مايز عبيد

ثوّار طرابلس يحشدون لـ"السبت الكبير": توقيف ربيع الزين لفرملة الإندفاعة

5 حزيران 2020

02 : 00

اعتصام عائلات سورية لاجئة في طرابلس

يُفهم التركيز الكبير والوقت الطويل، الذي أعطاه مجلس الوزراء في جلسته أمس لتحرّكات يوم غد السبت، أنها تأتي من باب الخشية لدى السلطة من الحركة الاحتجاجية التي يجري الإعداد لها من قِبل الثوّار على مستوى لبنان، ليكون بعد غدٍ السبت يوماً مشهوداً من أيام الثورة التي تستنهض نفسها بعد التعبئة العامة.

الغليان الشعبي في طرابلس مُستمرّ بشكل يومي ولا يهدأ. فالمجموعات الثورية لم تعد تهتمّ لتعبئة عامة أو "كورونا"، فهي تعتبر أنها "تعيش حالياً في ظل "كورونا" السلطة المُتفشّي، وهو الأكثر خطراً ووباءً. وللثوّار أيضاً تعبئتهم العامة قبيل موعد الزحف يوم السبت. لأجل ذلك يعملون على استنهاض الهِمم في ما بينهم والحشد من أجل "السبت الكبير" في وسط بيروت كما سمّوه. وكل المعطيات في هذا الصدد تشير إلى أن مشاركة أبناء الشمال والطرابلسيين بطبيعة الحال ستكون كبيرة وواسعة. ولأجل هذه الغاية أيضاً، تُعقد اجتماعات متتالية في صفوف الثوار والمجموعات الثورية شمالاً وعلى أكثر من صعيد، لبلورة الرؤى والأفكار وجمع الكلمة وتوحيدها وتبديد الخلافات ما أمكن في ما بينهم في حال وُجدت، بهدف إنجاح التجمّع الكبير.


الثورة وهاجس السلطة

وعلى خطٍ موازٍ، السلطة الخائفة والمتوجّسة من تحرّك السبت، أقدمت مرة جديدة على اعتقال الناشط في الثورة ربيع الزين قبل يومين، ما أدّى إلى موجة غضب شمالاً، حيث نزل الثوار إلى الأرض وقطعوا عدداً من الطرقات احتجاجاً، لا سيما طريق البحصاص وطريق جسر البالما (طرابلس - بيروت) بالإتجاهين والذي أُعيد فتحه بعد ظهر أمس. فالناشطون شمالاً وبشكل أساسي في طرابلس، رأوا في توقيف ربيع الزين بهذا التوقيت بالذات حركة مدروسة من السلطة لتشتيت جهودهم قبل موعد السبت، لكنهم يعاهدون ربيع بأنهم "سيلبّون النداء ولن يستكينوا أو يخضعوا للضغوطات". التحرّكات هذه، يحلو للناشطين في طرابلس تسميتها "أيام الغضب" التي تسبق يوم السبت، يوم الزحف الكبير نحو ساحة الشهداء. يؤكّد الثوار من الشمال وطرابلس أن مطالبهم "إنتخابات نيابية مبكرة ونزع أي سلاح غير شرعي في لبنان لكي لا يبقى سلاح إلا سلاح الجيش اللبناني الوحيد الذي يتّصف بالشرعية، وقضاء عادل ونزيه يحكم في البلد".



اعتصام عمال بلدية الميناء



وتحدثت "نداء الوطن" في هذا الشأن إلى محامي الدفاع عن ربيع الزين، نهاد سلمى الذي شرح الحيثيات القانونية والسياسية لهذا التوقيف فقال: "هناك مذكرة توقيف غيابية بحق الناشط ربيع الزين منذ فترة بجرم إحراق المصارف، حيث تم الإدّعاء عليه من قبل القاضية غادة عون، وهذا ملف برأيي القانوني فارغ من أي مضمون. ولكن صدرت المذكرة الغيابية وكان ربيع في المستشفى فلم يتمكّن من حضور الجلسة. بالنسبة إلى الوضع اليوم، هناك ملف آخر أمس تم استجواب ربيع فيه من قِبل القاضية سمرندا نصّار وتمّ إصدار مذكّرة توقيف وجاهية بحقّه بنفس الجرم أيضاً، أي إحراق المصارف في الشمال. والموضوع برأيي القانوني وحيثيات الملفّ لا شيء فيه".

أضاف: "أما من الناحية السياسية أو الخلفيات، فإن ربيع الزين كما يعرف الجميع، هو الناشط الأبرز في الثورة والتجيير لها، لذلك تم ّاعتقاله في هذا التوقيت بالذات وتوقيفه من أجل فرملة إندافعة التظاهرات والحدّ من وهجها. وإلا لماذا اعتقاله الآن؟ ولماذا لم تتحرك الأجهزة الأمنية منذ أشهر وأوقفته؟ نرى أن موضوع ربيع مُدبّر لتمرير يوم السبت، ونحن في نهاية أسبوع، فاليوم جمعة ودوام نصفي، فالأمور راحت حتى الأسبوع المقبل".


إعتصامات

إلى ذلك، تستمر الإعتصامات المعيشية والمطلبية في عاصمة الشمال طرابلس، وكان أبرزها يوم أمس اعتصام العمال المياومين في بلدية الميناء الذين لم يقبضوا مستحقاتهم المالية منذ 7 أشهر وعمدوا إلى إقفال مداخل الميناء جميعها احتجاجاً، ثم أعيد فتحها لاحقاً. كما اعتصمت عائلات سورية لاجئة في لبنان أمام مبنى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في طرابلس احتجاجاً على توقف الجهات الطبية الداعمة ذات الصلة عن متابعة علاج 80 طفلاً سورياً مُصاباً بـ"التلاسيميا".