تراجع عمليّات النهب والحرق والتخريب

مينيابوليس تحتضن فلويد في وداعه الأخير

02 : 00

كلمة عائلة فلويد خلال مراسم تأبينه في جامعة نورث سنترال في وسط مينيابوليس أمس (أ ف ب)

ترأس الناشط الحقوقي الأميركي آل شاربتون بالأمس مراسم تأبين جورج فلويد، الذي سيُدفن في مسقط رأسه في مدينة هيوستن في ولاية تكساس، في مينيابوليس، بحضور أسرة فلويد والقس جيسي جاكسون وحاكم مينيسوتا تيم والتز والسيناتور عن ولاية مينيسوتا ايمي كلوبوشار ورئيس بلديّة مينيابوليس جيكوب فراي، إلى جانب مئات الأشخاص الذين حضروا إلى جامعة نورث سنترال، حيث أُقيمت المراسم في وسط مينيابوليس.

وقال شاربتون خلال تصريحات على شبكة "إم إس إن بي سي" قُبيل المراسم إنّ "حجم الدعم والمشاركة في التظاهرات لا يشبه أي شيء شاهدناه من قبل"، مضيفاً: "إنّه الوقت الذي يُمكّننا من القيام بتغيير حقيقي"، في وقت من المتوقع أن يمثل ثلاثة من الشرطيين الأربعة الذين اعتَقلوا فلويد بتهمة استخدام ورقة نقديّة مزوّرة، أمام المحكمة للمرّة الأولى، إذ ستُوجّه إليهم تهمة التواطؤ في موته. والشرطي الرابع ديريك شوفن، الذي تمّ تصويره وهو يجثو بركبته على رقبة فلويد، وجّهت إليه تهمة القتل من الدرجة الثانية ومَثُلَ أمام قاض الأسبوع الماضي.

في الأثناء، خرق الجنرال جيمس ماتيس، سلف وزير الدفاع مارك إسبر، الصمت منذ استقالته من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليُوجّه انتقاداً لاذعاً للرئيس الجمهوري، ما أثار حفيظة القاعدة المحافظة. واعتبر ماتيس أن ترامب "أوّل رئيس في حياتي لا يُحاول توحيد الأميركيين، بل إنّه حتّى لا يتظاهر بأنّه يُحاول فعل ذلك". وأضاف الجنرال: "بدلاً من ذلك، هو يُحاول تقسيمنا"، بينما ردّ ترامب على الفور في تغريدة على "تويتر"، واصفاً ماتيس بأنّه "الجنرال الذي لقي أكبر تقدير مبالغ فيه في العالم".

وقال ترامب: "لعلّ الأمر المشترك الوحيد بيني وبين أوباما، هو أنّنا حظينا بشرف طرد جيمس ماتيس، أكثر جنرال مبالغ في تقديره"، مضيفاً: "طلبت رسالة استقالته وكان شعوري رائعاً حول ذلك، كان لقبه "فوضى" ولم يُعجبني وغيّرته إلى الكلب المجنون". وتابع: "قوّته (ماتيس) لم تكمن في العسكريّة، بل في العلاقات العامة الشخصيّة، أعطيته حياة جديدة وأموراً للقيام بها، ومعارك لينتصر فيها، ولكنّه نادراً ما فعل... لم يُعجبني أسلوبه في القيادة والكثير من الأمور الأخرى فيه، وكثيرون يُوافقون على ذلك، سعيد أنّه ذهب".

تزامناً، أُقيمت حواجز جديدة أمام البيت الأبيض بالأمس في وقت دخلت فيه التظاهرات يومها العاشر، بينما تراجعت إلى حدّ كبير عمليّات النهب والتخريب والحرق والتكسير التي طالت الأملاك العامة والخاصة، خصوصاً بعد تشديد الشرطة معزّزةً بالحرس الوطني اجراءاتها الأمنيّة في المدن، هذا فضلاً عن تنامي ظاهرة "الأمن الذاتي" عبر انتشار مجموعات مدنيّة مدجّجة بالسلاح لحماية أحيائها ومصالحها من الخلايا اليساريّة والسارقين والمجرمين الذين حوّلوا بعض الأحياء والشوارع إلى ساحات حرب حقيقيّة من خلال نشر الفوضى عبر الحرق والنهب والتخريب.

وأدّت وفاة فلويد إلى إعادة إشعال الغضب القديم إزاء قتل الشرطة لأميركيين من أصل أفريقي، وأطلقت العنان لموجة اضطرابات مدنيّة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ اغتيال مارتن لوثر كينغ جونيور العام 1968. لكن يرى مراقبون أن هناك علامات استفهام كبيرة تُطرح حول الخلفيّات السياسيّة للتسرّع بالجزم أن وفاة فلويد متعلّقة بالعنصريّة، إذ إنّ زوجة ضابط الشرطة السابق ديريك شوفن لاجئة آسيويّة سابقة، إضافةً إلى أنّه لا يوجد أي دليل حتّى اللحظة يُثبت عنصريّة شوفن. وقضى فلويد قتلاً بعدما أُصيب بـ"سكتة قلبيّة" جرّاء "الضغط على عنقه" من قبل شوفن، بحسب تقرير الطبيب الشرعي الرسمي المسؤول عن تشريح جثّته. لكن في الوقت ذاته، ووفق التقرير، كان فلويد تحت تأثير مسكّن "فينتانيل"، وهو من الأفيونيّات القويّة، حين فارق الحياة، هذا فضلاً عن أنّه كان مصاباً بـ"كوفيد-19".


MISS 3