طوني فرنسيس

أبو خالد... تجربة عمر تحتاج إلى أعمار

4 حزيران 2020

02 : 00

تحتاج المسيرة السياسية التي خاضها محسن ابراهيم الذي توفي بالأمس (1935) إلى عقود، وربما إلى ما يزيد عن قرن، وإلى أكثر من شخص لإتمامها.

منذ انضمامه الى حركة القوميين العرب مطلع الخمسينات من القرن الماضي تحول شخصية أساسية في تلك الحركة ولعب أدواراً إلى جانب مؤسسيها الكبار، جورج حبش ونايف حواتمه وغيرهما. كان محاوراً للناصرية الصاعدة، مثلما كان لسنين طويلة مواكباً وشريكاً في ثورة اليمن وتجربة جنوبه من الجبهة القومية الى الحزب الاشتراكي.

إثر هزيمة 1967لم يتأخر مع رفاق له في الانفصال عن الناصرية وتبني قناعات جديدة. بات ابو خالد وتياره في حركة القوميين العرب أقرب الى الماركسية اللينينية. تبنوا منطقها وخاضوا صراعاً مع الأحزاب الشيوعية العربية، أغناها كان مع الحزب الشيوعي اللبناني، ما انتج تقارباً وصل حد التفكير بالاندماج بين الحزب ومنظمة العمل الشيوعي بقيادة أمينيهما العامين جورج حاوي ومحسن ابراهيم.

يصعب الحديث عن أبو خالد من دون الحديث عن أبو أنيس. جورج ومحسن ميّزا تاريخ اليسار اللبناني ابتداء من سبعينات القرن الماضي، والى جانب كمال جنبلاط قادا الحركة الوطنية في معركة مستحيلة بين حدّين: الاحتلال الاسرائيلي ومشاريع النظام السوري، ومن منزل جنبلاط أطلقا جبهة المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الاسرائيلي.

اغتيل جورج حاوي في مثل هذا الشهر الذي غاب فيه أبو خالد. وفي ذكرى أربعين أبو أنيس ألقى محسن ابراهيم أحد أبرز خطاباته النقدية. قال إن الحركة الوطنية ارتكبت خطأين: الأول ذهابها بعيداً في دعم نضال الشعب الفلسطيني وتحميل لبنان من الأعباء فوق ما يحتمل، والثاني "استسهالنا ركوب سفينة الحرب الأهلية تحت وهم إختصار الطريق الى التغيير الديموقراطي".

صمتُ محسن ابراهيم طوال السنوات الماضية ، كان مدوياً في تمسكه بثابتتيه الآنفتين، ورفضه تكرار تجارب تستنزف احتمالات نجاح تجربة الديموقراطية في لبنان وتطيح بأحلامه العميقة في استرداد شعب فلسطين حقوقه الكاملة.


MISS 3