رصد العلماء للمرة الأولى توهّجاً ناعماً أخضر اللون في سماء المريخ ليلاً، وهو ضوء يمكن رؤيته بالعين المجرّدة. وفي التفاصيل، اكتشفت بعثة «إكزومارس» لتتبّع الغاز المداري التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية ذلك التوهّج على ضوء الطيف البصري أثناء دورانها حول المريخ. بدا ذلك الضوء ساطعاً في المناطق القطبية لدرجة أن يتمكّن المستكشفون من استعماله لرؤية تلك المساحة إذا كانت السماء صافية خلال الليل.
بعد اكتشاف التوهّج الليلي بالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية وظهور توهّج نهاري مرئي وفوق بنفسجي على المريخ، حلّل باحثون من جامعة «لياج» في بلجيكا بيانات من مركبة تتبع مدار الغاز، فوجّهوا الأدوات نحو طرف الغلاف الجوي بحثاً عن مؤشرات على التوهّج الليلي في أنحاء الأطوال الموجية المرئية وفوق البنفسجية. سرعان ما عثروا على ما يبحثون عنه. على علوٍّ يتراوح بين 40 و60 كيلومتراً، ظهر التوهّج الليلي المرئي في القطب الجنوبي خلال شتاء المريخ. ينسب الباحثون هذه الظاهرة إلى نقل ذرات الأكسجين من النهار المشمس على سطح المريخ وتحويلها إلى ثنائي الأكسجين، ما يؤدي إلى بثّ ذلك التوهّج الذي يكون ساطعاً بما يكفي لرؤيته من الأرض.
في النهاية، يستنتج الباحثون: «يُفترض أن تكون رؤية هذا التوهّج الليلي ممكنة انطلاقاً من مركبة مدارية حول المريخ ومن سطح الكوكب أيضاً بالعين المجرّدة إذا كانت السماء صافية. قد تُمهّد هذه العملية لجمع ملاحظات شاملة مستقبلاً عن دورة الغلاف الجوي الخاص بالمريخ عبر استعمال أدوات أكثر بساطة وأقل كلفة».