جاد حداد

The Outcasts... قصة بلا مغزى

21 تشرين الثاني 2023

02 : 00

يروي فيلم The Outcasts (المنبوذون) قصة شاب يعود إلى دياره لكسب الأموال عبر بيع نادٍ لكرة القدم كان يملكه والده المتوفى، لكنه يكتشف أنه مضطر أولاً لإتمام مهمّة مريعة.

«ما هو أفضل جانب في النقد السينمائي؟ يتسنى للنقاد مشاهدة كل شيء. وما هو أسوأ جانب في النقد السينمائي؟ يضطر النقاد لمشاهدة كل شيء، بما في ذلك أفلام ما كانوا ليقتربوا منها في ظروف أخرى».

هذه الكلمات مأخوذة من مقالة أعلن فيها الناقد السينمائي مارك كيرمود تقاعده من نقد الأفلام. لا مفر من تذكّر تلك الكلمات عند مشاهدة هذا الفيلم للمخرج ياسر سامي. ما كان معظم النقاد ليشاهدوا هذا العمل لأي سبب لو كانت مهنتهم مختلفة. على مستوى معيّن، يبدو العنوان مناسباً للفيلم كونه أشبه بعمل معزول عن عالم السينما الصاخب.

تتمحور القصة حول «صلاح» (أحمد حاتم) ومجموعة من رفاقه المنبوذين (لاعبو كرة قدم). تشمل هذه المجموعة جميع أنواع الشخصيات، بدءاً من السارقين وصولاً إلى المتهورين والعنيفين. كما يحصل في هذا النوع من القصص، يكون هؤلاء اللاعبون غير بارعين في البداية لكنهم يفوزون في المباراة في نهاية المطاف عبر هزم منافسيهم. إنه شكل مألوف من القصص.

لكنّ طريقة سرد الأحداث مريعة بمعنى الكلمة. من الواضح أن المخرج لا يهتم بعوامل أساسية مثل التوقيت والإيقاع، لذا تبدو المشاهد في معظمها مستعجلة وعشوائية، وكأنها مقتطعة من أعمال مختلفة. يستعمل سامي صوره لعرض الحوارات ومجموعة من المعلومات الأساسية بكل بساطة. لكن عند التدقيق بالمواد المعروضة، يسهل أن نكتشف أن الفيلم يخلو من أي حس إبداعي. حتى أن صانعي العمل لا يحاولون إثبات براعتهم في أي لحظة، إذ يكتفي الفيلم بعرض حوادث متلاحقة بإيقاع عشوائي، على أمل أن يستمتع بها المشاهدون.

نتيجةً لذلك، سيضطر الجمهور لتحمّل مشاهد بغيضة، بما في ذلك مشهد يُجبَر فيه «صلاح» على خلع ملابسه للتكلم مع أحد العملاء، أو مشهد آخر يلعب فيه «صلاح» مباراة في كرة الطاولة مع شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. أكثر ما يفاجئ في هذه اللقطات هو محاولة صانعي العمل تقديمها كلحظات فكاهية. يثبت المخرج في هذه المشاهد أنه يعجز عن تقديم مواقف فكاهية ناجحة أو حتى مشاهد درامية مؤثرة. باستثناء المشهد الذي يقترح فيه أحد الأشخاص استعمال «فريدة» (تارا عماد) لإيقاف سيارة، يسهل أن ينزعج المشاهدون من الكوميديا التي يقدمها الفيلم. أما اللحظات «العاطفية» العابرة، كما يحصل حين يكتشف «صلاح» محتوى غرفة تخزين، فهي مُتعِبة وركيكة بالقدر نفسه.

أخيراً، يقع «صلاح» و»فريدة» في الحب لأن جميع الشخصيات الأخرى ليست جميلة بقدرهما. هو بطل القصة وهي امرأة جميلة، ويبدو أنها معادلة كافية لتقديمهما كثنائي. إنه الدافع الوحيد الذي يحتاج إليه هذا النوع من الأفلام لتقديم محتواه. يقوم «صلاح» و»فريدة» بتحطيم الأغراض لتفريغ غضبهما، ويسهل أن يشعر المشاهدون أيضاً بأنهم يريدون تحطيم الشاشة أمامهم للتعبير عن غضبهم إزاء ما يشاهدونه. بعد مرور 30 دقيقة على بدء الفيلم، لن يتحلى الجمهور بالصبر الكافي لانتظار اللحظة الأخيرة التي تشهد انتصار اللاعبين في فريق «صلاح»، بل سيتوق الجميع إلى إنهاء الفيلم لإنقاذ أنفسهم من قصة بلا مغزى.