي تعمل لتقديم الوطن رهينة لحليفها الإقليمي، غير آبهة بالثوابت الوطنية وبالمبادئ الميثاقية.

إلا أن ما يُحزنك أكثر هو الوضع المتدهور على الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية، ونُشاركك الحزن خصوصاً وأن الفساد يتفشّى ويعمّ مختلف الميادين والقطاعات، ممّا يجعل الدولة في حال شبه إفلاس.

الأنكى ان المسؤولين عن إفقار اللبنانيين لا يجدون حرجاً في حمل لواء الإصلاح، ويُطالبون بإعادة الأموال المنهوبة ووقف الهدر، فإذا بالوضع يدور في حلقة مفرغة. الا انّه في مقابل هؤلاء، ينشط الحراك المدني لمواجهة التحدّيات، ويتحّدث بلغة الثورة السلمية الكفيلة بالتغلّب على كل الأخطار. وهذا الحراك يُشكّل بارقة أمل، سواء عند شهداء انتفاضة الإستقلال أو كل الأوفياء لهم.

اخيراً، لن أذهب الى تعداد صفاتك ومزاياك، وهي كثيرة، بل أكتفي بالقول إنّك كنت رجل علم والتزام ووفاء، ورجل قضية، شجاعاً ومقداماً، وكل هذا باق في ضمائر المخلصين. ولن نبكيك عملاً بوصيّة الشاعر القائل: "لا تبكِه فاليوم بدء حياته إنّ الشهيد يعيش يوم مماته".


MISS 3